التونسية (تونس) قالت مصادر مطلعة صلب الصندوق الوطني للتأمين على المرض أن ادارة ال«كنام» أحالت ما يزيد عن 20 ملف تحيّل من قبل مسديي الخدمات الصحية إلى الدوائر القضائية. وأكدت المصادر ل «التونسية» أن الإجراءات القضائية في هذه الملفات تتقدم وان عددا ممن تحوم حولهم الشبهة مثلوا أمام قضاة التحقيق الى جانب دعوة عدد منهم لدى الفرق الأمنية الاقتصادية وانه من المنتظر أن يحسم القضاء في عدد من هذه الملفات في المدة القادمة . المصادر نفسها أكدت أن أشكال التحيل التي تم اكتشافها مختلفة وأن أغلبها يتعلق بالفوترة الوهمية والأعمال المفتعلة وأن التحريات التي قامت بها ادارة ال«كنام» لا تستبعد أن يكون بعض الأطباء والمصحات والفنيون شبه الطبيين متورطين فيها إلى جانب احتمال تورط عدد من المختصين في العلاج الطبيعي في الملفات المحالة على القضاء والتي يتركز جلها في إقليم تونس الكبرى وصفاقس وسوسة .المصادر نفسها أكدت أنه بالإضافة إلى الملفات المحالة إلى القضاء تم الكشف عن ملفات تحيل أقل خطورة أرسلت إلى اللجان الجهوية المتناصفة للنظر فيها واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة في شأن المورطين فيها طبقا لما جاء به قانون 2004 الذي ينص على إعلام اللجان الجهوية والوطنية بما وقع كشفه إثر التحقيقات الداخلية، على أن تتخذ نقابات المهنيين المتورطين في عمليات التحيل الإجراءات اللازمة ضد منظوريها. وأضافت المصادر ان الصندوق اتخذ بعد التعاطي مع مثل هذه الحالات جملة من الاجراءات الردعية مع المخالفين تتراوح بين إيقاف التعاقد بصفة وقتية أو نهائية مع البعض الآخر مع إجبار المعنيين بالأمر على إرجاع الأموال المكتسبة على غير وجه حق وأشارت المصادر الى أن النقابات الطبية أبدت تجاوبا تاما مع الصندوق في التصدي لمثل هذه الممارسات . يذكر انه من أهم ملفات الفساد التي اكتشفت في الصندوق ما عرف بقضية مركز ال «كنام» في بن عروس الذي كشف التدقيق فيه عن وجود شبكة تحيل صلبه من خلال ملفات امراض مزمنة لأبناء عون وزوجته وكذلك ملفات أقارب وغيرهم من المعارف وقد حصل الزوجان على مداخيل من استرجاع المصاريف قيمتها 20 الف دينار. كما سبق أن كشفت مصالح الصندوق إثر شكوى تلقتها عن شبكة تحيل داخل احد المراكز بجهة الساحل حصل بمقتضاها طبيب على مبلغ 50 ألف دينار من خلال شهائد ووثائق غير مضمنة بكشوفات حقيقية وذلك بتواطؤ مع أحد الأعوان الذي كان يقوم بتمرير هذه الوثائق ويقع استرجاع المصاريف عن طريق مرضى وهميين وكذلك بعض مسديي الخدمات. و يشار الى أن الصندوق يقدّم حوالي 3 ملايين خدمة طبية لمنخرطيه، وأنّه بامكان المنظومة الإعلامية للصندوق أن تكشف العمليات غير القانونية التي تؤدي بدورها إلى عملية تفقد كما تتولى مصالح الصندوق القيام بالتحريات بصفة روتينية ودورية .