تونس-الصباح تتواصل عملية إصلاح منظومة التأمين على المرض على قدم وساق رغم بعض الإشكاليات المتواصلة وغموض بعض التوجهات والذي تحاول مصالح صندوق التأمين على المرض تجاوزها تدريجيا من أجل فرض منظومة اجتماعية ناجعة تلعب الدور الذي بعثت من أجله. وقد أفادتنا مصادر من الإدارة العامة لصندوق التأمين على المرض، أن عدد منخرطي الصندوق قد فاق بكثير المليوني مضمون اجتماعي. وأن أكثر من نصف هذا العدد زار المراكز الجهوية والمحلية للصندوق لسبب أو للآخر مما تسبب في بعض الاكتظاظ داخل هذه المراكز وخاصة في شبابيك تسلم بطاقات العلاج والتي ساهم فيه المواطن بدرجة هامة بسبب عدم تحيينه لسجلاته الخاصة ونقص البيانات الخاصة بملفاته... استرجاع المصاريف وأفادتنا مصادر الصندوق أن منظومة استرجاع المصاريف تشهد نسقا تصاعديا هاما نحو تقليص آجال الاسترجاع.وحسب الإحصائيات الحالية لاسترجاع المصاريف فإن 21 بالمائة من المنخرطين استرجعوا مصاريف علاجهم في ظرف 10 أيام من دفع الوثائق الطبية و36 بالمائة تمكنوا من استرجاع مصاريف علاجهم في ظرف 15 يوما. ويبقى المعدل العام لاسترجاع المصاريف يتراوح بين 25 و27 يوما وهو أجل قابل للتطور تدريجيا خاصة بعد الخروج من التوقيت الصيفي وكذلك التوقيت الإداري الخاص بشهر رمضان. التسوية المالية مع الأطباء المتعاقدين وفيما يتعلق بالعلاقة مع الأطباء المتعاقدين مع الصندوق والإشكاليات المتعلقة بخلاصهم ,أكدت مصادر الإدارة العامة لل"كنام" أن نسق خلاص الأطباء يرتفع تدريجيا وأن هذا الأسبوع سيشهد تسوية الوضعية المالية لكل الأطباء وخلاص ما تخلد بذمة الصندوق لفائدتهم. وأضاف المصدر أن هذا الإجراء سيفضي مصداقية أكبر لمنظومة طبيب العائلة. المراقبة الطبية وفي إطار تحسين الخدمات المسداة لمنظوري الصندوق الوطني للتأمين على المرض وتيسير شؤونهم وتبسيط إجراءات المراقبة الطبية وتطوير العمل داخل وحدات المراقبة الطبية ,تقرر مؤخرا صلب الصندوق بعض الإجراءات أهمها: - إعفاء كبار السن من المراقبة الطبية كلما أمكن ذلك. - تجنب إعادة إخضاع المرضى المصابين بمرض مزمن أو ثقيل أو بمرض طويل الأمد أو الذين أجريت عليهم عمليات جراحية على القلب والشرايين أو المتمتعين بأدوية خصوصية للمراقبة الطبية إذا كان الأمر متعلقا بنفس المرض. - التنصيص صراحة ضمن الاستدعاء الموجه للمريض على يوم وساعة خضوعه لمراقبة الطبية وذلك بهدف تجنيبه الانتظار. مراكز وقتية داخل البلديات وفي محاولة ومسعى للحد من الاكتضاض داخل المراكز الجهوية والمحلية للصندوق وبهدف تقريب الخدمات من المنخرطين.تقرر بالإتفاق بين "الكنام" والبلديات تخصيص مكاتب خاصة بالصندوق الوطني للتأمين على المرض في مقرات البلديات أيام الأسواق الأسبوعية . وقد انطلقت التجربة مع بلديات تالة وسبيطلة والفحص ومجاز الباب وحفوز والرفراف ومن المنتظر أن تتطور هذه التجربة مع بلديات أخرى خاصة أن التجربة أثبتت جدواها وخففت من الاكتظاظ داخل مراكز الصندوق. مشكل المعلومة والملاحظ أن مشكل المواطن اليوم مع "الكنام" يتمثل في شح المعلومة لدى الجميع وعدم معرفة المواطن لحقوقه وواجباته خاصة في ظل تداخل المنظومات الثلاث وتميز إحداها عن الأخرى في بعض الجوانب.وهذا ما غرس انعدام الثقة بين الكنام والمواطن الذي لم يجد المعلومة التي يبحث عنها حتى لدى وسائل الإعلام التي عجزت بدورها عن إيجاد تفسير لبعض التساؤلات التي يطرحها كل المتدخلين في المنظومة من منخرطين وأطباء وصيادلة. وشح المعلومة وغياب التفسير كان من أحد أسباب الاكتظاظ والفوضى التي تشهدها مراكز الصندوق التي باتت تستقبل المستفسرين أكثر مما تستقبل المنخرطين الباحثين عن الخدمة لدى الصندوق. وقد أرجع مصدر الإدارة العامة للصندوق هذا الإشكال إلى أن الاتجاه كان مركزا على المفاوضات مع الأطراف المتدخلة وربط العلاقات والعمل على توفير الجو الملائم لكل نواحي الحوار وإبرام الاتفاقيات وما انجر عن ذلك من جذب وشد بين الأطراف المتدخلة. وقال "لكن بعد وضوح الرؤية في تركيز منظومة التأمين على المرض وإبرام وإمضاء الاتفاقيات مع الأطباء ومسدي الخدمات فتحنا الباب على مصراعيه لكل صحفي ولكل جريدة ولكل الإعلام السمعي والبصري حيث كتبت أقلام جديرة العديد من المقالات وأنجزت ملاحق باللغتين العربية والفرنسية حول التأمين الصحي أنجزتها "دار الصباح" بالذات وخاصة الملحق الصادر في جويلية 2008 و8 أوت 2008 "المنظومة الصحية في تونس ثمارات الإصلاح" وهي تعتبر مرجعا ثريا وشاملا للمنظومة ككل. وأضاف أن الإدارة العامة للصندوق وبعد وضع المنظومة على سكتها الصحيحة وضعت من بين أولوياتها تحسين الخدمات وخوض غمار الجودة والسير نحو توجهات ثابتة بعيدة عن ترضيات وتمشي كان ساهم في إفلاس بعض الصناديق الاجتماعية الصحية في بلدان أخرى.