التونسية الاعتراف بالحقّ فضيلة والتائب من الذنب كمن لا ذنب له... وذنبنا أنّنا كلنا ذات يوم وابلا من التهم والذمم في حقّ المدرّب التونسي فوزي البنزرتي لا لشيء سوى لأنّه غدر بالاتحاد الرياضي المنستيري وتركه في التسلّل بعد أن هرب إلى المغرب وارتمى في أحضان الرجاء البيضاوي الذي كان يستعد حينها للمشاركة في مونديال الأندية... اليوم نعود إلى فوزي البنزرتي ليس للومه على صنيعه فما أتاه "صاحب الكيف" تجاه فريقه السابق نال جزاءه وانتهى الأمر ولكن عدنا لنعتذر ونطلب الصفح من تاريخ هذا الرجل الذي هزم الكلّ وانتصر لنفسه وإذا كنّا متمسكيّن مهما تبدّل الحال والأحوال بوجهة نظرنا واستياءنا من الأسلوب الفجّ والطريقة المريبة التي هرب بها البنزرتي بعد التنصّل من مسؤولياته في فريقه الاتحاد فإنّ ذلك لا يمنع على الأقّل بعد إنجاز "أغادير" أن نجد ونلتمس بعض الأعذار لهذا الرجل الخاص جدّا الذي حلم وهذا من حقّه بالعالمية ونشد أدوار البطولة من جديد بعد أن شارفت شمسه على المغيب و كادت "تقبره" تجارب الفشل التي طاردت مسيرته في السنوات الأخيرة... اليوم يتصدّر فوزي البنزرتي كبرى العناوين الرياضية في المغرب وربّما في العالم بأسره فالبنزرتي صعد بفريقه المتواضع الذي يحتل المرتبة الثامنة في البطولة المغربية المتوسطة جدّا إلى نهائي بطولة العالم للأندية في إنجاز رياضي غير مسبوق بعد أن أطاح بكبار القوم على غرار فريقي مونتيري المكسيكي واتليتيكو مينيرو البرازيلي الذي يضمّ في صفوفه الساحر رونالدينهو... فوزي البنزرتي ثأر لنفسه ولتاريخه الحافل بالتتويجات والانجازات ودوّن اسمه بأحرف من ذهب في سجلّات المسابقة الأغلى لأندية العالم وصار بالتالي الرجل الخارق الذي حقّق ما عجز عنه كلّ أسلافه باختلاف تسمياتهم وانتماءاتهم... فوزي البنزرتي هو أوّل مدرّب عربي و افريقي يصعد بفريق عربي إلى المباراة النهائية لبطولة العالم للأندية وهو المدرّب الوحيد في العالم تقريبا الذي يقدر على فعل هذا الانجاز و النجاح في رفع هذا التحدّي خاصة وانه أمسك بمقاليد الأمور الفنيّة للرجاء أيّاما قليلة قبل انطلاق "الموندياليتو"...الاستحقاق يعود طبعا إلى فريق الرجاء ولاعبيه الذين قاتلوا من أجل دخول التاريخ من أوسع أبوابه لكن هذا لا يحجب الدور الكبير والايجابي الذي لعبه البنزرتي لتحفيز لاعبيه وتجهيز تشكيلة من نوع خاص تحوّلت بقدرة قادر إلى كتيبة قتالية تهاوت على حدودها أسماء لها باع وذراع في عالم الكرة... التونسي فوزي البنزرتي شرّف تونس لانّ انجازه اقترن بالحديث عن الكفاءات والإطارات التونسية والرجل نجح بمفرده في تحقيق ما عجز عنه الجميع في تونس, جامعة ووزارة ولاعبين ليثبت للكلّ بلا استثناء موالين ومنتقدين أنّه كان على حقّ وأنّ البطولات تصنعها الرجال وأنّ الحروب سجال...كرّ و فرّ والفاروّن ليسوا دائما خونة أو جبناء فقط هم شعوب التمنّي و الترجيّ والدعوات من ينظرون لأقصر المسافات... من يرمي بورقة الحظّ في دفاتر البنزرتي لا يخادع سوى نفسه انتصارا لمواقف مغلوطة ومن يستنقص دور "المدرّب الرحالة" فيما تحقّق ليس سوى جحود حقود ساءه ما بلغته قامة الرجل ومن يقول عكس ما نقول عليه تصفّح كبرى العناوين في المغرب وما دونته الأقلام ورصدته وسائل الإعلام في حقّ البطل التونسي الذي تلقى الإشادة والثناء من ملك المغرب نفسه... "الفوز البنزرتي" هو درس للجميع والنائمون في بحر الحظّ آن لهم أن ينصرفوا لأنّ الحظّ يختار أحبابه وأًصحابه فهل سمعتم يوما عن فاشل كان الحظّ سنده ورفيقه...؟؟؟ الكرة تعشق من يركلها والركل فنّ لا يجيده سوى الرجال... قبل أن ننهي مباراة الرجاء و مينيرو بملعب أغادير هي في حدّ ذاتها رسالة مضمونة الوصول إلى العائلة الرياضية في تونس... جماهير مثالية و دخلة عالمية وعقلية أوروبية... كلّ شيء كان يشبه الحلم في مباراة الحلم والى حين يحين موعد النهائي المرتقب بين فوزي البنزرتي و"بيب غوارديولا" لا يسعنا سوى أن نقول "انت فين والحبّ فين..." جيراننا يسابقون الزمن لبلوغ قمّة المجد قولا وليس فعلا ونحن صار اختصاصنا تفريخ المحللين وأشباه الإعلاميين في بلاتوهات رياضية تلفزية "تجمّر في البايت" وتنصب المشانق لأٌقدام الفاشلين... عندما يكون لديك 3 ملاعب فقط تستجيب للشروط و خمسة حكّام صافرتهم فوق الشبهات و14 فريقا تحت خطّ الفقر وعندما يكون عدد المحللين والفنيين أكثر من اللاعبين وعندما يفوق عدد البرامج الرياضية التلفزية عدد أهداف الجولة وعندما تنطق "مافيولا" الوطنية بعكس ما تجود به قريحة "الأجنبية" تأكّد يا عزيزي بأنكّ في تونس حيث تصدّر صناعة وضع العصا في العجلة... حيث لا "شان" ولا "كان" ولا هم يحزنون...