(تونس) وافانا الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري ببلاغ جاء فيه: «في ظل حالة الركود التي ترافق في الوقت الحاضر العمليات التجارية المتصلة ببيع العجول المسمنة المعدّة للذبح وما يتمّ تسجيله من هبوط حادّ في الأسعار على مستوى الانتاج والمقدر بنحو 20٪ وما يترتب عنه من خسائر فادحة للمربين دون أن ينعكس ذلك على مستوى أسعار اللحوم عند الاستهلاك. ينبّه الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري الى مجمل النقاط التالية: أولا: طبقا لمعطيات المتابعة يعزى هذا الركود الى عوامل محددة تتمثل في الآتي: انكماش مستوى استهلاك اللحوم الحمراء بشكل عام جراء تردي القدرة الشرائية للمستهلكين. استفحال التوريد العشوائي للعجول المعدة للتسمين واللحوم الحمراء المبردة والمجمدة، علما أن شهر أكتوبر الفارط كان قد شهد توريد حوالي 17٫5 ألف رأس من عجول التسمين تمثل 60٪ من الحصة المبرمجة لسنة 2013. اتساع تخوف المربين من الركود المرتقب خلال الأشهر القليلة القادمة في مستوى الأسعار المتداولة على صعيد الانتاج وهو ما دفع نسبة هامة من المسمنين الى تعجيل عمليات البيع خلال الفترة الحالية اضافة الى عامل الارتفاع المستمر في كلفة الأعلاف وتضخم نفقات التسمين. ثانيا: على ضوء ما تقدم تحمل هياكل الاتحاد المعنية بالانتاج الحيواني كل الأجهزة الحكومية ذات الصلة مسؤولية تردي أوضاع قطاع تسمين العجول وهي التي لم تعر أدنى اهتمام الى تحذيرات الاتحاد السابقة من التمادي في التوريد العشوائي وغير المدروس. كما تشير توقعاتنا الى أن هذه الأزمة ماتزال في بدايتها وستتواصل خلال الأشهر القادمة التي تتزامن مع فترة نهاية تسمين العجول التي تم توريدها دفعة واحدة خلال شهر أكتوبر 2013 وسيقع بيعها خلال فترة زمنية وجيزة. ثالثا: يدعو الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري الى اعطاء الأولوية المطلقة للانتاج المحلي مع ما يتطلبه ذلك من رصد للتشجيعات والحوافز الدافعة لعملية الانتاج واتخاذ اجراءات عاجلة تتمثل أساسا في: التعليق الفوري لعمليات توريد اللحوم المبردة والمجمدة. اضطلاع شركة اللحوم بأدوارها الوطنية في تعديل السوق وحماية جهاز الانتاج عبر امتصاص كميات مدروسة من العجول المسمنة المعدة للذبح وبأسعار مناسبة. التسريع في بعث لجنة وطنية ذات تمثيلية واسعة بما في ذلك المهنة لتنسيق وبرمجة عمليات توريد العجول والعلوش واللحوم المبردة والمجمدة ومتابعتها والتوقي من الإشكاليات والمصاعب المتوقعة. وينبّه الاتحاد سائر المربين المسمنين الى ضرورة التحري في أسعار شراء العجول الموردة المعدة للتسمين وتوافقها مع مردوديتها بعد دخول عدد هام من الموردين الخواص سوق توريد العجول المعدة للتسمين ولجوء بعضهم الى توظيف هوامش ربح عالية بخلاف ما كانت تقوم به شركة المربين المجتمعين التي أنشأها الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري وكان الهدف من ورائها ترشيد أسعار التوريد والبيع بأسعار الكلفة».