على الرغم من مضيّ قرابة ثلاثة أسابيع على القطيعة بين فريق النادي الصفاقسي ومدرّبه الهولندي رود كرول لم تتضّح بعد ملامح التجربة القادمة للمدرّب الهولندي الذي أُثار الكثير من الجدل حول مستقبله التدريبي سواء في تونس أو خارجها وإذا ما كانت التخمينات والتوقعات رجّحت كفّة إشراف كرول على مقاليد الأمور الفنيّة لفريق الترجي التونسي فإنّ إنكار هيئة حمدي المدّب للأمر وإصرار الهولندي على جعل الباب مفتوحا أمام كلّ الاتصالات أعاد الأمور إلى نقطة الصفر وباتت كلّ الاحتمالات واردة رغم أن كلّ الدلائل تشير إلى أنّ الزيجة بين كرول والترجي هي من تحصيل الحاصل وقد ترى النور قريبا بعد أنّ ظلّت «عرفي» إلى حدّ اللحظة... «التونسية» حاولت تعقّب كلّ ما هو جديد بخصوص هذا الموضوع واتصلت بالمدرّب الهولندي رود كرول لمعرفة الحقيقة منه شخصيا على أمل الفوز بالخبر الرسمي وكان لنا ما نريد حيث استجاب الهولندي أخيرا إلى ضغط هاتفنا وقبل التحدّث معنا رغم تحفّظه الشديد في بادئ الأمر... «كوتش» كيف هي الأمور...؟ الوضع على أحسن ما يرام , أتمتّع بالإجازة وأٌقضي أوقاتا طيّبة ... أحاول الاستمتاع بوقتي قدر الإمكان إلى حين يأتي الوقت المناسب لاختيار المحطة التدريبية القادمة والعودة إلى مباشرة مهامي... أين ستكون محطتك التدريبية القادمة...؟ لا أعرف بالضبط... كلّ الاحتمالات واردة... لدي العديد من العروض وأنا بصدد دراستها وسأحدّد اختياري في الوقت المناسب... لو تعطنا فكرة عن هذه العروض خاصة وانّ جمهور الكرة في تونس بات مهتما كثيرا بمستقبلك الرياضي بعد الضجة التي احدثها انسحابك من النادي الصفاقسي... لا أودّ الخوض في التفاصيل...لدي جملة من العروض وأنا بصدد دراستها لاختيار العرض الأنسب... هناك عروض من تونس وكذلك من الخارج لكن لم يحن الوقت بعد لتقرير مصيري... كلّ الدلائل تشير إلى أنكّ ستكون المدرّب الجديد للترجي التونسي... (مازحا) في تونس, لديكم هواية قراءة الغيب...لست على ذمّة الترجي ولم أتفق بعد مع أيّ فريق وكلّ ما يروج من هنا وهناك ليس سوى «بلا بلا بلا» وحديث «فايسبوك»... - حوّلت حسابك البنكي من صفاقس الى تونس العاصمة...واستأجرت شقّة بالمرسى...هل هذا كذلك يندرج ضمن ال«بلا بلا بلا»...؟ لست في المرسى ولم أستأجر أيّ شقّة ومازلت أتجوّل هنا وهناك... لا شيء يجبرني على الانكار إذا كان هناك اتفاق رسمي مع أيّ فريق وما المانع في أن أكون مع الترجي أو غيره لكن طالما انّ الامور مازالت في إطار المفاوضات فإنّي أخيّر عدم الخوض في الموضوع حاليا... شوهدت مع رئيس الترجي حمدي المدّب , ثمّ ذكرت بعض المصادر انك التقيت رئيس الافريقي سليم الرياحي ثمّ عاد البعض ليتحدّث عن إمكانية عودتك الى النادي الصفاقسي... لو توضّح لنا الامر... (ضاحكا)...هذه هي «البلا بلا بلا» التي حدّثتك عنها... أحبّ تونس ويعجني فيها شغفكم بالمستقبل ونفاذ صبركم...لم ألتق رئيس الافريقي ولن أعود الى النادي الصفاقسي وكلّ ما يروج كلام «فايسبوك»... وماذا عن جلستك مع حمدي المدّب رئيس الترجي...؟ من حقّي الجلوس مع من أشاء... وإذا كنت قد قابلت رئيس الترجي فهذا لا يعني أنّي تعاقدت مع فريقه بعد... هناك من يتحدّث عن عقد مبدئي بينك وبين الترجي وقّع قبل نهائي كأس الكاف... غير صحيح... نفهم من كلامك أنّك متواجد في تونس كلّ هذه الفترة بغرض السياحة لا غير...؟ تونس بلد جميل يطيب فيه العيش ومدّدت إقامتي فيه لقضاء بعض الامور الشخصية ومن ثمّة سأتخذ قرار ي بالبقاء أو المغادرة نهائيا... أنت في تونس الآن...؟ لا أنا متواجد بالخارج حاليا... أين بالتحديد...؟ في الخارج...لن أضيف أيّة تفاصيل أخرى... متى ستحدّد قرارك الأخير ونتعرّف على فريقك الجديد...؟ لن يكون ذلك قبل 15 جانفي...اتفقت مع وكيل أعمالي على ذلك...سأتمتّع الآن بعطلة أعياد الميلاد ومن ثمّ سيكون لكل حادث حديث... ماذا لو عرض عليك النادي الإفريقي فكرة تدريبه...هل تقبل...؟ أنا فاتح بابي لكلّ العروض سواء في تونس أو خارجها...أحترم كلّ الفرق وأتعامل مع كلّ العروض بجديّة تامة ولا مانع لي من تدريب أيّ فريق في تونس إذا ما تماشى العرض مع طموحاتي... هل من كلمة توجهّها لجماهير النادي الصفاقسي التي كانت في صفّك وساندتك قبل ان تغادر الفريق...؟ أنا أحبّ جمهور النادي الصفاقسي وممتنّ لهم كثيرا ولكل ما قدموه لي خلال تواجدي مع الفريق... وددت لو بقيت أكثر معهم لكن تلك أحكام الكرة ولم يكن بمقدوري البقاء أكثر... حملّت مسؤولية مغادرتك الفريق لمسؤولي النادي الصفاقسي ولرئيس النادي لطفي عبد الناظر لكن الهيئة فنّدت ادعاءاتك واعتبرتها باطلة ومحاولة لتبرير هروبك... عليهم أن يثبتوا ذلك وعليهم أن يأتوا بالبراهين التي تدحض صحّة كلامي... ليست لي مشكلة مع الأشخاص وخاصة مع عبد الناظر لكني ضدّ الوعود الزائفة وهيئة «السي آس آس» ماطلتني ولم تحترم كلمتها...هم أيضا لا يجيدون سوى ال«بلا بلا بلا»... ختاما من خلال حديثنا مع كرول يبدو لنا أنّ الرجل يقول نصف الحقيقة أو ربّما يهوى فنّ المغالطة وقد يكون هو الأفضل في ال«بلا بلا بلا» على حدّ تعبيره... الهولندي على الأرجح موجود في تونس لانّ نبرة هاتفه لا تدلّ على انه خارج حدودها كما أنّه يصرّ على نفي عديد الحقائق الثابتة لذلك قناعاتنا مازالت راسخة بأنّه يوغل في المراوغة وأنّ مصيره بات معلوما للجميع حتى لو أصرّ وشركاؤه على نفي العلاقة رغم أنّها «حلال»...