يستعد عدد كبير من السياح الاجانب للاحتفال برأس السنة الميلادية 2014 في مناطق مختلفة من الجمهورية خاصة السياحية منها غير آبهين بالأخبار التي راجت مؤخرا حول احتمال حدوث عمليات ارهابية بالبلاد. تجري الاستعدادات على قدم وساق بمختلف نزل جزيرة الأحلام لاستقبال العام الجديد. فقد زينت واجهات الفنادق ووضعت أشجار عيد الميلاد وعلقت صور «بابا نويل » في كامل ارجاء النزل التي احتضنت مجموعة من الحفلات اقامها الاجانب تحضيرا لتوديع 2013 واستقبال 2014. وعبّر عدد من السياح الذين قدموا الى مدينة جربة عن ارتياحهم الشديد بتواجدهم في جزيرة الاحلام, مؤكدين انهم يستعدون للاحتفال برأس السنة الميلادية 2014 كما جرت العادة متجاهلين التهديدات التي يمكن ان تشكل خطرا على حياتهم نظرا لوجود استعدادات امنية وعسكرية للتصدي لأي عمل ارهابي او اجرامي يمكن ان تقدم عليه أية جهة. وفي هذا الاطار اوضح «جون» وهو سائح بريطاني الجنسية ومقيم بفرنسا انه سيحتفل برأس السنة في جزيرة جربة صحبة زوجته وأصدقائه, مضيفا انه لا يخشى التهديدات الارهابية التي تحدثت عنها اكثر من جهة, قائلا: «سأقضي ليلة رأس السنة في جربة, أحب تونس وخاصة هذه الجزيرة التي تشتمل على كثير من الاشياء الجميلة...», وقلل «جون» من شأن التحذيرات التي اطلقتها الجهات الرسمية معتبرا ان تونس هي أرض للتسامح والتعايش السلمي بين مختلف الثقافات. من جانبها اشارت زوجة «جون» الى أن لدى تونس مخزونا ثقافيا محترما يجلب السياح من كافة أصقاع العالم مضيفة ان بلادنا تحتوي على جميع مقومات الاستقطاب السياحي رغم ضبابية الاوضاع الامنية والاقتصادية... مبرزة ان السائح يجد ضالته في تونس كالشمس وحفاوة الاستقبال والارث السياحي والثقافي من تراث وآثار ومتاحف تحتوي على لوحات فنية تعود الى الحقبة الرومانية... من جهتهم أكد سياح آخرون انهم سيستقبلون العام القادم بالاغاني والرقص واللهو في جربة. وفي هذا الصدد اوضحت سائحة فرنسية انها ستحتفل برأس السنة في أحد نزل جربة صحبة اصدقائها وستتبادل التهاني والتمنيات بقدوم العام الجديد. ولم يختلف كلام «ايريك» (سائح فرنسي), الذي كان يقتني بعض الحاجات من محل لبيع الصناعات التقليدية, عن بقية السياح مؤكدا انه سيتابع العد التنازلي للدقائق الأخيرة من العام الحالي في جربة رفقة ابنته وأصدقائه المقيمين بأحد فنادق المنطقة, قائلا: «أعشق تونس... لقد اعتدت على زيارة هذا البلد الجميل الذي يحتوي على مقومات الرفاهية... لا اخشى التهديدات الإرهابية في بلد اتسم بالتسامح وحسن استقبال الاجنبي...». ومن جهتها أعربت ابنة إيريك عن بالغ سعادتها بتواجدها في جربة مشيرة الى ان الجزيرة تزخر بعديد المناطق السياحية الرائعة والفنادق المريحة والمميزة ذات الطابع الخاص المتناسق مع طبيعة المدينة... تصريحات المسؤولين وتناحر الاحزاب وراء أزمة السياحة من جانب آخر اشتكى أصحاب محلات الصناعات التقليدية من التصريحات التي اطلقها عدد من المسؤولين الحكوميين التي من شأنها أن تترك أثرا سلبيا على السياحة في تونس, فيما اوضح البعض الآخر ان الحرب المحتدمة بين الاحزاب السياسية المتناحرة على كرسي الحكم قد تعطي صورة قاتمة عن واقع السياحة في بلادنا التي طالما مثلت قبلة لعدد كبير من السياح الاجانب, مستغربين عدم اهتمام مكونات الطيف السياسي بملف السياحة الذي يعد من امهات القضايا في خضم المرحلة الحالية آملين أن تضع حكومة مهدي جمعة قطاع السياحة في مقدمة اولوياتها. كما انتقد أصحاب المحلات حملات التشويه التي قامت بها بعض وسائل الاعلام الاجنبية التي حاولت الإساءة لصورة تونس من خلال تقارير إختبارية تظهر بلادنا وكأنها بؤرة ارهاب,مؤكدين ان الاجنبي يأخذ هذه التقارير الاعلامية على محمل الجد ويغير وجهته الى بلد آخر. وفي سياق متصل عبّر عدد من اصحاب محلات بيع الصناعات التقليدية أن السياحة التونسية في تحسن شديد مقارنة بسنتي 2011 و2012, وتوجهوا الى وسائل الاعلام بنداء يطالبون فيه بضرورة تسليط الضوء على المظاهر الايجابية للسياحة في تونس وتجنب خلق البلبلة والقلاقل في بلدنا الذي عرف بالاستقرار والامان على مر السنين, مشيرين الى ان الموسم السياحي لم يتأثر كثيرا في ظل الازمة الامنية والسياسية والاقتصادية التي ترزح تحتها بلادنا. احباط عملية ارهابية؟ نشر موقع «العطوف» الالكتروني الذي يعنى بأخبار الجنوب التونسي نبأ قال انه خاص به تحت عنوان «احباط محاولة تنفيذ عملية ارهابية كبيرة في جربة ليلة رأس السنة» ذكر فيه ان الوحدات الامنية نجحت في احباط مخطط لإفشال احتفالات رأس السنة بجزيرة جربة بعد إلقائها القبض على مجموعة من التونسيين العائدين من ليبيا كانوا قد خططوا لتنفيذ عملية تفجير ليلة الاحتفال بحلول سنة 2014... واشار الموقع الى انه تم حجز كميات هامة من المتفجرات كانت ستستعمل في عملية التفجير...