كانت مدينة القصرين و الجهة عموما اكثر مناطق البلاد حضورا امنيا و عسكريا بمناسبة راس السنة الميلادية و ذلك على خلفية تواجد مجموعات ارهابية متحصنة في جبلي الشعانبي و سمامة و ظهور تسريبات حول تحضيرهم لتنفيذ عملية ارهابية كبرى كشفتها رسالة " الفايسبوك " التي ارسلها قبل اسبوعين احد عناصرها الى والديه يطلب منهما فيها " مسامحته " على ما سيسفر عنها من خسائر .. *- حضور امني في كل مكان: من الطبيعي ان تاخذ السلطات العسكرية و الامنية هذه التهديدات بكامل الجدية و تقوم بالاستعدادات اللازمة للتصدي لها لذلك تكثفت طوال الايام التي سبقت " الريفيون " الدوريات المتنقلة و القارة بكل منافذ جبلي الشعانبي و سمامة لتطويقهما بالكامل.. و في مداخل مدن الجهة و خاصة القصرين و سبيطلة و فريانة و تالة و الطريق الحدودية المتجهة من " بولعابة " الى فوسانة و اخضاع السيارات و الشاحنات و الحافلات المارة منها الى التفتيش و التثبت من هويات راكبيها لرصد المفتش عنهم و المشبوه فيهم .. الى جانب تركيز وحدات مسلحة امام مختلف المؤسسات الادارية و المنشات الحيوية لحمايتها من اي محاولة ارهابية يمكن ان تستهدفها *- قصف عنيف: من مفارقات ليلة " الريفيون " بالقصرين و في غياب ملاهي و علب ليلية و نزل فاخرة فان سهرات اهاليها احتضنتها المقاهي و البيوت في طقس بارد جدا يجمد الدم في العروق .. و كان الاحتفال من نوع اخر و هو قضاء ليلة راس السنة و بالتحديد الدقائق و الساعات الاولى من 2014 تحت اصوات المدفعية الثقيلة و هو تدك بقذائفها مرتفعات جبلي الشعانبي و سمامة الى حدود فجر الامس بضربات عنيفة و غير مسبوقة استهدفت معاقل الارهابيين لمنعهم من التسلل خارجها و استغلال راس السنة للقيام باي تحرك ارهابي محتمل *- حادث قاتل في مدخل المدينة: اليقظة الامنية و الاستعدادات التامة لمختلف الوحدات طوال الايام الفارطة و ليلة " الريفيون " مكنت من قضاء راس سنة دون اي مشاكل تذكر و خاصة بعيدا عن اي خطر ارهابي تم التهديد به .. لكن مقابل ذلك و بسبب ما يتناوله بعض الشبان من مشروبات كحولية و سياقتهم بتهور شهد المدخل الشرقي لمدينة القصرين في الليلة الفاصلة بين سنتي 2013 و 2014 حادث مرور اليم تمثل في انحراف سيارة عائلية كان على متنها حسب التحريات الاولى شاب في العقد الثالث من عمره و انقلابها و وفاته على عين المكان متاثرا باصابات خطيرة على مستوى الراس كما ذكرته مصادر طبية من المستشفى الجهوي بالقصرين " للتونسية " و هو ابن رجل اعمال من الجهة *- مطاردة سيارة مشبوهة: قبل حلول الساعة الصفر بين السنة المنقضية و العام الجديد بحوالي ثلاث ساعات و نصف دب الفزع باحد جوانب شارع علي باش حامبة الفاصل بين احياء الفتح و السلام و المنار الاول و الثاني اثر حصول مطاردة من وحدات امنية معززة بالجيش الوطني لسيارة مشبوهة رفض سائقها التوقف عند اشارة احدى الدوريات و الالتجاء لاطلاق الرصاص في الهواء لاجبارها على التوقف و بعد ايقاف صاحبها و تفتيشها تبين انها مفتش عنها لفائدة احدى شركات الايجار المالي *- تمنيات العام الجديد: سنة 2013 كانت ثقيلة جدا على جهة القصرين بما شهدته من احداث ارهابية في الشعانبي ذهب ضحيتها خيرة ابطال جيشنا الوطني الذين استشهدوا بانفجارات الغامها او " بالكمين الغادر " ليوم 20 رمضان .. و اصابة عدد اخر من العسكريين و الامنيين في مرتفعات الجبل و سفوحه .. اضافة الى غياب اي تغيير تنموي يذكر رغم كل الارقام المعلنة عن مشاريع ما يزال الاهالي لم ينتظرون تنفيذها على ارض الواقع ... و لكل ذلك فان قدوم عام 2014 يحمل في نفوس ابناء الجهة امنيتين رئيسيتين اولها ان تنال جهتهم ما تستحق من عناية و تنمية تعوضها عن عشرات السنين من التهميش و الاقصاء و تكون في مستوى ما قدمته من تضحيات للثورة و ثانيهما وضع حد لاي تواجد ارهابي في جبالها و اجتثاث هذا الخطر نهائيا من اراضيها