التونسية (القصرين) تشهد جبال القصرين منذ الحادثة الارهابية التي اودت بحياة الشهداء الستة من الحرس الوطني في منطقة سيدي علي بن عون بسيدي بوزيد عمليات تمشيط واسعة لمنع المجموعة المتبقية من الارهابيين من التسلل الى مرتفعات الجهة المتاخمة لمكان وقوعها ثم جاء قرار رئيس الجمهورية يوم الجمعة والقاضي ب «احداث منطقة عمليات عكسرية تشمل بئر الحفي وسيدي علي بن عون وسيدي عيش وجبل الطوال وجبل أودادة وجبل السلوم وجبل الغرادق وجبل الكمايم وجبل الرخمات والمناطق المتاخمة لها» ليوسع من مساحة المناطق العسكرية المغلقة التي كانت تضم منذ اشهر سلسلتي جبال الشعانبي غربا وسمامة شرقا وشمالا ولتشمل ايضا جنوب مدينة القصرين حيث جبل السلوم وجنوبسبيطلة اين يوجد جبل الرخمات لتصبح القصرين محاطة من جميع جوانبها بتواجد امني وعسكري مكثف منتشر في هذه المناطق العسكرية المغلقة ولم يعد الوصول اليها او الخروج منها الا عبر المنافذ الرئيسية بالطرقات الوطنية عدد 13 في اتجاه سبيطلةوسيدي بوزيد وعدد 17 نحو تالة والكاف وعدد 15 المؤدية الى معبر بوشبكة وفريانة وقفصة وهي الوحيدة المفتوحة امام من يريد الذهاب الى القصرين او مغادرتها. وهذه الطرقات الوطنية توجد بها نقاط تفتيش متعددة قارة ومتنقلة لمراقبة جميع وسائل النقل المارة منها والتحري في هويات راكبيها للبحث عن أية عناصر مشبوهة او بضائع ممنوعة. تمشيط جبال «خنقة الجازية» علمت «التونسية» من مصادر امنية ان وحدات التصدي للارهاب التابعة لاقليم الحرس الوطني بالقصرين ترابط منذ يومين ليلا نهارا بمرتفعات منطقة «خنقة الجازية» و«قرى المزارة» و«الهشيم» الواقعة بين جبلي السلوم والرخمات على الحدود الفاصلة بين ولايتي القصرينوسيدي بوزيد لتمشيطها ومنع تسلل ارهابيي حادثة سيدي علي بن عون اليها والعبور منها الى الشعانبي او الحدود الجزائرية بعد تاكد وجود عناصر جزائرية بينها بالاضافة الى تواجد الجيش الوطني بفرقه الخاصة وآلياته بالجبلين المذكورين. قصف الشعانبي وسمّامة بالتوازي مع التحركات الامنية والعسكرية بجبال الجهة المتاخمة لجنوب غرب ولاية سيدي بوزيد المحاذية لسيدي علي بن عون وبئر الحفي يتواصل تواجد وحدات الجيش والحرس الوطنيين في محيط جبلي الشعانبي وسمامة لمحاصرة المجموعات الارهابية المتحصنة هناك ولمنع اي اتصال بينها وبين مسلحي حادثة سيدي علي بن عون ومراقبة أية تحركات لها خارج مرتفعاتهما في انتظار الحسم النهائي في امرها بعملية نوعية تنهي اي تواجد ارهابي بمرتفعات الجبلين المنتصبين بضواحي القصرين. وفي هذا الاطار وحسب مصادر امنية وعدد من المواطنين بالقرى القريبة منهما فان المدفعية الثقيلة جددت نهاية الاسبوع الماضي قصف جوانب من محمية التلة بالشعانبي بعد رصد تحركات مشبوهة فيها تزامنت مع مشاهدة الوحدات العسكرية المرابطة اسفلها تصاعد أعمدة الدخان منها.. كما افادنا بعض اهالي منطقة سيدي حراث انهم سمعوا ليلة اول امس (مساء الاثنين) اصوات ضربات مدفعية عنيفة استهدفت مرتفعات جبل سمّامة. قلة ذات اليد تمنع عائلة الشهيد عماد الحيزي من التحول إلى العاصمة اكدت لنا مصادر من النقابة الجهوية لقوات الامن الداخلي بالقصرين ان عائلة الشهيد النقيب عماد الحيزي وهو اعلى شهداء حادثة سيدي علي بن عون الارهابية رتبة ورئيس فرقة التوقي من الارهاب بسيدي بوزيد الذي قاد بحكم مسؤوليته عملية تمشيط واقتحام منزل الارهابيين وتلقى اولى رصاصاتهم الغادرة، لم تتمكن اول امس الاثنين من التحول من مقر منزل الشهيد بفريانة الى العاصمة لحضور الجنازة الرمزية وموكب تكريم الشهداء لقلة ذات اليد ورفض ادارة اقليم الحرس الوطني بالقصرين تخصيص سيارة لنقلها صحبة عائلة شهيدي الجهة الاخرين الوكيل الطاهر الشابي والرقيب اول رضا المناصري .. في حين وفرت النقابة الاساسية لاعوان الشرطة بسبيطلة وسيلة نقل لشقيق الشهيد الشابي امنت له التحول الى العاصمة فيما تولت النقابة الاساسية للفرق الخاصة ووحدات التدخل للحرس الوطني بالقصرين توفير سيارة نقلت افراد عائلة الشهيد المناصري من قريتها «بلهيجات» الى تونس لحضور الجنازة الرسمية وموكب التكريم .. وعبر لنا نفس المصدر عن استياء النقابة الجهوية من حرمان عائلة الشهيد عماد الحريزي الذي يعتبر من أكفإ ضباط الحرس الوطني المختصين في مقاومة الارهاب من التحول الى العاصمة.