التونسية (تونس) شرعت العديد من الوزارات والهياكل المهنية في تقييم القطاعات والمجالات التي تشرف عليها من خلال عرض الأرقام النهائية لهذه القطاعات في سنة 2013 ومقارنتها بسنة 2012 لا سيما وان البلاد عرفت خلال السنة الماضية العديد من التقلبات والتطورات أثرت بشكل لافت على القطاعات الحيوية والاستراتيجية. ومن ضمن هذه القطاعات نذكر القطاع السياحي الذي عرف العديد من الهزات التي أثرت على نسق توافد السياح الأجانب على البلاد بما جعل أهل المهنة يطلقون صيحة فزع بشأن مستقبل القطاع الذي لم يستعد عافيته بعد الثورة. وفي هذا الإطار أكد مصدر من وزارة السياحة أن القطاع السياحي في تونس تجاوز الأهداف المرسومة لسنة 2013 (6 ملايين سائح) من خلال بلوغ عتبة 6 ملايين و 268 ألف سائح توافدوا على تونس ثلثهم من السياح الليبيين (مليونان و237 ألف سائح ليبي). وأضاف المصدر ذاته أن الوزارة رسمت خلال شهر افريل من العام المنقضي هدفا ببلوغ 6 ملايين سائح والاقتراب أكثر من السنة المرجعية للقطاع في سنة 2010 ب 7 ملايين سائح ملاحظا انه عند رسم هذا الهدف سجل القطاع تراجعا بنسبة 40 في المائة في تلك الفترة (افريل). تطور ب 5 بالمائة في عدد السياح وقال مصدرنا إن عدد السياح الذين توافدوا على تونس خلال السنة الماضية بلغ حوالي 6 ملايين و268 ألف سائح مقابل 5 ملايين و 950 ألف سائح خلال سنة 2012 أي بزيادة بنسبة 5 فاصل 3 بالمائة وبنسبة نمو سلبي ب 9 بالمائة مقارنة بالسنة المرجعية للقطاع سنة 2010. كما أوضح أن السوق الأوروبية التي تمثل السوق الاولى لتونس سجلت توافد مليونين و 896 ألف سائح بتراجع بنسبة 2 بالمائة مقارنة مع سنة 2012 (أي مليونين و 365 ألف سائح) ونمو سلبي بنسبة 24 بالمائة بالمقارنة مع سنة 2010 وشهدت السوق الألمانية التي تعتبر السوق الثانية حلول 425 ألف سائح في السنة الفارطة مسجلة نموا بنسبة 3 بالمائة بالنظر مع سنة 2012 . وتم خلال السنة المنقضية توافد 409 آلاف سائح انقليزي بارتفاع بنسبة 24 بالمائة مقارنة مع سنة 2012 ونمو ب16 بالمائة بالمقارنة مع 2010. كما زار تونس خلال 2013 حوالي 300 ألف سائح روسي بزيادة بنسبة 19 بالمائة مقارنة بسنة 2012 و 56 بالمائة مقارنة بسنة 2010 وعرفت السوق الايطالية بدورها تطورا طفيفا خلال كامل السنة الماضية بنمو بنسبة 7 بالمائة حيث توافد حوالي 232 ألف سائح على البلاد. وفي المقابل عرفت السوق الفرنسية التي تعد أول سوق لتونس انخفاضا بنسبة 22 بالمائة مقارنة بسنة 2013 وتراجعا ب 44 بالمائة خلال سنة 2010 حيث توافد على تونس العام الماضي 768 ألف سائح فقط. السوق المغاربية تنقذ الموقف وبالنسبة للسوق المغاربية فقد كشفت البيانات الإحصائية أن القطاع أنقذته تقريبا هذه السوق حيث استقطبت تونس خلال السنة الفارطة 3 ملايين و 240 ألف سائح بزيادة بنسبة 14 بالمائة مقارنة مع سنة 2012 (مليونان و 843 ألف سائح) وبزيادة بنسبة 10 بالمائة بالنظر إلى السنة المرجعية 2010 وتوافد على البلاد مليونان و237 ألف سائح ليبي خلال كامل السنة المنصرمة بزيادة بنسبة 18 بالمائة مع 2012 وزيادة ب 22 بالمائة مقارنة بسنة 2010 بينما توافد 955 ألف سائح جزائري بزيادة بنسبة 6 بالمائة عن 2012 و تراجع بنسبة 9 بالمائة مقارنة بالسنة المرجعية. أما بالنسبة للسياح من المغرب الأقصى فقد بلغ عددهم 31 ألف و 936 سائح بزيادة بنسبة 9 بالمائة في حين بلغ عدد الوافدين من موريتانيا أكثر من 17 سائح (للدراسة والاستشفاء أساسا). تطور طفيف في العائدات السياحية وعلى مستوى العائدات السياحية فقد بلغت إلى حدود يوم 20 ديسمبر 2013 حوالي 3157 مليون دينار بنمو طفيف بنسبة 2 بالمائة مقارنة بسنة 2012 و بنمو سلبي ب 7 بالمائة مقارنة بسنة 2010 وبلغ معدل إنفاق السائح الواحد خلال الفترة ذاتها 241 أورو أي حوالي 520 دينارا مسجلا انخفاضا بنسبة 4 بالمائة مقارنة بسنة 2012 وفي خصوص الليالي المقضاة إلى حدود 20 ديسمبر من السنة الفائتة فقد أفادت وزارة السياحة أنها بلغت 29 مليون و 415 ألف ليلة داخل النزل التونسية مسجلة استقرارا بالمقارنة مع السنة السابقة وانخفاضا بنسبة 15 بالمائة مقارنة مع سنة 2010. وعلى المستوى الجهوي وحسب الليالي المقضاة فقد احتلت الوجهة السياحية جربة جرجيس المرتبة الاولى بنحو 7 ملايين ليلة تليها سوسة بحوالي 6 ملايين و 400 ليلة مقضاة ثم الحمامات نابل بقرابة 4 ملايين و 800 ألف ليلة فالمنستير بزهاء 3 ملايين و 200 ألف ليلة. وفي المقابل شهدت الوجهات السياحية بالجنوب الغربي (توزر وقبلي ونفطة) نقصا في عدد الليالي المقضاة بنسبة 5 بالمائة. وتجدر الملاحظة الى أن الحكومة المؤقتة أقرّت مؤخرا اجراءات عاجلة لدفع السياحة الصحراوية من خلال رصد ميزانية بقيمة 18 مليون دينار على 3 سنوات تشمل الترويج وتأهيل المسالك السياحية والنهوض بالوحدات الفندقية في هذه الجهات.