بقلم : طارق المجريسي القناة الوطنية الأولى هي مرفق عمومي يساهم في رأس مالها كل مواطن تونسي يمتلك عدادا كهربائيا نظرا لإلزام إدارة الشركة التونسية للكهرباء والغاز الناس على دفع معلوم لفائدة مؤسسة التلفزة التونسية. التلفزة التونسية منعت من الدخول إلى الملعب الأولمبي بسوسة وهذا مرفوض فمهما كانت الأسباب لا يمكن أن تمنع أي وسيلة إعلامية من عملها... لكن أن تتخذ إدارة التلفزة كل تلك الإجراءات وتخصص قرابة الساعة من الزمن للحديث عن الحادثة أمر مبالغ فيه وكان عليها تخصيص حيز زمني خارج إطار برنامج الأحد الرياضي لأننا انتظرنا حوصلة للجولة الثانية عشرة وأجبرنا على البقاء ساعة كاملة ننتظر انتهاء حوار ممل وسيء التقديم من التلفزة لحادثة تكررت عدة مرات في ملاعبنا ونذكر على سبيل المثال منع التلفزة من البث المباشر لمباراة ملعب قابس في الموسم الماضي وشاهدنا أيضا كيف رفض لاعبو النادي الإفريقي التصريح للقناة الأولى لكننا لم نشاهد هذا الخطاب المبالغ فيه واستغربنا من ترديد عدد من الحاضرين في بلاتو الأحد الرياضي عبارة سابقة خطيرة في الرياضة التونسية والحال أنها ليست الأولى في رياضتنا لأن هناك من يسعى لتضخيم الحادثة والسعي بكل الوسائل لتسليط عقوبة على النجم الساحلي. بعد كل ما شاهدناه وسمعناه من مقدم البرنامج والرئيس المدير العام للتلفزة وبعض ضيوف الحلقة عادت بنا الذاكرة إلى يوم 13 أفريل 2013 وتحديدا مباراة نهائي بطولة كرة الطائرة بين النادي الصفاقسي والنجم الساحلي وكيف مررت لافتة كبيرة مرفوعة في المدارج كتبت عليها جملة تسيء بشكل صارخ لجهة الساحل التونسي وتحتوي على عبارة نابية مررت على شاشة الوطنية الأولى لمدة 46 ثانية وعمد مخرج المباراة إلى المرور عليها كاملة وأخذها من كل الزوايا ولم يحترم المشاهدين وساهم في الإساءة للساحل... هذه الحادثة لم تكن الأخيرة بل تلتها عديد الحوادث وأبرزها ما حصل في ملعب حمدة العواني بالقيروان وكيف وصلنا الشتم والإهانة عبر القناة الوطنية الأولى لدقائق عديدة دون أن يقطع صوت المصدح المخصص لأجواء المدارج من قبل مخرج المباراة.. كل هذا حدث في زمن الرئيس المدير العام للتلفزة إيمان بحرون المعينة على رأس هذا المرفق العمومي منذ شهر أوت 2012 وقتها لم تكلف نفسها السيدة بحرون بفتح تحقيق داخلي ولم تتدخل لوضع حد لتلك المهازل أم أن السيدة بحرون صنفت ذلك من باب حرية التعبير... جميل أن تدافع رئيسة التلفزة عن حقوق مؤسستها لكن الأجمل أن تدافع عن الأخلاق فيها.