تونس تحتفل بعيد الشغل العالمي وسط آمال عمالية بإصلاحات تشريعية جذرية    دوري ابطال اوروبا.. التعادل يحسم مباراة مجنونة بين البرسا وانتر    شهر مارس 2025 يُصنف ثاني الأشد حرارة منذ سنة 1950    يظلُّ «عليًّا» وإن لم ينجُ، فقد كان «حنظلة»...    الاتحاد يتلقى دعوة للمفاوضات    تُوّج بالبطولة عدد 37 في تاريخه: الترجي بطل تونس في كرة اليد    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    قضية مقتل منجية المناعي: إيداع ابن المحامية وطليقها والطرف الثالث السجن    رحل رائد المسرح التجريبي: وداعا أنور الشعافي    القيروان: مهرجان ربيع الفنون الدولي.. ندوة صحفية لتسليط الضوء على برنامج الدورة 27    الحرائق تزحف بسرعة على الكيان المحتل و تقترب من تل أبيب    منير بن صالحة حول جريمة قتل المحامية بمنوبة: الملف كبير ومعقد والمطلوب من عائلة الضحية يرزنو ويتجنبو التصريحات الجزافية    الليلة: سحب مع أمطار متفرقة والحرارة تتراوح بين 15 و28 درجة    عاجل/ الإفراج عن 714 سجينا    عاجل/ جريمة قتل المحامية منجية المناعي: تفاصيل جديدة وصادمة تُكشف لأول مرة    ترامب: نأمل أن نتوصل إلى اتفاق مع الصين    عاجل/ حرائق القدس: الاحتلال يعلن حالة الطوارئ    الدورة 39 من معرض الكتاب: تدعيم النقل في اتجاه قصر المعارض بالكرم    قريبا.. إطلاق البوابة الموحدة للخدمات الإدارية    وزير الإقتصاد يكشف عن عراقيل تُعيق الإستثمار في تونس.. #خبر_عاجل    المنستير: إجماع خلال ورشة تكوينية على أهمية دور الذكاء الاصطناعي في تطوير قطاع الصناعات التقليدية وديمومته    عاجل-الهند : حريق هائل في فندق يودي بحياة 14 شخصا    الكاف... اليوم افتتاح فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان سيكا جاز    السبت القادم بقصر المعارض بالكرم: ندوة حوارية حول دور وكالة تونس إفريقيا للأنباء في نشر ثقافة الكتاب    عاجل/ سوريا: اشتباكات داخلية وغارات اسرائيلية وموجة نزوح..    وفاة فنانة سورية رغم انتصارها على مرض السرطان    بمناسبة عيد الإضحى: وصول شحنة أغنام من رومانيا إلى الجزائر    أبرز مباريات اليوم الإربعاء.    عملية تحيّل كبيرة في منوبة: سلب 500 ألف دينار عبر السحر والشعوذة    تفاديا لتسجيل حالات ضياع: وزير الشؤون الدينية يُطمئن الحجيج.. #خبر_عاجل    الجلسة العامة للشركة التونسية للبنك: المسيّرون يقترحون عدم توزيع حقوق المساهمين    قابس: انتعاشة ملحوظة للقطاع السياحي واستثمارات جديدة في القطاع    نقابة الفنانين تكرّم لطيفة العرفاوي تقديرًا لمسيرتها الفنية    زيارات وهمية وتعليمات زائفة: إيقاف شخص انتحل صفة مدير ديوان رئاسة الحكومة    إيكونوميست": زيلينسكي توسل إلى ترامب أن لا ينسحب من عملية التسوية الأوكرانية    رئيس الوزراء الباكستاني يحذر الهند ويحث الأمم المتحدة على التدخل    في تونس: بلاطو العظم ب 4 دينارات...شنوّا الحكاية؟    ابراهيم النّفزاوي: 'الإستقرار الحالي في قطاع الدواجن تام لكنّه مبطّن'    القيّمون والقيّمون العامّون يحتجون لهذه الأسباب    بطولة إفريقيا للمصارعة – تونس تحصد 9 ميداليات في اليوم الأول منها ذهبيتان    تامر حسني يكشف الوجه الآخر ل ''التيك توك''    معرض تكريمي للرسام والنحات، جابر المحجوب، بدار الفنون بالبلفيدير    أمطار بكميات ضعيفة اليوم بهذه المناطق..    علم النفس: خلال المآزق.. 5 ردود فعل أساسية للسيطرة على زمام الأمور    بشراكة بين تونس و جمهورية كوريا: تدشين وحدة متخصصة للأطفال المصابين بالثلاسيميا في صفاقس    اغتال ضابطا بالحرس الثوري.. إيران تعدم جاسوسا كبيرا للموساد الإسرائيلي    نهائي البطولة الوطنية بين النجم و الترجي : التوقيت    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    في جلسة ماراتونية دامت أكثر من 15 ساعة... هذا ما تقرر في ملف التسفير    ديوكوفيتش ينسحب من بطولة إيطاليا المفتوحة للتنس    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    شحنة الدواء العراقي لعلاج السرطان تواصل إثارة الجدل في ليبيا    الميكروبات في ''ديارنا''... أماكن غير متوقعة وخطر غير مرئي    غرة ذي القعدة تُطلق العد التنازلي لعيد الأضحى: 39 يومًا فقط    تونس والدنمارك تبحثان سبل تعزيز التعاون في الصحة والصناعات الدوائية    اليوم يبدأ: تعرف على فضائل شهر ذي القعدة لعام 1446ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«حمادي عرافة» (مخرج مسلسل «لأجل عيون كاترين») ل«التونسية»: لا أحترم «سامي الفهري» ولا يمكنني العمل معه!
نشر في التونسية يوم 25 - 08 - 2012


حاوره: شادي الورداني
أستغرب تبرير العنف من طرف رموز «النهضة» ودعوتها ل«التكامل» بدل المساواة
عبد الوهاب عبد الله قال لي: «جدّ عليكم أنتم مديرين وتحكموا»؟
في الظروف الحالية يصعب إصلاح التلفزة التونسية
أتمنى صدور القائمة السوداء كاملة حتى يعرف كل شخص حدوده ويكفّ عن المزايدات
القصر كان يتدخّل حتى في لون ديكور البرامج!
عرفت حمّادي عرافة مخرجا متميزا في التلفزة الوطنية بأعمال مرجعية («يحي بن عمر»، «الواثق بالله الحفصي»، «ريح الفرنان»، «الناس حكاية»، «وردة»، «كمنجة سلاّمة»..) ثمّ عرفته مديرا لقناة 7 ثم لقناة 21. لم ننجح في أن نكون صديقين ونجح بعض أولاد الحلال أحيانا في «تبريد» علاقتنا، ولكننا نجحنا دائما في الحفاظ على الاحترام المتبادل.
وحمادي عرافة هو الذي طلب منا أنا وصديقي ظافر ناجي أن نقدّم «وجهان لوجه» وتحمّل في مناسبات كثيرة «التنبير» و«التمقيص» وملاحقة المزايدين علينا حتى جاء أحد أيتام عبد الوهاب عبد الله ممن تربّى على يديه وأخلص إليه في وكالة الاتصال الخارجي كعين له في وزارة الاتصال زمن الوزير رافع دخيل ليأمر بقبر البرنامج نهائيا والثورة تتأجج في تونس.
غادر حمادي عرافة هضبة الهيلتون بعد الثورة، ولكنّه لم يركن إلى تقاعد مريح بل عاد إلى الدراما «لعبته التي يتقنها» من الباب الكبير بمسلسل كاد يحقق الإجماع جماهيريا وفنيا وحقق لقناة «نسمة» عائدات إشهارية ذات بال هو مسلسل»لأجل عيون كاترين» رفقة صديقه المنتج نجيب عياد في نص لرفيقة بوجدي .
«التونسية» التقت حمادي عرافة في حوار لم يخل من ذكريات الماضي ونكهة السياسة..
هل تشعر بأن «لأجل عيون كاترين» هو أفضل ما قدمت في مسيرتك التلفزية؟
- يمكن أن أجيب بطريقة فيها شيء من الدمغجة بالقول إنه لا يمكن لأي أب أن يفاضل بين أبنائه فلذات أكباده وإن كان يقرّب أحدهم على الآخرين.. ما أقوله هو أن هذا المسلسل فيه إضافة مهمة في مستوى المحتوى إذ تمتعنا بحيز كبير من حرية التعبير وأعطانا فرصة لإنجاز مسلسل قلنا فيه «إلي حبينا» عدا بعض القيود من الصنصرة الذاتية حتى لا نصدم مجتمعنا الذي هو في حالة مخاض وبحث عن نفسه، لكن هذه الخشية لم تسئ للعمل ولم تكبلنا، ولذلك أنا معك في أن هذا العمل متكامل فيه جملة من التعبيرات الفنية والمضامين التي لم يكن ممكنا أن نتعرض لها وخاصة في المجال السياسي..
تقول هذا الكلام على الرغم من أنك كنت صاحب قرار في التلفزة الوطنية؟
- يخطئ من يقول لك إن مديرا أو مديرا عاما أو رئيسا مديرا عاما في التلفزيون كان صاحب قرار.
ماذا كنتم تصنعون إذن؟
- حرص بعض المديرين على البقاء أطول ما يمكن أو رغبتهم في الترقي وإرضاء أولياء نعمهم يدفعهم إلى المحافظة على ما هو موجود وعدم تجاوز الإطار المسموح به وتقديم التنازلات وتنفيذ رغبات المسؤولين الذين قاموا بتسميتهم أو توسطوا في تسميتهم.
هل يصحّ هذا التشخيص عليك؟
- طبيعي أن أقول لك لا، ولكن يمكنك العودة إلى أعمالي التلفزية حتى قبل أن أعيّن مديرا، فقد حاولت تجاوز الخطوط الحمراء بتناول مواضيع مسكوت عنها ففي»ريح الفرنان» تحدثت عن تشغيل الأطفال في تونس والسيناريو كان ملقى في درج مدير التلفزة وفوقه ملاحظة بأن تشغيل الأطفال موضوع لا يطرح في بلادنا، فعلت ذلك بإيمان كبير وإن كنت أعترف بأني «زيّنت حاجات».
يعني قدمت تنازلات؟
- قدمت تنازلات لتحقيق مكاسب؟ أيهما أفضل في رأيك؟ حاولت قدر الإمكان تناول مواضيع وطرح مشاكل تعد من الممنوعات، وحين توليت الإدارة لم أكن مصرا على الاستمرار في المنصب، لم يكن طموحي أن أخلّد في المسؤولية أو أن أصبح رئيسا مديرا عاما للتلفزة، حتى ملفاتنا السياسية في قناة «تونس 21» كانت مباشرة، كان لدينا حيز من الحرية قمت باستغلاله، أنت عملت معي وتذكر جيدا الصراع اليومي لفرض ضيوف كانوا ممنوعين من التلفزة مثل يوسف الصديق والصغير أولاد أحمد.. لم يكن مسموحا لنا بالنقل المباشر لحفل افتتاح أيام قرطاج المسرحية أو مهرجان قرطاج أو غيرها من التظاهرات ولكني فعلت ذلك ولم أكن أخشى هاتفا من عبد الوهاب عبد الله يعلمني فيه بإنهاء مهمتي.
هل كان انتقالك من تلفزة قضيت فيها حياتك المهنية إلى قناة خاصة هي «نسمة» عملية سهلة؟
- لا أبدا، لم تكن عملية سهلة.
أ لم يكن واردا أن تعوّل التلفزة الوطنية على خدماتك؟
- لا أظن ذلك، أنت تعرف في أي ظروف غادرت التلفزة التي قدمت لها أجمل سنوات عمري، قضية منشورة ضدي من طرف النقابة الأساسية بالتلفزة ورفض قاطع للتعامل مع أي مخرج متقاعد إداريا.
وأين الغرابة في ذلك؟ لا بد من تسليم المشعل للشبان؟
- «ما قلتش لا» والدليل أني غادرت التلفزة ولم أطلب من أحد أن أعود ولكني أسأل هل استفادت التلفزة عندما قطعت التعامل مع المخرجين الذين تقاعدوا إداريا؟ آمل أن تكون قد استفادت فعلا وأن يكون الشبان قد تسلموا المشعل الذي تتحدث عنه.
كيف تفسّر هذا الموقف من أبناء التلفزة وكثير منهم تعلموا على أياديكم ؟
- ربما كانوا يشعرون بأنه تم إقصاؤهم أو تهميشهم، أتفهم هذه المشاعر على الرغم من أننا كنا دائما نطالب الإدارة بمنح الفرصة للمخرجين الشبان.
هل يوجد في التلفزة الوطنية حاليا مخرجون شبان؟
- الذين يقدمون أنفسهم على أنهم مخرجون شبان هم أنفسهم على أبواب التقاعد الإداري لكن أنا وأبناء جيلي «فكّينا» أماكننا باستحقاق وكنا في المستوى وفرضنا أنفسنا، في التلفزة العمومية ليس مسموحا لك بالفشل نظرا للفرص النادرة للإنتاج الدرامي، سنة 1983 قدمت «يحيى بن عمر» وتحصلنا على ثمانية جوائز عربية، المشكل أن الذين يعتبرون أن المخرجين الذين جاؤوا بعدنا في التلفزة فرطوا في الفرص التي أتيحت لهم ولم يتمكنوا من إثبات جدارتهم بها، أنا اشتغلت في كل الأصناف في وثائقيات وملفات سياسية ومنوعات ونقل مباريات رياضية ومسلسلات وأشرطة تلفزية.. وأقول لك بتواضع- أقل من تواضعي في السنوات السابقة - بأني نجحت في كل هذه الأصناف لأننا تعلمنا في التلفزة أنه لا يحق لك الفشل لأن إمكانيات التلفزة لا تحتمل ذلك.. هناك مخرجون عجزوا حتى عن إتمام الأعمال التي كلّفوا بها وهذا غير مقبول.
ماهي الضغوطات التي سلطت عليك عند إنجازك لمسلسل «لأجل عيون كاترين»؟
- الضغط الكبير هو حتمية النجاح لأنه حين تتعامل مع قناة خاصة تصرف مليارين وأكثر لمسلسل في ظرف صعب جدا لا يسمح لك بغير النجاح، «في السنة الماضية ما صار حتى إنتاج» كان علينا أن ننجح، البارحة تحدثت مع نجيب عياد المنتج المنفذ للمسلسل قلت له تصور لو أننا بعد ثمانية أشهر من العمل فشلنا؟
النتيجة «تشد دارك»؟
- لن أكون وحدي بل التجربة كلها «تشد الدار» ولن تجازف «نسمة» بإنتاج مسلسل آخر نحن نجحنا ومع ذلك واجهنا عدة مصاعب فما بالك لو فشلنا ؟ كان ثقل المسؤولية كبيرا علينا..
أكثر من طرف ادعى بأنه صاحب السيناريو الأصلي(آمال مختار، رياض النفوسي) والأستاذ فتحي العيوني سيرفع بكم قضية لأنكم أسأتم للقيم التونسية ( تقديم مشهد إبن يضرب أمه) فكيف تفسر ردود الفعل؟
- أنت تعرف أن للنجاح أكثر من أب، فحين يفوز الفريق يصبح الكل مشاركا في الانتصار حتى حافظ الأثاث وعند الفشل يتحمل المدرب المسؤولية بمفرده ويكون عادة كبش الفداء. لو لم ينجح العمل لما ادعى هؤلاء أن الفكرة لهم، الحديث لا يحل الإشكال ونجيب عياد نفسه باعتباره منتج المسلسل المنفذ موقفه واضح بأن القضاء وحده الفيصل في مثل هذه المواضيع حسب المعايير الدولية، هل أن رفيقة بوجدي في حاجة لأن تأخذ من غيرها وهل أخذت من غيرها ؟ لا أريد أن أطيل الجدل حول هذا الموضوع لأن ذلك لن يغير شيئا من واقع الحال.
من اتخذ قرار إنهاء المسلسل باندلاع ثورة 17 ديسمبر؟
- بطبيعة الحال هو قرار الكاتبة رفيقة بوجدي أساسا وهو القرار الذي تبنيناه على أساس أن تنتهي الأحداث يوم 18 ديسمبر 2010.
هل من الوارد إنجاز جزء ثان من مسلسل «لأجل عيون كاترين»؟
- إذا كانت هناك رغبة من القناة المنتجة للعمل لم لا
فنّيا هل يحتمل المسلسل جزءا آخر؟
- لم لا؟ لأن الأحداث تبقى مفتوحة كما أن تونس عرفت أحداثا كبيرة يمكن استغلالها دراميا. علينا أن نعترف بأننا كنا نعاني من شحّ المواضيع في الدراما التلفزية، كان يطلب منا أن نقدم أعمالا تتحدث عن التونسيين وأن تسليهم وكنا أمام قائمة طويلة من الممنوعات فيمنع الحديث عن اليسار وعن الإسلاميين وعن التعاضد «شنية الحكاية إلي باش تحكيها» ؟ ما عاشته تونس بعد الثورة خلق ديناميكية كبيرة قادرة على إثراء الدراما التلفزية.
صرّح علي منصور بأنك كنت مساعده؟
- نعم وأنا فخور بأني مارست هذه المهنة المحترمة على أصولها، كما كنت مساعدا للحبيب المسلماني في شريط طويل، وعبد الرزاق الحمامي «ربي يشفيه»، وإلى اليوم ما زلت مستعدا لأن أشتغل مساعدا فهي تخصص ومهنة لها أهميتها في العمل الدرامي، تصريح علي منصور أراد به تقزيمي والتشهير بي.
صرّح علي منصور بأن ما شاهده لا يتجاوز الإخراج الإذاعي بصورة مركبة دون روح ودون اجتهاد ودون إبداع(الصريح 21 أوت 2012)؟
- آسف لهذا المستوى، أحيل علي منصور على الجائزة التي أسندتها لي لجنة تحكيم تضم المنصف ذويب وإبراهيم لطيف وسميرة الدامي ولطفي العماري في مسابقة أفضل عمل درامي لرمضان 2012 نظمتها إذاعة موزاييك - ولم تكن جائزة بالإرساليات القصيرة – وهي جائزة أفضل مخرج وكذلك نال المسلسل جائزة أفضل سيناريو لرفيقة بوجدي، فضلا عن الأصداء الإيجابية لهذا العمل التي تبين أنه كان ناجحا كما كان» صيد الريم» لعلي منصور ناجحا قبل سنوات.
بماذا تفسر موقفه منك إذن؟
- أعتقد أنه يشعر بأن «لأجل عيون كاترين» حرمه من فرصة عمل ممكنة.
من الواضح أن السبب أكبر من ذلك فليست المرة الأولى التي يهاجمك فيها؟
- بعد الثورة حاول علي منصور أن يضفي على هجومه عليّ طابعا سياسيا ويقدم نفسه على أنه من ضحايا النظام السابق غير انه لم يفلح في ذلك ويعلم الله ماذا فعلت أنا ونجيب عياد لإقناع الرئيس المدير العام للتلفزة لمنح الفرصة لعلي منصور لإخراج «صيد الريم»، حدث هذا قبل الثورة بطبيعة الحال ومع الأسف عجز علي منصور عن استكمال المسلسل في الآجال فاضطر نجيب عياد إلى الإلتجاء إلى مخرج ثان وفريق تصوير ثان وهو ما كلفه أعباء مالية إضافية، وأريد أن أقول لعلي منصور وأرجو أن تصله الرسالة لقد صورنا مسلسل «لأجل عيون كاترين» في ثلاثين حلقة وكل حلقة تدوم ساعة تلفزية في 18 أسبوعا(109 أيام تصوير) وها قد رأيتم جودة العمل أما أنت فصورت صيد الريم في 18 أسبوعا مع فرق ثان طيلة ثلاثة أسابيع مع العلم بأن «صيد الريم» لم يبلغ العشرين حلقة أنا حقا أتألم لسماع زميل لي يتحدث عن زملائه بهذا الطريقة..
من كان صاحب القرار الأخير فنيا في لأجل عيون كاترين؟
- أنا.
من غيّر جينيريك المسلسل؟
- قناة «نسمة».
بموافقتك؟
- لا بعلمي، ولكن دون موافقتي
كيف إذن أنت صاحب القرار؟
- هناك ظروف أحاطت بالعملية، قدمنا السيناريو لربيع الزموري قبل شهور طويلة وكان يفترض أن يقدم لي الموسيقى التصويرية والجينيريك في متسع من الوقت ولكنه لم يسلم لنا الجينيريك سوى أيام قليلة قبل البث كما لم يعجبني أداء المطربة مروى قريعة كما لم تقنعني كلمات الجينيريك لأنها لم تف المسلسل حقه، ولم يكن هناك متسع من الوقت للتغيير والمراجعة، للجينيريك ربيع الزموري «شد صحيح» ورفض أي تعديل خاصة أن منتجي العمل(نبيل القروي وغازي القروي) رفضا مقترح الزموري فقاما بتغييره، أنا شخصيا لم يعجبني الجينيريك الحالي «موش الجو الموسيقي إلي نحبو» لو كان الأمر بيدي لما اعتمدت هذا الجينيريك الذي يبدو أنه أعجب الجمهور فمبروك عليهم.
أنا لم أكن موافقا حتى على عنوان المسلسل ولكن رفيقة بوجدي تمسكت بهذا العنوان فنزلت عند رغبتها ويبدو أن العنوان أعجب المشاهدين وهذا من حسن حظنا جميعا. حين أقول إني صاحب القرار فلا يعني ذلك أن أصمّ أذني عن اقتراحات الفريق الذي أعمل معه، لا تنس أني أعمل في قناة خاصة للمنتج رأيه وللمنتج المنفذ أيضا رؤيته وعليك أن تقبل ذلك عند الكاستينغ وفي الجينيريك مثلا.. مثلا هذا هو منطق القطاع الخاص، لسنا في التلفزة العمومية، وعليك إما أن تتعامل مع هذا المنطق وتتفاعل معه أو تذهب في حال سبيلك وأنا «ما كنتش نحب نمشي».
ما هي الشخصية المرجعية لسي العربي؟ هل هو عماد أو بلحسن الطرابلسي؟
- سي العربي هو شخصية نموذجية تعكس عقلية ونمط سلوك وتفكيرا هيمن على تونس في السنوات الأخيرة، لم نشأ أن نأسر أنفسنا في شخص بعينه ولكن بدا «سي العربي» لكثيرين أنه يشبه عماد الطرابلسي وللمشاهد حق التأويل وحريته دون ضوابط مسبقة.
كيف تقرأ صنصرة مشهد في مسلسل «عنقود الغضب» للوطنية 1 ؟ هل هو إرث الماضي الثقيل؟
- المشهد الذي تم حذفه لم أشاهده ولكن سمعت أنه يصور راقصة عارية البطن «ما نعرفش صحيح ولاّ لا»، في «لأجل عيون كاترين» هناك مشاهد راقصة في كاباريه كانت محتشمة وهذا أنقص من مصداقية المشهد لكن «تعدات» لا يمكن أن أحكم على عمل لم أشاهده، ربما تجاوزت حدود اللياقة.
هل أنت مع وجود الرقيب التلفزي؟
- نحن نعيش مرحلة انفلات شامل في كل المجالات بما في ذلك حرية التعبير، لا تنس ان التلفزة تقتحم البيوت، وعلينا مراعاة ذلك، التلفزة ليست السينما لا يمكن أن ترفع شعار الحرية لتفعل ما تشاء.
في نظر الكثيرين سامي الفهري حقق ثورة في الدراما التلفزية في»مكتوب» لأنه تخلص من الرقيب الذاتي ؟
- ما الذي فعله سامي الفهري؟ ببساطة كان مسموحا له بأن يفعل ما هو ممنوع علينا، أن يظهر كأس ويسكي، أن يتناول الخيانة الزوجية؟ هل تعلم أننا طيلة عشر سنوات منع علينا الحديث عن الطلاق بعد أن طلّق بن علي زوجته الأولى.. ما كان ممنوعا علينا كان مسموحا به لسامي الفهري ولكنه لم يتجاوز في رأيي ما هو مسموح به ومثيله نشاهده في المسلسلات التركية والمصرية والسورية «إذا نحبو نعملو دراما نعملوها بمكوناتها» مع احترامنا لضوابط معينة دون أن تصبح هذه الضوابط سيفا مسلطا على رقابنا».
لو يعرض عليك سامي الفهري العمل معه؟
- مع احترامي له (ثم يتراجع ويسحب هذه العبارة) لا يمكنني أن أشتغل معه.
لماذا؟
- قلت له هذا الكلام مباشرة في إحدى الإذاعات، هو تجاوز حدوده قبل الثورة واستغل نفوذ بلحسن الطرابلسي لخنق التلفزة التونسية ومص دمها، كان يمكنه أن يعمل دون أن يفعل ما فعله، وهو الآن يريد التفصّي من المسؤولية، لهذه الأسباب لا يمكنني أن أحترمه ولا يمكنني أن أعمل معه ولا أظنه هو أيضا يفكر في العمل معي.
هل صحيح أنك خلال إدارتك لقناة «تونس7» (تعويضا للطفي بن نصر) وجّهت مراسلة لسامي الفهري تلفت نظره إلى تجاوزه لمساحة الإشهار المتفق عليها مع التلفزيون؟
- نعم وإن كان سامي الفهري يقول بأنه لم يتلق هذه المراسلة التي أحتفظ بنسخة منها، عوّضت زميلي لطفي بن نصر لمدة عشر أيام سنة 2009 ولم أتردد لحظة في توجيه المراسلة إلى سامي الفهري أطلب منه أن يسوّي وضعيته مع المصالح المختصة في التلفزة وقد استظهرت بالوثيقة أمام عميد قضاة التحقيق «جاب ربي احتفظت بنسخة من الرسالة».
ما تعليقك على تعيين إيمان بحرون على رأس التلفزيون؟
- أنا أتصور ان إيمان بحرون بحكم تكوينها ومخزونها كإعلامية «عندها ما تقول» أتمنى أن تجد المناخ الطيب في التلفزة «باش تنجم تخدم».
لا يزعجك تفرّد الحكومة بقرار التعيين دون استشارة أهل المهنة؟
- ربما هذا ما يضعف موقف إيمان بحرون ولكن علينا أن نتفق ما المقصود بأهل المهنة؟ هل من أدوار النقابات على اختلافها أن تختار المديرين؟ هذه سابقة لا يوجد لها نظير في أيّة بقعة من بقاع العالم، المطلوب هو إحداث هيئة مستقلة تعديلية تسهر على القطاع السمعي البصري كما هو موجود في عديد التجارب بدول العالم، هذه أولوية مطلقة لتنظيم القطاع، بصراحة على النقابات أن تقوم بدورها لا أن تصبح هي صاحبة القرار في تعيين المسؤولين ثم ما معنى أن تعين مديرا وتسحب منه كل الصلاحيات وهو مسؤول قانونيا عن أي تجاوز أو خطأ؟ لماذا يحاسب المدير إذا كان فاقدا للصلاحيات؟ هناك إنفلات غير مسبوق وأطراف تريد تكريس أشياء غير منطقية في المؤسسات الإعلامية تحت شعار الإعلام الثوري.
ما تعليقك على إقالة الصادق بوعبان من إدارة الوطنية 1 بشكل مفاجئ؟
- الطريقة لم تكن حضارية بالمرّة ومن اتخذ القرار من الواضح أنه لا يعرف الصادق بوعبان وماذا قدّم للتلفزة، كان الرجل يستعد للخروج للتقاعد بعد أيام قليلة ولم تكن إقالته أمرا استعجاليا.
يراه البعض من رموز النظام البائد؟
- شوف، لا أريد الخوض في هذا ولكن أكتفي بالقول هذا كلام حق يراد به باطل، كثيرون من الذين يلوكون هذه العبارة نعرفهم أين كانوا يسهرون ومع من من رموز النظام البائد.. نعرفهم جميعا في الصحف والإذاعات والتلفزات ويزايدون علينا، نحن عملنا في التلفزة قبل خمسين عاما ولم نبخل بشيء من أجل صناعة صورة وطنية وحاولنا في ما هو متاح لنا أن نقدم الأفضل ولكن غيرنا آثر الغنائم والموائد وأتمنى أن تصدر القائمة السوداء كاملة لا منتقاة ليعرف كل شخص حدوده ويكفّ عن المزايدات.
سياسيا، هل أنت مع اليمين أو اليسار؟
- اليمين لا يعني لي شيئا، أنا أقرب إلى الوسط وإلى اليسار ولكن اليسار المتشدد يزعجني بمواقفه العدمية، أتعاطف مع حمة الهمامي في عدة أشياء ولكني لا أتفق معه عندما يبالغ في الرفض.
هل أنت منتم؟
- لا عندي ميل لتيار ما وصوّت للقطب الحداثي في انتخابات 23 أكتوبر ولست نادما على ذلك.
هل لديك مخاوف بشأن الحريات؟
- طبعا، وخاصة أمام صمت الجهاز الأمني عن عديد التجاوزات وأستغرب تبرير العنف من طرف رموز «النهضة».
هل ترى أن ل«النهضة» مخططا لأسلمة المجتمع التونسي؟
- هذا ما يخيفني صراحة، هل تذكر ما قاله عبد الفتاح مورو للداعية وجدي غنيم؟ إنهم يهدفون إلى السيطرة على عقول أبنائنا وأنا أسألهم هل نحن كفار لتؤسلمونا؟ ما يبعث على الانزعاج هو الرغبة في فرض فهم معين للإسلام على المجتمع التونسي في اللباس والتعبد، هل يعقل أن يبلغ الأمر العراك في المساجد ؟ هناك مكاسب ثابتة نجد أنفسنا اليوم إزاء جدل بشأنها؟ ما الذي يدعو «النهضة» إلى تعويض مفهوم المساواة بالتكامل في الفصل 28 من مشروع الدستور؟
هل تعتبر مسلسل عمر عن الفاروق عمر بن الخطاب مؤشرا على مزيد التفتح في الدراما العربية؟
- فعلا لقد سعدت بهذه الخطوة وأنا أعتقد أن كثيرين من الذين اعترضوا على بثّ «نسمة» للمسلسل وعلى تجسيد الصحابة قد غيروا رأيهم بعد مشاهدة هذا العمل.
هل نحن قادرون على إنجاز مسلسل مثل مسلسل عمر لحاتم علي؟
- فنيا نعم ودون شك، ولكن أشك في قدرتنا ماديا ؟ أين ستروّج المسلسل إن صرفت عليه ملايين الدينارات؟
هل «لأجل عيون كاترين» قابل للتسويق عربيا؟
- علينا أن نعترف بأننا فشلنا في تسويق الدراما التونسية رغم كل الخطب والمحاضرات والاجتماعات وحتى المسلسلات التي اقتنتها التلفزة السورية كانت في إطار التبادل أو بمبالغ زهيدة، حتى أعمالنا التي توّجت في مهرجانات عربية عجزنا عن تسويقها حتى في بلدان المغرب العربي «قد ما حكينا وتلمينا، شيء مؤسف» حتى عندما تأسست الشركة المغاربية للإنتاج التلفزيوني ابن خلدون لم نفعل شيئا.
كنت مديرها؟
- لم أقض سوى شهرين، تمّت تسميتي دون علم عبد الوهاب عبد الله، بعد شهرين عيّنني على ٍرأس قناة «تونس 7» حيث قضيت تسعة أشهر جهزت خلالها كساء جديدا للقناة ولكن طلب منّي أن أنتظر.. لم يتم الإفراج عما أعددته إلا بعد إزاحتي وتعيين خلف لي، كان الهدف واضحا وهو الإيهام بأني لم أفعل شيئا.
هل كان القصر يتدخل حتى في كساء التلفزة(ومضات،جينيريك..)؟
- يا سيدي حتى اللون المعتمد في الديكور عليك أن تأخذ الموافقة عليه من القصر ومن عبد الوهاب عبد الله تحديدا.
إلى هذه الدرجة؟
- سنة 1998 كان النجم الساحلي يتبارى في تونس مع فريق من الزمبابوي في الرابعة مساء، وكان النادي الإفريقي يتبارى في الموزمبيق في نفس الوقت، كان بديهيا نقل مباراة الإفريقي بشكل مباشر خاصة أن النجم لم يكن يحبذ البث المباشر حتى لا يؤثر في الإقبال الجماهيري على أن تبث المباراة مسجلة بعد مباراة الإفريقي وشرعنا في بث الومضة قبل ثلاثة أيام من موعد المباراة، في صباح ذلك اليوم اتصل بي عبد الوهاب عبد الله وسألني «شنوة باش تعدّيوا»؟ فأخبرته بما برمجناه وفسرت له دواعي الاختيار فأبدى اعتراضه وطلب منا أن نبث مباراة النجم مباشرة، ولم يكن أمامنا سوى الامتثال وهو ما أثار احتجاجات جمهور الإفريقي «قامت علينا الدنيا وسبّونا «قال لي شكون شاورت» قلت له من صلاحياتي أن أختار أي مباراة أبث فردّ علي: «جدّ عليكم مديرين وتحكموا»؟
لماذا لم تقل له «لا»؟
- (يضحك) أنا لم أقل له لا صريحة، بل حاولت إقناعه بالحجة بصواب اختيارنا وبعد أقل من شهر تمت إقالتي ولم أكمل العام مديرا لقناة 7، وبعدها منذ مارس 1998 «شقيت الصحراء لمدة طويلة» فقد ألغي مسلسل «ابن رشد» الذي كان يفترض أن يكتبه رؤوف الباسطي وسحب مني مسلسلّ «خضراء والكنز» هذه هي ضريبة قول «لا يا سيدي».
ما هي رسالتك؟
- حتى لو ضعفت وقبلت مسؤولية إدارة التلفزة فبسبب رغبتي في أن أقدم شيئا وأساهم في الإصلاح.
هل وفّقت في ذلك؟
- كل ما فعلته «طاح في الماء».
هل أنّ التلفزة الوطنية قابلة للإصلاح؟
- في الظروف الحالية من الانفلات وتداخل المهام يصعب إصلاحها إن لم يكن مستحيلا.
الرئيس السابق للتلفزة عدنان خضر هو إبن التلفزيون ولكنه لم ينجح؟
- لأنه كان يفتقر إلى الأدوات اللازمة لينجح كما أن التلفزة تمر بمصاعب هيكلية حقيقة فضلا عن العقلية التي تسيطر على كثير من العاملين فيها.
لماذا لا نجد أيا من أبناك في التلفزة العمومية؟
- «أنا هكة وما سلمتش، خلي ندخلهم للتلفزة» لقد كان شرطي لأسمح لإبنتي وإبني بإحتراف عالم الصورة عدم التفكير من الأصل في العمل بالتلفزة العمومية والحمد لله أنهما أيضا لا يرغبان في العمل بالتلفزة.
سينمائيا هل من جديد؟
- كنت تقدمت بمشروع فيلم طويل أزيح جانبا بتعلّة أنّي كنت مديرا آنذاك، اليوم اختلط الحابل بالنابل ولكني مازلت أحلم سينمائيا.. «وربي يسهّل إلي فيه الخير».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.