باريس (وكالات) ذكرت أمس تقارير اخبارية أن نيكولا ساركوزي الرئيس الفرنسي السابق الذي ازاحه الاشتراكي فرنسوا هولاند في انتخابات الرئاسة 2012, بدأ يكشف بشكل متزايد عن رغبته في العودة إلى الساحة السياسية مع اقتراب استحقاق الانتخابات الرئاسية عام 2017. وأشارت التقارير الى أن ساركوزي بدأ فعليا في اختبار شعبيته خلال خضوره الحفلات الموسيقية التي تحييها زوجته كارلا بروني ويصرّح بأنه لا يحب «البطالة» ولا يستطيع الامتناع حتى عن الكلام في السياسة وان كان لا يؤكد الامر رسميا الا انه لا ينفيه كذلك ويبدو انه يستغل لهذه الغاية الفراغ الذي تركه في اليمين مع انسحابه من السياسة والتساؤلات المتزايدة في الاعلام حول مستقبله. وخلال الأيام القليلة الماضية قال ساركوزي مخاطبا حشدا متحمسا مؤيدا له في منتجع سياحي على شاطئ المحيط الاطلسي : «حيث مرّ البحر يعود…» وبعدما بقي متكتما خلال السنة الاولى من ولاية خلفه الاشتراكي فرنسوا هولاند، عاد ساركوزي (59 عاما) الى الظهور وهو يحصد الكثير من الترحيب والحماسة حين يظهر كمشاهد في حفلات كارلا بروني، ما يمنحه فرصة للقاء الفرنسيين و اختبار مدى شعبيته. كما عاد ساركوزي مجددا الى الواجهة من خلال المحاضرات الخاصة التي يلقيها و التي لها طابعها الخاص، كما أنه لم يعد يتردد خلالها في التطرق الى مواضيع الساعة المطروحة في فرنسا، ويصل تدخله الى حد انتقاد ادارة هولاند. ولا ينقضي يوم من غير ان تتحدث احدى وسائل الاعلام الفرنسية عن عودته «المرجحة» الى السياسة، او عن الشبكة الواسعة التي يقيمها، او عزمه الظهور في موقع أعلى من السجالات الجارية. ويبقى الرئيس السابق متقدما بفارق كبير في صفوف اليمين كأفضل مرشح للرئاسة متخطيا رئيسي وزرائه السابقين فرنسوا فيون وآلان جوبيه، بحسب استطلاعات الراي. وترى برناديت شيراك زوجة الرئيس السابق جاك شيراك (1995-2007) ان ساركوزي هو الشخصية اليمينية الوحيدة القادرة على هزم فرنسوا هولاند الذي يتوقع ان يترشح لولاية ثانية.