باريس(وكالات) للمرة الثانية على التوالي تظهر صورة ابنة نيكولا ساركوزي الرضيعة جوليا التي لم يتجاوز عمرها 4 أشهر لتثير عاصفة من الجدل في فرنسا و تأويلات ارتقت أحيانا إلى اتهام الرئيس الفرنسي بتوظيف رضيعته و زوجته في حملته الدعائية الانتخابية... و لم يكن سرا أن الزوجة عارضة الأزياء السابقة ألمحت إلى أنها ستدعم زوجها في حملته الانتخابية اذا ما قرر الترشح مجددا لانتخابات الرئاسة لكن الأمر الذي كان لافتا هو تداول صور التقطت للرضيعة جوليا عن قرب على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" ثم نشر المجلة الفرنسية الشعبية واسعة الانتشار "باري ماتش" على صدر غلافها صورة كارلا بروني تحتضن ابنتها دون أن تظهر كافة ملامحها. و قد أعطى نشر الصورة سالفة الذكر الانطباع بأن ساركوزي يوظف رضيعته و زوجته في حملته الدعائية خاصة بعد تراجعه في استطلاعات الرأي ببعض نقاط مقابل ارتفاع أسهم خصمه الاشتراكي فرانسوا هولاند. و بينما عبرت كارلا بروني سيدة فرنسا الأولى – الى حد الآن - عن استيائها من نشر الصورة على صفحات «تويتر» وطالبت، الأربعاء الماضي، وسائل الإعلام باحترام الحق في حياة خاصة بعيدة عن مطاردة الكاميرات، فإن زوجها ساركوزي المرشح لانتخابات الرئاسة لم يعلق بشيء. وحرصت كارلا على التأكيد أن النشر حصل من دون موافقتها وأنها تندد بمحاولات التطفل، بالصور أو بالمعلومات والأخبار، على حميميات ولديها، أي طفلها الأول الذي أنجبته قبل اقترانها بساركوزي وطفلتها جوليا. و رغم استياء كارلا مما أسمته بالتطفل على خصوصياتها العائلية فان تساؤلات ظهرت في بعض الصحف وعلى المواقع الإلكترونية حول حقيقة أن تكون صورة جوليا مختلسة أم جرى تسريبها للمجلة عن عمد وقصد؛ فمن المعروف أن رجال السياسة ونساؤهم يعمدون إلى تقديم صور «سعيدة» لهم وسط عائلاتهم، لا سيما إبان الحملات الانتخابية، لكسب تعاطف الناخبين وتطمينهم على «انضباط» سلوك مرشحهم. وقد انتقلت هذه الظاهرة من الولاياتالمتحدة إلى فرنسا وترسخت في السنوات الأخيرة، منذ برزت "دانيال"، قرينة الرئيس السابق الراحل فرنسوا ميتران، كشخصية ذات اهتمامات سياسية في مجال حقوق الإنسان. كما لعبت "برناديت شيراك" دورا في دفع زوجها الرئيس السابق جاك شيراك إلى الأمام، خصوصا في ولايته الثانية وتقهقر حظوظ حزبه، الأمر الذي دفع معاونيه إلى الاستنجاد بها واستغلال شعبيتها الكبيرة في إنقاذه من الخسارة. أما الصور الأخيرة فقد التقطها المصورون بينما كانت كارلا تأخذ رضيعتها جوليا إلى طبيب للأطفال وعندما أبلغها المرافقون بوجود أحد «الباباراتزي» سارعت إلى لفلفة الطفلة وإدخالها السيارة على عجل ثم التفتت إلى المصور وجرت بينها وبينه ملاسنة سريعة. وحسب المصور، فإنه سلمها مفتاحا إلكترونيا لتخزين المعلومات وعليه الصور، لكنه أبلغها بأن مصورين آخرين كانوا معه. وفي حين لم ترفع أي شكوى ضد «باري ماتش» حتى الآن، فإن الموضوع المرافق للصور داخل العدد كان يركز على الحملة الانتخابية لساركوزي وليس على رضيعته جوليا مما زاد من حدة التأويلات في الشارع الفرنسي بشقيه الشعبي و السياسي.