المكان ساحة محمد علي الحامي... والزمان يوم الجمعة 7 فيفري الحالي.. وانطلاقا من الساعات الاولى ليوم موعود كما اتفقوا عليه منذ مدة طويلة هبت جحافل المعلمين الاول من كل صوب وحدب.. من كل مدارس البلاد.. اريافها وبواديها وقراها ومدنها رافعين شتى الشعارات كتابة وترديدا لخصوها في قولة: «نحن الافضل ونحن الأكفأ» ودعموها في اصرار مؤكدين على ان حقوقهم مسلوبة وعلى ان صبرهم نفذ. وقد بدأ الامر منذ ولادة الفكرة مطلبا عاديا ينتظر حلا عادلا يشارك فيه الطرف الوزاري والجانب النقابي ثم كبر وتضخم وتحوّل الى ملف مثقل بالامضاءات فتحه المعلمون الاول الذين أقبلوا على مطالبهم بكل وعي وتبصّر ورأي سديد اذ كونوا تنسيقيات محلية وجهوية تنشط تحت لواء التنسيقية الوطنية التي التقت سابقا مع اصحاب القرار دون ان تتحصل لا على رد ولا على جواب يشفي الغليل حول ملف نقاطه الرئيسية تتعلق اساسا بمعادلة شهادة ختم الدروس بشهادة المرحلة الاولى من التعليم العالي وتنظير خريجي المعاهد العليا لتكوين المعلمين على غرار معلمي التربية البدنية المنتدبين قبل 30 جوان 2005 ممن ارتقوا الى رتبة استاذ مرحلة اولى وفتح الافاق العلمية للمعلمين دون قيد وشرط وتنفيل سنتي الدراسة بالمعاهد العليا لتكوين المعلمين ب20 وحدة... وامام عدم الرد على هذه المطالب المشروعة «زحف» المعلمون الاول على العاصمة ونظموا وقفة احتجاجية امام مقر الاتحاد العام التونسي للشغل في يوم «المعلم الأول» قصد ايصال صوتهم باكثر وضوح وعرضه في المشهد الاعلامي مؤكدين على وجاهة مطالبهم واهمية دورهم التربوي باعتبارهم خريجي المعاهد العليا لتكوين المعلمين ليكونوا اهل اختصاص شكلا ومضمونا قبل غيرهم من رجال التعليم وخاصة منهم خريجي الجامعات الهاربين في جحيم «الكاباس» ممن حشروهم قسرا في المدارس الابتدائية. وقفة احتجاجية اصر عليها المعلمون الاول في هذا الوقت بالذات لتتزامن مع الايام الاولى من وصول الدكتور فتحي الجراي الى مكتب وزارة التربية حتى تصله كاملة الشروط لأن المعلمين الاول وضعوا مطالبهم في اطارها وبنوها على اسس متينة من ناحية الوجاهة والشرعية ويرون انها ليست مجحفة اطلاقا لا معنويا ولا ماديا ليختموا وقفتهم بورقة عمل تلخص مطالبهم المشروعة سلموها الى «الطاهر ذاكر» الكاتب العام للنقابة العامة للتعليم الاساسي حتى تتبنى موقفهم النضالي وترد في نطاق شرعية القوانين ضمن جلسة عمل تتفق عليها كل الاطراف المتداخلة..