بعيدا عن الاستحقاق الذي ناله الفريق على أرضية الميدان والذي ما فتئ يتأكد من جولة الى أخرى يواصل فريق النادي الصفاقسي تصدّر العناوين الرئيسية في البطولة التونسية وإذا ما خلص الجميع من ملاحظين وفنيين الى انّ فريق عاصمة الجنوب هو الافضل والاقوى على الساحة حاليا فانّ مشكلة لاعبيه الاجانب مازالت الصداع الوحيد الذي يؤرق مضاجع جماهير الفريق والتي ساءها كثيرا ان تساهم بعض الجزئيات المحيطة بالجمعية في التأثير سلبا على مستوى الفريق من الناحية المعنوية سيّما وان الحديث عن قلّة الانضباط صلب الفريق بات السمة الابرز لفريق تسيّد الملاعب التونسية بالطول والعرض رغم التحويرات الجوهرية التي عرفها فنيا وإداريا... أجانب ال«css» ورغم قيمتهم المضافة على الميدان شكلوا نقطة الضعف الوحيدة في الفريق وحركات التمرّد والعصيان التي يمارسونها بين الفينة والاخرى جعلت الجماهير تتساءل عن حقيقة هذه الظاهرة وتحديد المسؤوليات فيها بعد ان تكرّرت الواقعة في أكثر من مرّة وباتت حديث القاصي والداني في صفاقس... البداية كانت بهروب مامان يوسوفو الى موطنه غانا والذي تكرّر في أكثر من مرّة بشكل جعل الغاني يسيء لسمعة الفريق عملا بمقولة «العزري أقوى من سيدو» ثم انتقلت العدوى الى المهاجم الايفواري ادريسا كوياتي الذي نسج على نفس المنوال قبل ان يستعيد رشده ويعود الى الجادة...الامر ينسحب بدوره على الغابوني ابراهيما ديديي ندونغ الذي خيّر في وقت سابق مقاطعة تدريبات فريقه والعودة الى بلاده بعد ان وجد نفسه مكرها في دوامة الاثارات والاحترازات فخيّر الابتعاد ولو قليلا وإذا ما كان ندونغ بريئا من تهمة العصيان والتمرّد فانّ إقدامه على نفس الصنيع يؤكّد مرّة أخرى أنّ الفريق يفتقد الى عصا الانضباط وأنّ هيئة لطفي عبد الناظر تخصّصت بالامتياز في تقديم فروض الولاء والطاعة وانتهاج سياسة النعامة تجاه لاعبيها الاجانب الذين يعتبرون حقيقة الافضل بدورهم في البطولة التونسية... وإذا ما كان الأمر منتهيا بالنسبة لندونغ وكوياتي بعودتهما الى حضيرة الفريق دون ضجيج فان تواصل احتجاب مامان يوسوفو يؤكّد ان الملف لن يطوى قريبا بل ان القطيعة بين الطرفين تكاد تكون مسألة وقت لا غير...مصادر مطلّعة على كواليس النادي الصفاقسي أسرّت ل«التونسية» بأنّ اللاعب الغاني تلقى أوامر من وكيل أعماله تلزمه بالاحتجاب والاختفاء عن الانظار إلى أن يحين الوقت المناسب لطبخ صفقة على المقاس...ذات المصادر أكّدت لنا ان الوكيل المعني هو فخري يعيش ابن مدينة عاصمة الجنوب والرواية التي بحوزتنا تفيد بأنّ فخري يعيش أشار على يوسوفو بالتواري عن الانظار وعدم الردّ على دعوات مسؤولي السي آس آس بالعودة الى الفريق على الاقل في الوقت الراهن كما ان الوكيل نفسه رفض في وقت سابق تسهيل انتقال اللاعب المذكور الى فريق أهلي طرابلس الليبي الذي عرض على فريق النادي الصفاقسي مبلغ 200 ألف دولار مقابل الفوز بتوقيع اللاعب خلال الميركاتو الشيتوي لكن السيناريو الذي رسمه يوسوفو رفقة وكيل أعماله جعل العرض يسقط في الماء ليحرم النادي الصفاقسي من لاعبه أوّلا ثمّ من عائدات مالية إضافية كانت يمكن ان تساعد الفريق على الخروج من ضائقته المالية... وبحسب الرواية ذاتها فإنّ مامان يوسوفو قرّر نهائيا تبديل ألوان النادي الصفاقسي بنهاية عقده في جوان القادم حتى لو كلفه ذلك عقوبات مالية من الهيئة المديرة للفريق بحكم امتناعه عن التدريبات والوجهة المرتقبة لم تتحددّ ملامحها بعد رغم انّ البعض يتحدّث عن وجود عقد مبدئي بين يوسوفو والترجي التونسي ورغم انكار هيئة الترجي فانّ سيناريو كرول قد يتكرّر مع يوسوفو طالما أنّه لا حرج في ذلك من وجهة نظر الترجيين... من جانبنا حاولنا الاتصال بوكيل اعمال اللاعب الغاني ونعني فخري يعيش الذي أكّدت مصادرنا انهّ الوكيل الرسمي ليوسوفو لكن هذا الأخير رفض الردّ على مكالماتنا وامتنع عن التواصل معنا لدواع نجهلها ويبدو ان فخري يعيش يمارس نفس الطقوس التي يبتكرها «يوسوفو» حتى يبقى بعيدا عن كلّ التجاذبات والتأويلات... مغادرة يوسوفو باتت من تحصيل الحاصل واللاعب سيكون حرّا من كلّ تعاقد الصائفة القادمة وهذا ما سيسهّل عملية انتقاله الى فريق آخر بمقابل محترم سيكون «غنيمة» سهلة الابتلاع للاعب ولوكيله الذي يعرف جيّدا من أين تؤكل الكتف...