يوم اغتيل الناشط السياسي والحقوقي الشهيد شكري بلعيد استشهد ناظر الأمن لطفي الزار بمنطقة باب الجزيرة أثناء علمية تفريق مجموعة من المنحرفين حاولوا استغلال الظرف لبث الفوضى ونهب المحلات التجارية وتخريب المنشآت والمؤسسات العمومية.. ووفاء لأرواح كلّ من بذل ولو قطرة دم واحدة في سبيل الوطن وبعيدا عن كل أساليب التمييز أو الإقصاء أو المتاجرة بمآسي الناس نزلت «التونسية» أمس ضيفة على أرملة الشهيد لطفي الزار وأبنائه فكان الريبورتاج التالي: حتى ابتسامة اللقاء التي جمعتنا بأرملة الشهيد «لطفي الزار» وأبنائه الأربعة وحفاوة الاستقبال التي حظينا بها لم تقو على أن تداري عنا ملامح وجوه تقطر حزنا... لوعة وأسى تعتصر القلوب..فتاة صغيرة لا يتجاوز سنها العامين تمسك بصورة الفقيد ولا تردد غير عبارة «بابا..بابا»... حيرة وذهول.. «فمن سيساعدني في تربية هؤلاء الابناء الاربعة اصغرهم لم يبلغ العامين؟ (مشيرة بإصبعها الى ابنتها رنيم) و من يقدر ان يعوضهم دور الاب ومن سينفق عليهم غيره؟..و من..و من ومن؟؟؟»-هي موجة من التساؤلات تبحث لها السيدة عفاف ارملة الشهيد عن أجوبة بعد رحيل زوجها-. السيدة عفاف أعربت ل«التونسية» عن شديد أسفها ل«التجاهل الإعلامي المقصود وعدم معاملة عائلة الشهيد لطفي الزار بالمساواة مع عائلة شكري بلعيد في الذكرى الأولى لرحيلهما على حدّ تعبيرها ، مضيفة: «يحزّ في نفسي كثيرا أن يكرّم شهيد وتقام لأجله الاحتفالات وتنظم التظاهرات والندوات ،في حين يتم تجاهل المرحوم زوجي ولا يتم ذكر اسم زوجي ولو مجرّد ذكر وهو الذي استشهد مساء ذات اليوم الذي اغتيل فيه الشهيد بلعيد،مستبسلا في الدفاع عن الوطن وحفظ الأمن بعد كل الفوضى التي تلت حادث الاغتيال لا حبا في الكرسي ولا السياسة ولا المناصب». «كروشنا تعبّات بالفارغ» وأضافت عفاف: «يبدو أن التمييز تجاوز الأحياء منا ليطول الأموات أيضا «،مؤكدة أن عائلة الشهيد الزار لم تحظ في ذكراه الأولى بأيّة متابعة تذكر لا من مسؤولين ولا من وسائل إعلام عدا صحيفة «التونسية».. كما لم تتلقّ ولو اتصالا هاتفيا واحدا يشدّ من أزر أفراد العائلة وينسيهم وحدتهم ويرفع من معنوياتهم،حسب تعبيرها، مواصلة: «يبدو ان الامني في تونس مثل لحمة الكرومة ديمة متاكلة ومذمومة». و نفت السيدة عفاف ما روج له البعض بخصوص تلقي عائلة الشهيد لمساعدات مالية من أيّة جهة كانت، مضيفة: «لم أتلقّ اي دعم مالي يذكر ومع ذلك كثرت الاشاعات ان فلان سلمني مبلغا قدره كذا وفلتان مبلغ قدره كذا حتّى «تعبّات كروشنا بالفارغ».. ولذلك صرت اعتقد جازمة ان عائلة الشهيد لطفي الزار تتعرض لحملة ممنهجة ولا ادري ما السبب ومن يقف وراءها!؟؟». رانية الزار:ابنة الشهيد الأمني بكلمات قليلة تغتزل عمق المعاناة، أعربت رانية الزّار عن شديد اشتياقها لوالدها، مؤيدة كلام والدتها التي قالت ان احدا لم يتذكر عائلة الزار في هذه المناسبة، مضيفة: «إنني أشعر بندم شديد على الزيارة التي أديتها العام الماضي الى المانيا معية الوفد الرئاسي المرافق لرئيس الجمهورية المنصف المرزوقي، إذ ذهب في ظني انها حقا بادرة من رئيس الجمهورية لتكريم والدي رحمة الله عليه ولكن يبدو انها لم تكن كذلك بقدر ما كانت حملة دعائية للرئيس.. فان كانت نيته التكريم فاين هو من ذلك في هذه المناسبة؟؟..و ماذا تحقق من وعود قطعها على مسامعي بانه لن يتركنا وحدنا ولن ينسى فضل والدي على هذا الوطن». وفي ذات السياق، تساءلت رانية ما اذا كان رئيس الجمهورية قد زار قبر والدها كتلك التي أداها الى قبر الشهيد بلعيد،معيدة على مسامعنا الجملة التي رددتها والدتها:» يبدو أن التمييز تجاوز الأحياء منا ليطول الأموات أيضا».