الهادي بن جمعة : الاتحاد قوة خير وبناء وتقدم اسكندر الرقيق : الاتحاد انهك البلاد اقتصاديا وقام بتسييس العمل النقابي احتضن المسرح البلدي بصفاقس الاحد 9 فيفري 2014 اول مناظرة فكرية تنظمها جمعية مناظرات تونس في اطار توجهها للتعريف بفن المناظرات وقد تعلق موضوع المناظرة الفكرية بالاتحاد العام التونسي للشغل وما ان كان نجح من خلال الحوار الوطني في انقاذ البلاد وتمثل طرفا الحوار المتقابلين في الهادي بن جمعة الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس واسكندر الرقيق عن جمعية السلم والنماء وهو خبير اقتصادي ورجل اعمال ولان مثل هذه المناظرات الفكرية تعتبر جديدة نسبيا في مشهدنا فاننا لاحظنا خلال مواكبتنا لها عدم التقيد في بعض الاحيان من جانب طرفي الحوار والمتدخلين بمسالة التوقيت حيث ان السؤال من اي من المتابعين للمناظرة لا ينبغي ان يتجاوز نصف دقيقة على ان تكون اجابة كل واحد من طرفي الحوار في حدود دقيقة واحدة لكل واحدة منهما كما لاحظنا ايضا وربما لحساسية موضوع الحديث عن الاتحاد العام التونسي للشغل بعض الحدة ورفع شعارات مؤيدة للمنظمة الشغيلة واعتبارها اقوى منظمة في البلاد مقابل شعارات اخرى منتقدة لاداء الاتحاد في الواقع الحالي وبخصوص الطرفين المتحاورين فانهما كانا على طرفي نقيض ومع انتقادات واتهامات متبادلة بينهما فالهادي بن جمعة الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس فانه اكد على قيمة المنظمة الشغيلة ونضالاتها منذ مرحلة الاستعمار ووقوفها الى جانب القضايا الوطنية وشدد على ان الاتحاد قوة خير في البلاد وقوة نماء وتقدم ودفع للمسارات واكد ان هواجس الاتحاد هي الدفاع عن الشغالين وايضا عن الوطن باعتبار ان الاتحاد يملك مشاريع اجتماعية للتنمية والنهوض بالوطن وانتقد الهادي بن جمعة من يحاولون الاساءة الى الاتحاد وشيطنته وتشويهه وادعاء انه يعرقل البلاد واقتصادها كما اعتبر الهادي بن جمعة ان الطرف المقابل في الحوار اي اسكندر الرقيق غير محايد وانه مطلوب منه ان ينزع عباءة التحزب في تقييمه للامور وقال بن جمعة ان اسكندر الرقيق ما انفك ينهال على الاتحاد بسهام النقد والتهجم واللوم والتقريع والاتهامات الباطلة لخدمة اغراض واجندات مشبوهة وقال الهادي بن جمعة ان الاتحاد العام التونسي للشغل برغم ما قدمه للبلاد من تضحيات ومن مناصرة للقضايا الوطنية ومن حرص على حلحلة الاوضاع والبحث عن الخروج من الازمات الخانقة للبلاد فان بعض الاطراف تسعى يائسة الى تشويهه وفبركة الاتهامات ضده وضد مناضليه لافتا الى ان الاتحاد تعرض الى كثير من المؤامرات التي استهدفته والتي فشلت في تدجينه بفضل صلابة النقابيين والتفافهم حول منظمتهم الشغيلة ومن ناحيته فان اسكندر الرقيق اعتبر ان اداء الاتحاد العام التونسي للشغل مرحلة ما بعد الثورة مريب الى ابعد الحدود وان الاتحاد قام بانهاك البلاد والاقتصاد بالاعتصامات والاضرابات والمطالبة المتكررة بالزيادات في الاجور في وقت كان من المفروض فيه لنهوض البلاد انجاز هدنة اجتماعية واعتبر الرقيق من ناحية اخرى ان الاتحاد قام بتسييس العمل النقابي واتهم قيادات نقابية بالفساد وانتقد عديد الممارسات والشعارات التي تقول ان الاتحاد هو الكل واعتبر ذلك الامر اشبه بعملية بلطجة وانها عملية مرفوضة وقال اسكندر الرقيق انه كان من المفروضان يلتفت الجميع ومنهم اتحاد الشغل من اجل تحقيق اهداف الثورة ومنها التشغيل والتنمية عوض الانكباب على لعب ادوار سياسية والسعي الى التحكم في المشهد على حساب المؤسسات الشرعية وذلك من خلال الحوار الوطني وعوض الاكثار من المطلبية والسعي الى الزيادات العشوائية في الاجور في وقت لم يتم فيه تحقيق زيادة في الانتاج والانتاجية وقال اسكندر الرقيق ان الزيادات قامت بتعطيل اعادة بناء الاقتصاد وكسب رهان التشغيل وطالب اسكندر الرقيق بتطهير الاتحاد العام التونسي للشغل وبمحاربة الفساد والقبول بالتعددية النقابية وبعدم المتاجرة باسم فرحات حشاد الذي كان زعيما نقابيا فذا وزعيما وطنيا كان ملهما لكل التونسيين ولا يجوز لطرف واحد الاستئثار والمتاجرة بنضالاته واللافت انه رغم حدة الانقسام وتبادل التهم بين الطرفين فانهما في النهاية قبلا بقانون اللعبة وتبادل الهادي بن جمعة واسكندر الرقيق القبل وهذه لوحدها نقطة ضوء مهمة ينبغي تدعيمها والتاسيس عليها لتقديم رسالة واضحة انه على اختلاف الاراء والمواقف والتقييمات فان تونس تتسع للجميع وان كل الاختلافات في الراي لا ينبغي ان تفسد للود قضية وبخصوص هذه المناظرة الفكرية الاولى نقول انها تندرج في اطار برامج جمعية مناظرات تونس لاقدار الناشئة التونسية على اجادة فن الخطابة والتحاور والجدل والحجاج المدعم والمبرر والمستند لادب الحوار واخلاقيات الاعتراف بالراي والراي المخالف واحترام التنوع والتعددية في المنطلقات والافق الفكرية