كشفت مصادر خاصة ل«التونسية» أن رئيس الحكومة مهدي جمعة غير مرتاح بالمرة للوضع الذي تعيشه البلاد وللوضعية التي وجدها أمنيا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا وهي وضعية يبدو أنها خطيرة للغاية قد تكشف عن عجز وطني في التصدي للمشاكل المطروحة والتي لم يتم معالجتها من طرف الحكومات المتعاقبة. كلها ملفات جعلت مهدي جمعة وبعد قرابة شهر من تحمل المسؤولية يقرّر مصارحة الشعب بالحقيقة على حدّ تعبير مصادرنا والمتمثلة في ضرورة القيام بإصلاحات عاجلة وأخرى آجلة في جميع القطاعات. ومن أهم الملفات التي سيعلن عنها مهدي جمعة دائما حسب مصادرنا دعوة جميع الأطراف إلى تحمل مسؤولياتها في مقاومة الإرهاب وهو الملف الذي سيكون في المرتبة الأولى في سلم اهتمامات رئيس الحكومة حيث توجد مخاطر حقيقية على المجتمع التونسي وعلى مستقبل الأجيال القادمة بل تؤكد مصادرنا أن تونس مازالت مهددة بعمليات ارهابية تتطلب إمكانيات مادية كبيرة تخصص لفائدة المنظومة الأمنية ومساعدة الأمنيين في عملهم وهنا يمكن اعتبارأن مهدي جمعة تسلم ملف الأمن بنفسه ليجد له الدواء المطلوب وخاصة كيفية توفير المستلزمات الضرورية لمقاومة الإرهاب . ومن الملفات الخطيرة على المستويين المتلازمين الاجتماعي والاقتصادي التونسي هو التراجع الكبير لميزانية الدولة وعدم القدرة على إيجاد التمويلات الكافية لميزانية سنة 2014 وتراجع الاستثمارات الداخلية والأجنبية جراء تدهور الوضع الأمني. وعلمت «التونسية» أن مهدي جمعة يعمل على حث رجال الأعمال التونسيين على الاستثمار الداخلي وأنه من المنتظر أن يعلن قريبا عن انهاء تحجير السفر على رجال الاعمال وتعزيز الثقة بين الحكومة والمستثمرين التونسيين وإنهاء التوتر السائد بينهما عبر طمأنتهم وتوفير فرص للاستثمار في المناطق الداخلية . وفي نفس الاتجاه سيكون الملف الاجتماعي من ابرز الملفات المطروحة في خطاب مهدي جمعة للشعب ومن هذا المنطلق تقول مصادرنا انه ينتظر أن يدعو إلى تهدئة اجتماعية مع الالتزام بالاتفاقيات الممضاة . وأضافت مصادرنا انه من المنتظر ان يكشف رئيس الحكومة للشعب عن وجود خيارات عديدة أمام التونسيين لإنقاذ البلاد والتحوّل من دولة ضعيفة إلى دولة قادرة على استقطاب المستثمرين وعلى تحقيق نسبة نمو مرتفعة تخرج البلاد من وضع خطير على جميع الأصعدة وأنه من المتوقع أن يدعو مهدي جمعة الشعب إلى الكثير من المثابرة والعمل والإنتاج والحد من المطلبية والاقتناع بوجود مخاطر حقيقية تحدق بالبلاد على مستوى التوازنات المالية وكذلك على المستوى الأمني الذي يتطلب حذرا وعملا مشتركا بين جميع الأطراف لمقاومة الإرهاب وخلق ثقافة مواطنة حقيقية تجعل المواطن يكشف عن الإرهابيين وعن مواقعهم. إعلاميا، تقول مصادرنا ان مهدي جمعة سيدعو أهل القطاع إلى تحمل مسؤولياتهم التاريخية في المساهمة في المجهود الوطني لإنقاذ البلاد من الإرهاب وعدم السقوط في نشر الأخبار التي تساعد الإرهابيين على معرفة الخطط الأمنية، كما سيتوجه جمعة للإعلاميين بكلمة يدعوهم فيها الى معاضدة مجهودات الأمنيين في هذا المجال والعمل على حث التونسيين على العمل والتضحية للخروج من الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها البلاد. كما أنه من المنتظر حسب مصادرنا ان يكشف مهدي جمعة عن الاصلاحات المطلوبة في ملف الدعم وداخل المؤسسات العمومية والبنوك والاستثمار وستكون حقائق موجعة على حد تعبير مصادرنا لكنها حقائق سيعلمها الشعب التونسي عاجلا أو آجلا.