اتصل بنا في مكتبنا بصفاقس اثنان من العاملين بليبيا قبل الثورة والذين لم يتسلما مستحقاتهما وفقدا املاكهما فترة ثورة 17 فيفري 2011 لتسليط الاضواء على معاناة هؤلاء العمال وقالا لنا ان عدد العمال التونسيين الذين كانوا يعملون في ليبيا والذين فقدوا ارزاقهم كانوا في حدود 92 الف منهم 17 الف من اصيلي صفاقس من اتصل بنا في مكتبنا هما محمد المعز بن الناجي الداهش والثاني هو جمال بن علي طروش وقد قال لنا محمد الداهش انه كان يشتغل بليبيا بخطة مهندس اول ورئيس قسم الصيانة بالشركة الليبية الالمانية بطرابلس جنزور منذ سنة 2007 الى غاية شهر مارس 2011 تاريخ اندلاع الاحداث بليبيا وقال محمد الداهش انه كان من المتضررين في جميع املاكه ومستحقاته ومكاسب حياته التي ضحى من اجلها وتحمل الغربة وقال لنا انه اتصل بالسلط الرسمية التونسية مطالبا بالتدخل لدى السلطات الليبية لاسترجاع حقوقه واستظهر بعديد المراسلات التي وجهها الى رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة ووزارة الشؤون الخارجية ووزارة الشؤون الاجتماعية وديوان التونسيين بالخارج. وقال ايضا انه اتصل باعضاء المجلس الوطني التاسيسي قصد التدخل لرفع المظلمة خاصة وانه مصاب بمرض مزمن واضاف ان كل الوعود بتسوية الوضعية لم تتحقق على ارض الواقع الى الان واشار الى ان مستحقات التونسيين بليبيا لم تتم تسويتها على عكس العمال المصريين الذين نجحت سلطات بلادهم في تسوية وضعياتهم مع الجانب الليبي وقال محمد الداهش انه بعد مرور الوقت والايام وعدم حل مشكلة مستحقاتهم فانه سيرفع وضعيته الى القضاء ضد كل رئيس الحكومة الاسبق حمادي الجبالي ووزير الخارجية الاسبق رفيق عبد السلام باعتبار انهما ( وحسب محدثنا ) اضاعا حقوق التونسيين الذين كانوا يعملون في ليبيا وقاما بتسليم البغدادي المحمودي الى السلطات الليبية من قبل ان يتم ضمان حقوق وممتلكات العمال التونسيين بليبيا وقال محمد الداهش ان من مستحقاته المالية التي فقدها 40 الف دينار ليبي تمثل اجرة 4 سنوات عمل مع الشركة الليبية الالمانية الى جانب 25 الف دينار ليبي سحبها من مصرف ليبي وتم الاستيلاء عليها من مجموعات ليبية مسلحة وبتهديد السلاح الى جانب سيارته التي تقدر قيمتها ب 25 الف دينار ليبي ولفت محمد الداهش الى انه اصبح يعيش صحبة زوجته وابنيه حال الخصاصة والاحتياج بعد ان كان ميسورا في ليبيا والعامل التونسي الثاني الذي اتصل بنا في مكتبنا بصفاقس هو جمال طروش وقال لنا ان والده النقابي وشقيقه تعرضا الى الاضطهاد فيما مضى مما دفعه هو الى الهجرة الى ليبيا للعمل والاشتغال هناك وضمان لقمة العيش وقال انه اثر اندلاع الثورة في ليبيا وتدهور الاوضاع الامنية هناك اضطر الى العودة الى تونس يوم 28 جانفي 2014 وترك في ليبيا كل ما كان يملك ماديا ومعنويا واضاف انه اتصل بالسلطات التونسية لبحث مسالة مستحقاته بليبيا والتنسيق مع السلط الليبية للحصول عليها وان اجابة السلط التونسية انها تنتظر توفر حكومة مستقرة في ليبيا للتفاوض معها واضاف انه يعيش حال الخصاصة والحرمان وانه لم يتحصل على اي مساعدات سوى 400 دينار من تونس لكنها لا تمثل شيئا مقارنة بظروفه وبمستحقاته في ليبيا التي فقدها كما انه لم يستفد من الامتيازات الجبائية التي خولها القانون للعمال في الحالات القاهرة المدعمة وشبه جمال طروش وصعية العمال التونسيين بليبيا والذين فقدوا اموالهم وممتلكاتهم جراء الثورة الليبية ولم تعداليهم ارزاقهم الى الان بالقنبلة الموقوتة القابلة للانفجار في اية لحظة باعتبار ان صبر العمال نفد.