نظمت أمس بالعاصمة كل من الرابطة التونسية للمواطنة وجمعية تحدي ورابطات الناخبات التونسيات بمناسبة اليوم العالمي للمرأة منتدى حول «النساء والإنتخابات» وذلك بحضور السيدة نائلة شعبان كاتبة الدولة المكلفة بالمرأة والأسرة .وفي تقديمه للمنتدى أكد شوقي الطبيب رئيس الرابطة التونسية للمواطنة انه يهدف إلى التباحث في مواضيع تتعلق بأهمية اعتماد مداخل جديدة تتعلق خاصة بتقييم التجربة الإنتخابية المنقضية .و بيّن الطبيب أن إحياء اليوم العالمي للمرأة فرصة لفتح ملف النساء والإنتخابات سيما ان البلاد تستعد لانتخابات ثانية وأكد أنه لا بد من تقييم مشاركة المرأة في الإنتخابات الماضية والوقوف على المعوقات التي اعترضتها والتي من الممكن أن تعترضها في الإنتخابات القادمة.و نوه عميد المحامين السابق بدور المجتمع المدني في الدفاع عن حقوق المرأة ودفعها إلى المشاركة الفعالة في المجتمع . من جانبها أكدت كاتبة الدولة أنها قبلت بمنصبها الحالي في الحكومة لأنها تؤمن بأنه لابد لكل مواطن المساهمة في انجاح الفترة الانتقالية التي تعيشها البلاد .و شددت المسؤولة على أهمية دور المجتمع المدني سياسيا واجتماعيا. وبينت أن الوصول إلى انتخابات شفافة يتطلب مشاركة جميع الأطراف في البناء الديمقراطي .و بينت كاتبة الدولة أن دور المرأة هام جدا باعتبارها نصف المجتمع ولا بد أن تلعب دورها مشيرة الى أن الدستور ضمن لها حقوقها .و أكدت كاتبة الدولة انه لا بد للمرأة أن تدخل الانتخابات وتخوض جميع مساراتها .و لم تنف كاتبة الدولة وجود معوقات مختلفة لكنها دعت المرأة إلى لعب دورها كمواطنة لا بد لها أن تبلغ صوتها .كما بينت السيدة نائلة شعبان أن الوضعية الإقتصادية للمرأة في تونس صعبة جدا شأنها شأن ميزانية كتابة الدولة للمرأة والأسرة التي تبلغ 0.29 بالمائة من ميزانية الدولة. من جهتها أكدت بسمة الخلفاوي أرملة الشهيد شكري بلعيد أن النساء مدعوات للمشاركة الفعالة في الانتخابات وشددت على ضرورة التعاطي معهن كمواطنات لديهن حقوق وواجبات .و بينت أن على الدولة تحمل مسؤوليتها في التوعية والعمل على حماية حقوق المرأة .و بينت الخلفاوي انه لا بد للمرأة أن تنتخب بوعي لأن الساحة السياسية تتسم بالغموض والضبابية .و أكدت أن المجتمع المدني مدعو لتوضيح كل هذا الغموض . و كعادتها دعت أرملة الشهيد بلعيد إلى كشف قتلة الشهداء والبت نهائيا في قضايا جرحى الثورة لان الإنتخابات تتطلب مناخا ديمقراطيا لن يتحقق إلا بمعالجة هذه القضايا .و اختتمت الخلفاوي كلمتها بدعوة كل النساء إلى «الوقوف لتونس». و في نفس السياق بينت بسمة السوداني رئيسة رابطات الناخبات التونسيات انه من حق المرأة أن تضمن حق التناصف الأفقي والعمودي في الإنتخابات القادمة وذلك من خلال التنصيص على هذا الأمر في القانون الإنتخابي الجديد .و بينت أن هذا الأمر سيضمن للمرأة التواجد في مراكز القرار .و أكدت أن الرابطة التي تترأسها تعمل على تثقيف النساء في مجال الإنتخابات بكامل تراب الجمهورية . و تساءلت السيدة منية العابد محامية لدى التعقيب وعضوة سابقة بالهيئة العليا المستقلة للإنتخابات عن مدى نجاح العملية الانتخابية في اتخاذ تدابير وآليات جديدة لتذليل الفوارق القائمة بين الرجال والنساء في جميع المحطات الانتخابية انطلاقا من عملية التسجيل ومرورا بعملية الترشح والحملة الانتخابية ووصولا إلى يوم الصمت والاقتراع وأخيرا الى عملية الاعلان عن النتائج والنزاع الانتخابي. و شكرت المحامية مجهودات الهيئة العلية المستقلة للانتخابات التي حاولت في بعض المحطات الالتزام باعتماد مبدإ التناصف من خلال تعيين عضوات في الهيئات والفروع والمكاتب والإطارات الإدارية. مشيرة الى انها تبقى محاولات محدودة وغير كافية على حد قولها باعتبار الصعوبات التي تخللتها وأهمها غياب الثقافة الانتخابية وتهميش دور النساء في المشاركة السياسية وضعف الوعي بأهمية إيجاد التدابير اللازمة للارتقاء ولتفعيل دور التناصف في جميع المجالات المتعلقة بالعملية الإنتخابية. و بينت المحامية أن الإحصائيات أثبتت نسبا متفاوتة وغير مطابقة لمبدإ التناصف من خلال القائمات الإنتخابية التي اعتمدت بالأساس على اختيار رؤساء القائمات من الرجال دون النساء.و بينت منية العابد أن مراقبة الحملة الإنتخابية إعلاميا أكدت تبجيل الرجال المترشحين على حساب النساء في المنابر والحوارات التلفزية والإذاعية والصحف المكتوبة .و انتهت إلى القول بأنه لم يتم إعتماد مقاربة النوع الإجتماعي بصفة مدروسة وانه كانت هناك بعض المحاولات بصفة عفوية . و شهد هذا الملتقى تكريم كل من بسمة الخلفاوي ومباركة البراهمي ونائلة شعبان من خلال إهداء باقة ورد لكل واحدة منهن. ريم بوقرة