دخلت الرابطة المحترفة الأولى منعرجها الأخير بعد أن طوى الموسم 20 جولة بالتمام والكمال ولم يبق من عمر البطولة إلاّ عشر مواجهات فقط.. ولئن بدأت الرؤية تتّضح شيئا فشيئا بشأن الفرق التي تلعب من أجل التتويج بعد أن تحسّس الترجي الرياضي طريق القمة منذ الجولة الخامسة عشرة واستحوذ على المرتبة الأولى بفارق 6 نقاط عن ملاحقه النادي الصفاقسي الذي تجاوز النادي الإفريقي بفضل نقاط «الكناس» الثلاث التي سُحبت من النجم الساحلي فإن الضباب لم ينقشع بعد في خصوص الفرق التي تلعب من أجل تفادي النزول فحسابيّا مازالت 9 فرق مهدّدة بالنزول إلى «الشرفيّ» بداية من قوافل قفصة صاحب المرتبة 8 مرورا بحمام الأنف والمنستيري ونجم المتلوي والقيروان وتوزر وباجة وقرمبالية وأخيرا متذيّل الترتيب الملعب التونسي. ولأنّ وضعية الفرق المهدّدة بالنزول تشغل بال جماهيرها ومسؤوليها فإنها باتت مادة مطلوبة تستهلكها البرامج الرياضية على اختلافها. والملاحظ أن أغلب البرامج التلفزية والإذاعية في تناولها لموضوع فرق النزول «تميح مع رياح» فريق «البايات» فيصرّ الضيوف أو المحلّلون على أنّ نزول «البقلاوة» إلى القسم الشرفي سيكون «حرام» من منطلق أن هذا الفريق عريق ولم ينزل من قبل إلى «الثانية»، وكأنّ نزول أيّ فريق آخر من فرق النخبة لهذا الموسم «حلال». ولئن نتفهّم تعصّب جماهير باردو وانتصارها للحمراء والخضراء من أجل بقائها ضمن الكبار، فإنّنا نعيب انحياز ضيوف «البلاتوهات» والمساحات الرياضية لفريق دون آخر خاصة أنّ بعض الفرق التي تلعب من أجل تفادي النزول مثلت علامة مضيئة في بطولة هذا الموسم كفرق جريدة توزر ونجم المتلوي وقوافل قفصة الذين أبلوا البلاء الحسن في بعض المباريات ولعبوا الندّ للندّ للإفريقي والترجي والصفاقسي والنجم. ومثلما وردت تصريحات عن البعض تقول إنه من العيب أن «تسقط» «البقلاوة» إلى الشرفي، نهمس في آذان هؤلاء بلطف ونقول إنه من العيب أيضا أن نميّز فريقا على حساب آخر ونحابي فريق «البايات» أكثر من اللزوم. عشر جولات مازالت من عمر البطولة لنتركها تُلعب على أرضية الميدان ومن يستحق البقاء سيبقى ومن لم يسعفه الحظ ونزل إلى الدرجة الثانية ما عليه إلاّ أن يعمل جاهدا من أجل العودة إلى النخبة.