اعتبر مصطفى بن جعفر رئيس المجلس الوطني التأسيسي خلال افتتاحه أمس بصفاقس لملتقى حول «النقل واللوجستية في ولاية صفاقس» ان قطاع النقل في بلادنا مازال قطاعا مشلولا بالمقارنة مع ما هو موجود في الدول المتقدمة. ولفت الى ان من اسباب ذلك عدم مواكبة الانجاز وتنفيذ المشاريع المبرمجة للقوانين والمنظومة التشريعية التي تنظم قطاع النقل الى جانب التهميش الذي عرفه هذا القطاع في عديد ولايات الجمهورية ومنها صفاقس عاصمة الجنوب التي تعتبر مدينة مظلومة باعتبار واقع قطاع النقل بها والذي لا ينسجم مع دورها ومكانتها وما تزخر به من امكانيات اقتصادية ومن طاقات وقدرات بشرية على حدّ تعبيره. وفي سياق متصل بالتنمية الجهوية قال مصطفى بن جعفر ان الدستور الجديد الذي تمت المصادقة عليه افرد بابا للسلطة المحلية وهو بذلك يعتبر فاتحة امل امام الجهات التي تعيش الحرمان والتهميش لكي يتم الاعتناء بها وتمكينها من موارد ذاتية تساعدها على تحقيق النمو والتقدم وتنفيذ المشاريع والبرامج بما فيها تلك التي تتصل بالنقل واللوجستية والتي بقيت الى حد الآن حبرا على ورق واعتبر ان من شأن دفع عجلة التنمية الجهوية ان يقطع مع البيروقراطية والروتين الاداري والمركزية. وأشار بن جعفر الى ان بلادنا تتمتع على الصعيد الدولي رغم ما تعيشه حاليا من مشاكل واشكاليات بمكانة كبيرة واعجاب بتجربة الانتقال الديمقراطي فيها وقدرتها على تجاوز عديد المطبات التي تلاحق الدول التي تشهد ثورات والتي كانت تحت نير الاستبداد. من جانبه تحدّث وزير النقل شهاب بن احمد عن استراتيجية جديدة لوزارته تهدف وفق تعبيره الى العمل على رفع التحديات التي تفرضها الملفات العاجلة وقال ان هذه الاستراتيجية تقوم على 5 محاور كبرى تتمثل اساسا في تأمين لوجستية ناجعة للتجارة الخارجية وحوكمة الصفقات العمومية والتسريع بانطلاق المشاريع الهيكلية والشروع في اعادة هيكلة المؤسسة العمومية التي تعيش صعوبات مالية وتوفير الامن الشامل لقطاع النقل وتطوير الحوار الاجتماعي صلب القطاع. كما دعا وزير النقل الى بعث قطب مختص في مجال اللوجستية بصفاقس يجمع بين المتدخلين والفاعلين العموميين والخواص. وقد انتظم ملتقى اللوجستية بولاية صفاقس من طرف جمعية بيت الخبرة وجمعية التنمية المستديمة لصفاقس والتنمية المتضامنة بصفاقس وفرع المعهد العربي لرؤساء المؤسسات بصفاقس وتناول الملتقى مناقشة مقترحات لجان وورشات عمل انتظمت على امتداد سنة ونصف حول قطاع النقل في صفاقس برا وبحرا وجوا واشكالياته التي شخصها عبد المجيد خماخم رئيس جمعية التنمية المستديمة بصفاقس في مداخلته الافتتاحية في عديد النقاط ومنها تاثيرات سياسة التهميش والاقصاء التي عرفتها صفاقس مما ادى الى تقهقر دورها وطنيا وتعطل انجاز عديد المشاريع التي بقيت حبرا على ورق او في رفوف النسيان ومنها توسعة وتطوير الميناء التجاري ومشروع المترو الخفيف لدعم النقل الحضري والنهوض به وتنظيم الحركة المرورية وايضا القسط الثاني من مشروع «تابرورة» وتطوير مطار صفاقسطينة وإحداث ميناء ترفيهي وسياحي بمنطقة شاطئ القراقنة قديما.