قال «سامي مهنّي» رئيس جمعية «حوتيات» ل«التونسية» انّ ظهور بعض الأسماك من نوع «البالان» على سواحلنا يعود الى انّ هذه النوعية من الأسماك والتي تعيش في شمال البحر الأبيض المتوسط وخصوصا في سواحل إيطاليا تهجر في أواخر الشتاء وبداية فصل الربيع بحثا عن طعامها والمتكون أساسا من جراد البحر ولكنها قد تضلّ الطريق بعد تعرّضها لإصابة ما. وكشف مهنّي ان قدوم هذا النوع من الأسماك إلى سواحلنا يعود الى عدة أسباب منها حركية السفن حيث عادة ما يتم العثور على أسماك من نوع «البالان» مصابة وأخرى قد تصاب بفيروس نتيجة التلّوث الكيميائي، مضيفا انّ معهد «صلامبو» لعلوم وتكنولوجيا البحار إنطلق في دراسة بعض العينات للوقوف بدقة على أسباب نفوقها. وأكدّ «مهنّي» انّ أكياسا بلاستيكية ترافق أحيانا كميات المياه التي تدخل إلى أمعاء هذا النوع من الأسماك مما يسبب موتها. وحول سمك «البالان» الذي عثر عليه مؤخرا في «سيدي بوسعيد» قال «مهنّي» إن طول هذا السمك يبلغ 15 مترا ويزن تقريبا 30 طنا وقد عثر عليه في الشباك، وأكدّ انه لم تكن لدى البحّارة فكرة عن كيفية التعامل مع هذا الحوت وانه كان من الأجدر الإتصال بالمصالح المعنية لنقله وليس جلب مركب صيد كبير ونقله. وأكدّ ان بلادنا كانت قد وقّعت على اتفاقيات لحماية الأصناف البحرية التي يتم العثور عليها. وحول الكميات الكبيرة من الأسماك التي نفقت في شاطئ سليمان، قال مهنّي ان أغلبها من نوع «البوري» وأضاف انّ الغريب في الأمر انه لا يوجد إرتفاع كبير في درجات الحرارة أو ركود مياه مما قد يتسبب في نقص الأوكسيجين مشيرا إلى انّ مثل هذه الأشياء تحدث عادة في فصل الصيف، ورجحّ أن يكون التلوث هو السبب الرئيسي لنفوق هذه الأسماك. وردّا على أسباب نفوق كميات كبيرة من «الحرّيقة» في شاطئ «رأس الجبل» بولاية بنزرت، قال مهنّي ان السبب قد يعود للتغيرات المناخية والتلوث البحري، واعتبر انّ ظهور»الحرّيقة» عادة ما يكون في أواخر فصل الصيف وأكدّ انها تتّغذى من السمك الصغير وبالتّالي قد تشكلّ خطرا على الثروة السمكية. وكشف انّ التغيرات المناخية قد تساعد «الحرّيقة» على التكاثر. وطالب محدثنا بضرورة نشر المعاهد التي تعنى بالبحوث كل النتائج التي تتحصل عليها للإطلاع عليها ومعرفة الأسباب بدقة، وقال انّ هذه الظواهر موجودة ولا يجب ان نستغرب من ظهور البعض منها، ملاحظا ان إهتمامنا بها يعود الى سرعة انتشار المعلومات ودقة الملاحظات . وأضاف مهنّي انه لوحظ في السنوات الأخيرة اضطراب في الفصول، وكشف انّ هذا الأمر له تأثير كبير على تكاثر الأسماك وخصوصا «الغزال» الذي تقلّص انتاجه كثيرا، وكذلك سمك «السردينة» وقال انّ «السردينة» بدأت تتقلّص في السنوات الأخيرة، وأكدّ انّها سرعان ما تتأثرّ بالاضطرابات المناخية وخصوصا بتغير درجات الحرارة وكشف انّ هذا الأمر يؤثرّ على تكاثرها وعلى مكان تواجدها. واعتبر ان الصيد العشوائي وكثرة الدخلاء وراء الإضرار بالثروة السمكية، وقال انه يجب تطبيق القانون والتضييق على الدخلاء والمحافظة على المخزونات وإلاّ فإنه وفي حدود سنة 2050 ستتقلّص كميات السمك بنسق كبير وربما ساعتها لن نجد ثروة سمكية في البحر؟. وأكد مهنّي ان الإنطباع السائد هو انّ القطاع أصبح في يد مجموعة «مافيوزية» تتحكم في ثروات البحر.