المعروف عن سكان الساحل التونسي من بنزرت الى جرجيس كلفهم بالبحر وبمنتوج البحر اذ كان السمك من العادات الغذائية الايجابية وقل ان تجد عائلة لا تستهلك هذه المادة الحيوية والهامة ثلاث او اربع مرات في الاسبوع ان لم نقل كامل ايامه نطرا لقيمته الغذائية العالية ولخلوه من الانعكاسات السلبية على صحة الانسان خاصة قبل انتشار التلوث في بعض البحار. وطبعا يختلف اقبال المواطنين على الاسماك كل حسب امكانياته فهناك الشعبية في متناول الجميع وهناك الاسماك باهضة الثمن التي تظل حكرا على اصحاب الامكانيات الكبيرة.. غير ان هذه العادة تراجعت كثيرا وبات الاقبال على الاسماك محدود بسبب ارتفاع اثمانه التي تبلغ احيانا ارقاما قياسية ومهولة تصل احيانا 30 دينارا للكيلوغرام الواحد وثانيا بسبب عزوف البعض ولا سيما اهالي المناطق الأكثر ملوحة كصفاقس مثلا عن هذه المادة وعدم الاكثار منها وازدادت الاسعار ارتفاعا في الفترة الماضية بسبب قلة العرض رغم دخول كميات هامة من القطر الليبي الشقيق كالمناني والسردينة والبوقة والقطوس. استنزاف الثروة السمكية وما زاد الطين بلة هو عدم فرض الراحة البيولوجية الكافية حتى يتسنى للاسماك المبيض من ناحية وحتى يتسنى للجيل الصغير النمو كما ينبغي فضلا عن الصعيد العشوائي وعدم اتخاذ الاجراءات اللازمة مع الجميع. فالخبراء يؤكدون ان الراحة البيولوجية يجب ان تمتد من 1 جويلية الى 15 سبتمبر ولكن الذي يجري حاليا انها تمتد من 15 جويلية الى 31 أوت اي انها اقل بشهر عن المعدل والوقت اللازم للتكاثر والنمو. وقد ادى هذا الى انقراض واضح نخشى ان يكون كليا لعدة انواع كالغزال والقشاش والسردوك وغيرها.. لذا لا بد من تطبيق الراحة البيولوجية وفق المقاييس العلمية والتصدي للصيد العشوائي حتى تعود الثروة السمكية بالحجم الكافي وحتى تستغل هذه الثروة كما ينبغي.