من الملفات ذات الأولوية على طاولة وزير الثقافة مراد الصقلي ومن الشواغل الحارقة لأهل الثقافة والإبداع في تونس مسألة تفعيل حقوق الملكية الأدبية والفنية. وفي هذا الإطار تنظّم من 24 الى 29 من مارس الجاري المؤسّسة التّونسيّة لحقوق المؤلّف والحقوق المجاورة الأيام التحسيسيّة لنشر ثقافة الملكية الأدبيّة والفنية وذلك بأحد نزل العاصمة بمشاركة مختصين وخبراء في المجال وبحضور أهل الفن والإبداع ... وقد نص الفصل 41 من الدستور الجديد على أن الملكية الفكرية مضمونة. وبدورها تملك مؤسسة حقوق التأليف والحقوق المجاورة ترسانة من القوانين الضامنة للحقوق المعنوية والمادية لكل مبدع ...إلا أن تطبيقها ظل قاصرا ودون المطلوب. وفي هذا السياق أقر مدير هذه المؤسسة يوسف بن ابراهيم في حديث ل«التونسية» بأن تطبيق القوانين المذكورة ليس مفعلا على أحسن وجه في البلاد التونسية مقارنة بالبلدان الأجنبية ! ومضة تحسيسية تلفزية وشدد يوسف بن ابراهيم على أن تنظيم الأيام التّحسيسيّة لنشر ثقافة الملكيّة الأدبيّة والفنّية على المستويين الوطني والجهوي يمثل الأرضية الأساسية والقاعدة الصلبة لانطلاق تنفيذ خطة عمل متكاملة ومتدرجة في مراحلها تنطلق من التحسيس إلى الزجر وتطبيق القانون . ولخص بن إبراهيم أهداف الأيام التحسيسية حول حقوق الملكية الأدبية والفكرية في ترسيخ الوعي لدى المجتمع بأهمية هذه الحقوق في حماية الفنان والمبدع ثقافيا واقتصاديا واجتماعيا ... وأيضا في إثراء برنامج عمل المؤسسة في المجال على ضوء ما سيصدر من ملاحظات ومقترحات من قبل أصحاب الشأن وأهل الاختصاص والخبراء ... وكشف أن مؤسسة حقوق التأليف بصدد النظر مع القنوات التلفزية من أجل بث ومضة إشهارية حول احترام حقوق الملكية الأدبية والفكرية . التحسيس ليس تنظيرا وبخصوص مدى تطبيق حقوق الملكية الأدبية والفكرية, أوضح مدير مؤسسة حقوق التأليف أنه باستثناء عدد قليل من التلفزات والإذاعات فإن عديد المؤسسات والمهرجانات والوزارات ...تستغل الإنتاجات الموسيقية مجانا ودون دفع ما عليها من مقابل! وأكد بن إبراهيم أن التحسيس ليس تنظيرا بل مدخلا هاما وضروريا نحو التطبيق قائلا: «نحن لا نعمل في المطلق بل وفق آجال مضبوطة ومؤشرات قابلة للمتابعة ...».