نفذ انصار حركة «النهضة» وعدد من المصريين المقيمين بتونس وبعض الوجوه الحقوقية وبعض الجمعيات التونسية وقفة احتجاجية أمام مقر السفارة المصرية بتونس تنديدا بأحكام الاعدام الصادرة عن القضاء المصري في حق 529 من جماعة الاخوان المسلمين. ورفع المحتجون شعارات من ابرزها «طرد السفير واجب» وارحل «يا سيسي مرسي رئيسي» و«الانقلاب هو الارهاب» للتنديد بالحكم ومطالبة المجتمع الأممي بالتدخل لوقف «المجزرة الجماعية» التي ترتكب في حق الديمقراطية وفي حق الشعب المصري. وشهدت الوقفة حضور وجوه بارزة لبعض قياديي حركة «النهضة» للمطالبة بالغاء حكم الاعدام. محمد بن سالم وزير الفلاحة السابق والقيادي بالحركة أدان بشدة هذا الحكم وعبّر عن تضامنه مع الشعب المصري الذي قاوم الانقلاب العسكري وقاوم هذه السلطة «الغاشمة» في مصر حسب قوله. وأكد بن سالم ان هذه الإعدامات ب«الجملة» غير مسبوقة في التاريخ على الاطلاق مؤكدا ان النظام النازي الدكتاتوري ذاته لم يحكم في جلسة واحدة على 529 شخصا بالاعدام. وتابع الحديث موضحا ان هذا الحكم يدخل في كتاب «غينيس» للارقام القياسية «لكنه رقم مخز جدا». مناوشات... وشهدت الوقفة الاحتجاجية مناوشات بين عدد من المحتجين ومنظمي الوقفة المنتمين للقطب المدني للتنمية وحقوق الانسان بسبب الاختلاف في الآراء والافكار وبسبب رفع شعارات «رابعة» للابتعاد عن كلّ ماهو سياسي وهو ما أكده شادي عوني مكلف بالعلاقات العامة بالقطب المدني الذي يضم حوالي 200 جمعية حقوقية تنموية. وأضاف محدثنا ان عديد الوجوه المدعوة على غرار الحقوقية بشرى بلحاج حميدة وآمنة قلالي والحقوقي زهير مخلوف كان يفترض ان تكون حاضرة ومتواجدة خلال هذه الوقفة الا ان المطالب والاهداف مختلفة ومتباينة. وعبر عن استغرابه للاحكام «الجائرة» بالاعدام التي أصدرتها محكمة الجنايات المصرية في حق 529 مواطنا مصريا في سابقة خطيرة لم يشهد التاريخ المعاصر مثيلا لها حسب تعبيره. وأضاف ان هذه المحاكمة لم تتوفر فيها ادنى شروط المحاكمة العادلة والضامنة لحقوق الانسان الاساسية. وادان احكام الاعدام الجماعية التي تتعارض مع المواثيق والقوانين الدولية ورفض الاعتداء «الصارخ» على الحق في الحياة وفي حرية التعبير وحق الانسان في الرفض والاحتجاج. ودعا القضاء المصري الى مراجعة هذه الاحكام الجائرة وتوفير ظروف المحاكمة العادلة والى وقف كل اشكال الاعتداء على حقوق الانسان. وكل المنظمات الوطنية والدولية لادانة هذه الاحكام والتصدي إليها والحيلولة دون وقوع هذه الجريمة ضد الانسانية حسب تقديره. «لا مبدأ للعلمانيين» عادل العلمي رئيس الجمعية الوسطية للتوعية والاصلاح عبّر خلال هذه الوقفة الاحتجاجية عن تضامنه ومساندته للشعب المصري موجها رسالة إلى الحقوقيين «الذين يدّعون الدفاع عن حقوق الانسان» حسب تعبيره انه عندما تكون الامور واضحة وجلية ينسلخون عن مبادئهم ويختفون عن الانظار. وأوضح ان هذا الحكم يعد اجراما بكل المقاييس في حق الانسانية بأداة أخرى ألا وهي القضاء حسب قوله. وأكد انه لا مبدأ للشق العلماني والحداثي في تونس حسب تعبيره . من جانبه أشار زياد بومخلي عضو بمجلس شورى «النهضة» الى ان الانقلاب المصري آيل إلى الزوال لا محالة.وادان ما يحصل في مصر من قمع واستبداد وسفك الدماء من طرف العسكر. وقال ان هذه الوقفة الاحتجاجية دعت اليها جهات متعددة نافيا ان تكون جماعة «أنصار الشريعة» منظمة لها حسب مايروج في بعض صفحات الفايسبوك. وأضاف ان حركة «النهضة» لا تشارك هذا التنظيم في تظاهرات من هذا القبيل. وشهدت هذه الوقفة الاحتجاجية تعزيزات امنية مشددة تفاديا لبعض الاحتكاكات وتجنبا لاندلاع الفوضى امام السفارة المصرية. مروى الساحلي