مع عودة التحكيم الأجنبي.. تعيينات حكام الجولة 5 "بلاي أوف" الرابطة الاولى    استقالة متحدثة من الخارجية الأميركية احتجاجا على حرب غزة    الرابطة الأولى.. تعيينات حكام مباريات الجولة الأولى إياب لمرحلة "بلاي آوت"    ماذا في لقاء سعيد برئيسة اللجنة الوطنية الصلح الجزائي..؟    أخبار المال والأعمال    سليانة .. رئس الاتحاد الجهوي للفلاحة ...الثروة الغابية تقضي على البطالة وتجلب العملة الصعبة    وزير السّياحة: تشجيع الاستثمار و دفع نسق إحداث المشاريع الكبرى في المجال السّياحي    «الشروق» ترصد فاجعة قُبالة سواحل المنستير والمهدية انتشال 5 جُثث، إنقاذ 5 بحّارة والبحث عن مفقود    تنزانيا.. مقتل 155 شخصا في فيضانات ناتجة عن ظاهرة "إل نينيو"    زيتونة.. لهذه الاسباب تم التحري مع الممثل القانوني لإذاعة ومقدمة برنامج    لدى لقائه فتحي النوري.. سعيد يؤكد ان معاملاتنا مع المؤسسات المالية العالمية لابد ان يتنزل في اختياراتنا الوطنية    اليابان تُجْهِزُ على حلم قطر في بلوغ أولمبياد باريس    سوسة.. دعوة المتضررين من عمليات "براكاجات" الى التوجه لإقليم الأمن للتعرّف على المعتدين    إثر الضجة التي أثارها توزيع كتيّب «سين وجيم الجنسانية» .. المنظمات الدولية همّها المثلية الجنسية لا القضايا الإنسانية    منبر الجمعة .. التراحم أمر رباني... من أجل التضامن الإنساني    خطبة الجمعة .. أخطار التحرش والاغتصاب على الفرد والمجتمع    حركة النهضة تصدر بيان هام..    بالثقافة والفن والرياضة والجامعة...التطبيع... استعمار ناعم    أولا وأخيرا...هم أزرق غامق    تراجع الاستثمارات المصرح بها في القطاع الصناعي    جندوبة.. المجلس الجهوي للسياحة يقر جملة من الإجراءات    منوبة.. الإطاحة بمجرم خطير حَوّلَ وجهة انثى بالقوة    برنامج الجولة الأولى إياب لبطولة الرابطة الاولى لمحموعة التتويج    اقتحام منزل وإطلاق النار على سكّانه في زرمدين: القبض على الفاعل الرئيسي    قبلي: السيطرة على حريق نشب بمقر مؤسسة لتكييف وتعليب التمور    الفنان رشيد الرحموني ضيف الملتقى الثاني للكاريكاتير بالقلعة الكبرى    من بينهم أجنبي: تفكيك شبكتين لترويج المخدرات وايقاف 11 شخص في هذه الجهة    البطلة التونسية أميمة البديوي تحرز الذهب في مصر    مارث: افتتاح ملتقى مارث الدولي للفنون التشكيلية    تحذير من هذه المادة الخطيرة التي تستخدم في صناعة المشروبات الغازية    وزيرة التربية : يجب وضع إستراتيجية ناجعة لتأمين الامتحانات الوطنية    وزارة التعليم العالي: تونس تحتل المرتبة الثانية عربيًّا من حيث عدد الباحثين    سليانة: أسعار الأضاحي بين 800 دينار إلى 1100 دينار    الرئيس الفرنسي : '' أوروبا اليوم فانية و قد تموت ''    تتويج السينما التونسية في 3 مناسبات في مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة    جريمة شنيعة: يختطف طفلة ال10 أشهر ويغتصبها ثم يقتلها..تفاصيل صادمة!!    قبلي : اختتام الدورة الأولى لمهرجان المسرحي الصغير    باجة: تهاطل الامطار وانخفاض درجات الحرارة سيحسن وضع 30 بالمائة من مساحات الحبوب    وزير الشباب والرياضة يستقبل اعضاء فريق مولدية بوسالم    الڨصرين: حجز كمية من المخدرات والإحتفاظ ب 4 أشخاص    قيس سعيّد يتسلّم أوراق اعتماد عبد العزيز محمد عبد الله العيد، سفير البحرين    الحمامات: وفاة شخص في اصطدام سيّارة بدرّاجة ناريّة    التونسي يُبذّر يوميا 12بالمئة من ميزانية غذائه..خبير يوضح    أبرز اهتمامات الصحف التونسية ليوم الخميس 25 أفريل 2024    سفينة حربية يونانية تعترض سبيل طائرتين مسيرتين للحوثيين في البحر الأحمر..#خبر_عاجل    بطولة مدريد للماسترز: اليابانية أوساكا تحقق فوزها الأول على الملاعب الترابية منذ 2022    كاس رابطة ابطال افريقيا (اياب نصف النهائي- صان داونز -الترجي الرياضي) : الترجي على مرمى 90 دقيقة من النهائي    هام/ بشرى سارة للمواطنين..    لا ترميه ... فوائد مدهشة ''لقشور'' البيض    أكثر من نصف سكان العالم معرضون لأمراض ينقلها البعوض    الجزائر: هزة أرضية في تيزي وزو    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    تونس: نحو إدراج تلاقيح جديدة    هوليوود للفيلم العربي : ظافر العابدين يتحصل على جائزتيْن عن فيلمه '' إلى ابني''    في أول مقابلة لها بعد تشخيص إصابتها به: سيلين ديون تتحدث عن مرضها    دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت    ألفة يوسف : إن غدا لناظره قريب...والعدل أساس العمران...وقد خاب من حمل ظلما    خالد الرجبي مؤسس tunisie booking في ذمة الله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سمير فريد( رئيس مهرجان القاهرة السينمائي) في أوّل حوار مع صحيفة تونسية:حتى هتلر وصل إلى الحكم بإرادة الناخبين
نشر في التونسية يوم 29 - 03 - 2014

العرب أمام خيارين: الفوضى الخلاّقة أو الفوضى القاتلة
بورقيبة قال لي: « أنا من حرّر تونس من مصر عبد الناصر والحق يحتاج إلى قوّة حتى ينتصر»
الإمارات العربيّة تقود قاطرة الحداثة في الخليج
حسنين هيكل باع الحرية سنة 1952
لا قيمة للوطن عند « الإخوان» وهم سرقوا الحريّة التي جاءت بها « ثورة 25 يناير»
الجيش يحكم مصر منذ 1952 و«ثورة يناير» قامت ضدّ الحكم الديني والعسكري معا
حوّلت مهرجان القاهرة السينمائي إلى مؤسسة بعدما كان رئيسه «حاطّو في جيبو وماشي»
«قرطاج» كان الطريق إلى السينما العربية والافريقية
حاوره : محمد بوغلاّب
بمناسبة إنعقاد دورته العاشرة في ديسمبر من العام الماضي، منح مهرجان دبي السينمائي –أعرق المهرجانات السينمائية في منطقة الخليج العربي- جائزة تكريم الفنانين للناقد المصري سمير فريد رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الذي يعد عميد النقاد السينمائيين العرب .
درس فريد مادة الفكر المعاصر في كلية الإعلام بجامعة القاهرة 1980، ومادة السينما المعاصرة في قسم الدراسات العليا بمعهد السينما 1991، ألّف أكثر من 53 كتاباً عن مواضيع مختلفة حول السينما المصرية والعربية والعالمية منذ عام 1966، كما أصدر 12 كتاباً عن السينما العربية، وثلاثة كتب عن الصراع العربي الصهيوني في السينما، وعن السينما الصهيونية، وسينما الأرض المحتلة، كما ألف أكثر من عشرة كتب عن السينما الأوروبية والأمريكية، اتجاهاتها ومخرجيها وأدبائها، وأصدر أربعة معاجم عن سينما دول الاتحاد الأوروبي، عن تاريخها ومخرجيها وتياراتها ومؤسساتها السينمائية. وأصدر أربع مجلات سينمائية عربية وعالمية، وشارك في 48 ندوة ومحاضرة، وأعدّ برامج سينمائية في أكثر من 12 مهرجاناً، وشارك في لجان تحكيم في أكثر من 15 مهرجاناً مصرياً وعربياً ودولياً.
نشر مقالاته ودراساته في أكثر من 106 صحف ومجلات عربية وعالمية، واشترك في 27 كتاباً جماعياً باللغات العربية والفرنسية والإيطالية والهولندية واليابانية، صدرت في مصر وليبيا وإيطاليا وفرنسا وهولندا وكندا وقبرص واليابان. واختير عضواً في اللجنة الدولية لكتابة تاريخ السينما في هيئة الأمم المتحدة 1980، وفاز كأول ناقد عربي بميدالية مهرجان «كان» الذهبية بمناسبة الدورة الأخيرة في القرن العشرين في عام 2000. وفي عام 2012 فاز بجائزة «إنجاز العمر في الكتابة عن السينما» في مهرجان سينما الآسيوية والعربية في الهند.
لم يكن لقاء سمير فريد أمرا صعبا بالنسبة إليّ فقد عرفت الرجل في مهرجان «كان « وتوطدت صلاتي به في دورات سابقة من مهرجان دبي السينمائي وحدثني كيف تفطن منتصف التسعينات إلى تفتيش حقائبه في غرفته بالفندق بالعاصمة التونسية خلال أيام قرطاج السينمائية. أدرك سمير فريد يومها أنه أصبح شخصا غير مرغوب فيه فجمع أدباشه وغادر تونس ، ولكن الرجل لم يخلط بين تصرف أرعن صادر عن نظام بوليسي مذعور وبين تونس التي نظمت أول مهرجان سينمائي عربي وإفريقي منتصف الستينات من القرن الماضي ...
حين تسلم سمير فريد جائزة مهرجان دبي كان قد إحتفل قبل أيام بعيد ميلاده السبعين، ومازال «فريد» قلما ناقدا محافظا على فتوته رغم طول السنين .
في ما يلي حوار «التونسية» مع الرجل وهو أول حوار والوحيد إلى اليوم الذي يجريه سمير فريد مع صحيفة تونسية منذ تعيينه رئيسا لمهرجان القاهرة ...
هل ينبغي على الناقد العربي ان يبلغ السبعين ليتم تكريمه في مهرجان عربي؟
بالطبع لا ، أعتقد أن الخمسين كافية ، كان يمكن أن تكون أفضل من السبعين لكن الأشياء تأتي عندما تأتي
حتى إن جاءت متأخرة؟
التكريم لم يأت متأخرا ولكنه كان مفاجئا، ليس من عاداتنا أن يكرم النقاد بهذه الجائزة من مهرجان دبي، انا سبق أن كرمت سنة 1992 في تونس من جمعية نقاد السينما، كان تكريما كبيرا جدا ، ولكني اليوم سعيد بأن مهرجانا دوليا كبيرا مثل دبي يعترف بالنقد السينمائي.
كيف قرأت منحك جائزة مهرجان دبي، هل هي تتويج لمسيرة طويلة تقارب على الإنتهاء أم دفع للمواصلة والاستمرار؟
هي أكيد تشجيع على المواصلة، هي جائزة للمهنة ممثلة في شخصي، لم يكن تكريمي في تونس مفاجأة كبيرة بحكم تاريخها السينمائي وبحكم أشياء كثيرة، تونس هي تونس ، لكن ان يأتي التكريم من مهرجان مثل دبي فذلك يعكس ما أنا متابع له منذ عشر سنوات ويمكنني القول بلا تردد إن الإمارات العربية المتحدة تقود الحداثة في منطقة الخليج العربي كله، والسينما في تقديري وتقدير كل من يعرف السينما اكبر رموز الحداثة لأن السينما لها معان اجتماعية وحضارية، السينما معناها أن هناك صراعا دراميا بين الرجال والنساء لأنه لا وجود لسينما رجالية بلا نساء فأن توجد سينما في منطقة الخليج العربي معناها الاعتراف بالمرأة على الشاشة، الأهم من ذلك وجود سينما في الخليج معناه أن شعوب المنطقة قادرة على أن ترى عيوبها على الشاشة لأن الدراما لا يمكن ان تكون بين مجموعة أخيار، «لازم فيه » أخيار وأشرار، فالسينما تقدمت في مصر بعد سنة 1923 والحصول على الاستقلال السياسي وصياغة الدستور. ففي اعتقادي حين شعر المصريون بالثقة في أنفسهم تمكنوا من صناعة السينما واصبح بوسعهم مشاهدة قاض مرتش على الشاشة وضابط بوليس مدمن بمعنى لم تعد هناك محرمات وممنوعات يخشى المجتمع ان يراها على الشاشة ، لم يخش المصريون رؤية سوءاتهم على الشاشة وعلى المسرح.
الإمارات تقود قاطرة الحداثة بهذا المعنى، بالإهتمام بالسينما، وبوجود مهرجانات سينمائية في دبي وأبو ظبي« ده معناه» شيء يهمني أنا كمصري وعربي بصراحة يهمني كمسلم فتحديث الخليج يعني ألاّ تتكرر أحداث 11 سبتمبر 2001.
لفت نظري انك تتحدث عن النقد بوصفه مهنة والحال أن النقد عند الكثيرين هواية من باب الترويح عن النفس؟
أي إنسان يشاهد فيلما بالضرورة له رأي فيه، يحب الفيلم أو يكرهه ، وان يكتب الصحفيون آراءهم في الأفلام لا يعني ذلك أنهم نقاد ، النقد مهنة بلا شك، وهي مهنة أساسية في الصناعة السينمائية تماما مثلما النقد الأدبي جزء من صناعة الأدب.
هل هي مهنة معترف بها؟
طبعا، الحقيقة أن الناقد أو الفنان يتم الاعتراف به عبر عمله لا عن طريق الآخرين، انت لا تصنع فيلما ليعترف بك غيرك، كما لا أكتب نقدا ليعترف بي الآخرون ، العمل نفسه يؤدي إلى هذا الاعتراف أو عدمه، انا لا أؤمن بالعبقرية ولكني أؤمن بالموهبة، في التعبير الفني والنقدي لا بد من وجود موهبة «دي مسألة طبيعية بتاع ربنا» ولكن الموهبة لا تكفي لازم يكون هناك مجهود كبير جدا لصقل الموهبة.
هناك من وصفك بأنك محمد حسنين هيكل السينما العربية فما هو تعليقك؟
هل هذا مدح أو ذم؟- يستغرق في الضحك- يتوقف الأمر على نظرة أصحاب هذا الرأي لهيكل، لكن انا أعتبر هيكل شخصية عظيمة في تاريخ مصر، هو بطل تراجيدي من حيث انه ينتمي لجيل الأربعينات الذي باع الحرية في سنة 1952
تتحدث عن ثورة يوليو 1952؟
أتحدث عن جيل الأربعينات الذي باع الحرية حين أيد ثورة يوليو التي قطعت طريق الديمقراطية في مصر، هذا الجيل وجد في ثورة 52 أملا في التغيير لكن عندما أيدوا إلغاء الأحزاب والديمقراطية الوليدة التي كان عمرها آنذاك ثلاثين سنة قضوا بقية حياتهم يشعرون بالذنب ويحاولون تبرير هذا الموقف بمن فيهم جمال عبد الناصر نفسه لأن عبد الناصر إبن هذا الجيل هو إبن الحرية، لما دخل جمال عبد الناصر الكلية الحربية سنة 1935 دخلها بفضل الديمقراطية لأن الكلية كانت مخصصة لأبناء الباشاوات لا لإبن وكيل مكتب بريد الخطاطبة بالصعيد ، هو إبن المرحلة الليبرالية فخيانة هذه المرحلة بدأت مجسمة في ثورة يوليو، وبدت أنها خيانة بعد هزيمة 1967 كانت النتيجة واضحة جدا الأستاذ هيكل كصحافي من أعظم الصحافيين العرب وفي العالم فهذا التشبيه يشرفني من حيث انه إهتم بالأرشيف والتوثيق وهو ما فعلته أنا. وأنا كصحفي، تلميذ صغير في مدرسة محمد حسنين هيكل .
كيف تفسر عدم حصولك على أية جائزة من جوائز الدولة المصرية؟
حتى الآن لم أرشح لأي جائزة من جوائز الدولة المصرية لأن الجهات التي ترشح لم تخترني.
التقيت بورقيبة في أيام قرطاج السينمائية سنة 1968 فماذا دار بينكما؟
هو لقاء لا ينسى على أي حال، انا كنت اقدره مثلما يقدره كل العالم كزعيم تحرر وطني في تلك الأيام كان عدد المدعوين لمهرجان قرطاج السينمائي محدودا ربما لا يتجاوز عدد كل ضيوف المهرجان الستين، كنا مدعوين لقصر قرطاج وكان الأستاذ الشاذلي القليبي والراحل الطاهر شريعة هما اللذان يقدمان الضيوف لبورقيبة ، وحين جاء دوري تم تقديمي كالآتي» سمير فريد صحفي مصري»، سلم عليّ بورقيبة بحرارة وأخبرني بأنه يريد التحدث إلي منفردا ، وبعد ان حيا جميع الضيوف جاءني الرئيس بورقيبة، هو الذي جاءني «مطرح ما أنا واقف» وسألني هل هذه أول مرة أزور فيها تونس؟ أجبت بنعم، فقال لي «شوف تونس وتجول في انهج القاهرة ومصر ومصطفى النحاس ، واضاف« أنت شاب وأريدك ان تعرف أنني انا من حرر تونس من مصر، ومصر شيء كبير، اكبر من قطع العلاقات مع عبد الناصر- كانت العلاقات الدبلوماسية أيامها مقطوعة في ما أذكر- وواصل بورقيبة حديثه إلي بحماس «عبد الناصر فاهم أن الحق ينتصر لأنه حق وهذا غير ممكن في هذا العالم ، الحق لا ينتصر لمجرد أنه حق ، الحق يحتاج قوة تساعده، الحق ينتصر بالقوة وليس لمجرد أنه حق «، حاولت تغيير الموضوع فقلت له «هل يمكن ان أبدي ملحوظة صغيرة؟ فقال تفضل فقلت: حين دخلت السينما وجدت ان هناك قانونا يمنع «قزقزة اللب» وحين جلست في أحد مقاهي شارع بورقيبة وجدت انه يمنع تناول المشروبات الغازية من الزجاجة مباشرة بل لابد من إستعمال الكأس، فهل تستحق هذه التفاصيل قوانين من الدولة او تترك لإرادة المواطنين كل يتصرف حسب رغبته ؟ رد علي الرئيس بورقيبة «عندما يلغى رجل المرور في بلد أوروبي فلأن الناس تعودوا على القانون عشرات السنين ولم يعد ضروريا وجود العون لتطبيق القانون لأن مستعملي الطريق يحترمون القانون بحكم انه سلوك فيهم، اي ان القانون عميق في حياة هؤلاء ونفس الشيء بالنسبة إلى التونسيين، الآن نحتاج إلى قوانين تمنع سلوكات معينة بعد ذلك سيمتنع التونسيون تلقائيا عن تناول «القليبات» في قاعات السينما وسيمتنعون عن تناول المشروبات مباشرة من الزجاجة» بصراحة فاجأني اهتمامه بالتفاصيل، هذه مفاهيم نفتقدها مع الأسف اليوم في كثير من بلدان عالمنا العربي.
لو توجّه لك دعوة لأيام قرطاج السينمائية فهل تقبلها؟
أقبلها بالتأكيد، يتوقف ذلك على تونس حالتها إيه؟ حتى مهرجان القاهرة لن ينتظم إلا متى توفرت ظروف ملائمة لذلك ، ظروف سياسية وحرية وظروف أمنية كل شيء يتوقف عمّا يحدث في تونس ومصر خلال الشهور القادمة.
كيف سيكون مهرجان القاهرة السينمائي بإدارتك؟؟هل ستحتذي حذو تجربة سعد الدين وهبة أو نموذج حسين فهمي؟
الحقيقة لا هذا ولا ذاك «انا مش أول مرة أتولى إدارة مهرجان القاهرة السينمائي، سنة 1985 توقف المهرجان بسبب الفشل التنظيمي والإداري فدعيت لإدارته وأنا من أتى بسعد الدين وهبة رئيسا للمهرجان، كان وقتها نقيبا للسينمائيين.
مهرجان القاهرة السينمائي بدأ بداية رائعة سنة 1976 من حيث إقبال العالم كله على المهرجان وإعترف به دوليا ، بعد الدورة الثالثة أصدر الإتحاد الدولي للمنتجين قرارا بمنع مهرجان القاهرة من تنظيم أية مسابقة ودعوة المنتجين لعدم الاشتراك فيه « كويس»؟ بسبب أخطاء تنظيمية وأخلاقية، فرئيس المهرجان كمال الملاخ رحمه الله منح نفسه جائزة وكان من حظه التعيس أن رئيس لجنة التحكيم هو الناقد الفرنسي جان لوي بوري الذي فهم من خلال الترجمة ان رئيس المهرجان منح جائزة لنفسه دون عودة للجنة التحكيم فعقد ندوة صحفية كشف فيها ما حدث وترتب عن ذلك منع المهرجان من تنظيم اية مسابقة طيلة اكثر من عشرين سنة وظل المهرجان يتراجع حتى ان وزير الثقافة منصور حسن غادر حفل افتتاح المهرجان سنة 1982 او 1983 لا أذكر وصرح «لو كان حفل زواج إبنتي بهذا المستوى ما كنت حضرته».
المهرجان أي مهرجان هو نظام ما لعرض افلام مختارة فإذا كانت الأفلام غير منتقاة وتعرض دون أي نظام فلا وجود للمهرجان» إلي حصل ان المهرجان تدهور حتى توقف ، انا اقترحت سنة 1985 ان تنظمه وزارة الثقافة بعد ان كانت تنظمه جمعية اهلية وهو ما حدث ، وكانت تلك الدورة 1985 منعرجا في تاريخ المهرجان ونجحت نجاحا كبيرا وإسترجع المهرجان الاعتراف الدولي به ، كان وزير الثقافة آنذاك أحمد هيكل ، والراحل سعد الدين وهبة كان شخصية عظيمة ولكنه لم يحضر يوما مهرجانا سينمائيا في حياته never قبل ان يصبح رئيسا لمهرجان القاهرة ولكنه تعلم بعد ذلك. حسين فهمي او عزت ابو عوف او شريف الشوباشي لم تكن لهم معرفة بالمهرجانات في العالم كيف تنتظم. شريف الشوباشي قضى عشرين سنة من حياته المهنية في مكتب الأهرام بباريس ولكنه لم يحضر ولا دورة من مهرجان «كان» حتى ان يوسف شاهين إتصل به عند عرض فيلم «المصير» سنة 1997 وقال له «ما تتنيل وتقفل المكتب إلي في باريس وتجي تشوف الفيلم بتاعي» الفرق بينهم وبين سعد وهبة انه يتعلم ويستشير الناس وعنده نوع من الكاريزما التي جعلت المهرجان يعيش سنوات من النجاح حتى وفاته سنة 1997.
هل سيكون مهرجان القاهرة السينمائي 2014 إستثنائيا بنظام ما وأفلام مختارة؟
بالضبط، أول حاجة عملتها تحويل المهرجان إلى مؤسسة لأن رئيس المهرجان« كان حاطط المهرجان في جيبه وماشي»، لو مرض الرئيس يمرض المهرجان وهذا غير معقول، لو زعل الرئيس يزعل المهرجان، حتى الذين يعملون في المهرجان يعملون بلا عقود ويتقاضون جرايات بإمضاء الرئيس في كشف حساب وكأنّ الأمر يتعلق بسوّاقين وطباخين في بيته ، لذلك طلبت من وزير الثقافة و قلت له إني اتنازل عن سلطاتي لمجلس الإدارة فانا اكتب عمودا صحفيا اطالب فيه يوميا بالحرية فكيف لي أن انتهز أول فرصة لأكون دكتاتورا « مش معقول يبقى في تناقض»، انا لا اريد ان افعل ما أشاء، ويتكون مجلس الإدارة من أربعة عشر عضوا لهم وحدهم السلطات الإدارية والمالية والفنية ويضم المجلس سبعة يمثلون مؤسسات السينما الحكومية والشعبية «دي كل جهات السينما في مصر» وسبعة مخرجين من أجيال مختلفة على صلة قوية بالمهرجانات الدولية من أمثال يسري نصر الله ، أحمد عبد الله السيد، أحمد ماهر، سعد هنداوي وتهاني راشد ومجدي مرجان...
ما هو دور هؤلاء المخرجين؟
دورهم إعداد تصور للمهرجان، أنا إقترحت لائحة جديدة للمهرجان وتصورا جديدا ، بقينا شهرين نتناقش حوله وهذا هو أسلوب العمل، لا يوجد قرار أتخذه منفردا اللائحة هي التي تقدم مفهوم المهرجان ، عايز إيه المهرجان ؟
صرح الناقد اللبناني محمد رضا بأن مهرجان دبي اليوم هو بيت السينما العربية بعد أن سقط المشعل من أيام قرطاج السينمائية وتراخى من يد مهرجان القاهرة، فكيف تعلق؟
والله السقوط والتراخي حاجات جامدة، لا ، لا، انا لا اتفق معه، بالنسبة إلى قرطاج الوضع مختلف عن مهرجان القاهرة، أيام قرطاج السينمائية مثل الأهرامات لا يمكن ان نتناقش اليوم حول قيمتها، فمهرجان قرطاج هو أول مهرجان عربي إفريقي «مش مسألة سقوط وإرتفاع» المهرجان كان له دور في تاريخ السينما العربية والإفريقية وهو دور يمكن أن يستمر ويمكن أن يتوقف حسب تطور الأوضاع في تونس، قرطاج كانت الطريق للسينما العربية والإفريقية «النهار ده الأربعين سنة التي مضت» مهرجان قرطاج هو الذي سلط الضوء على أهم السينمائيين العرب والأفارقة بلا استثناء «ولا واحد، يعني مافيش مخرج له أهمية» لم يمر من قرطاج، القاهرة مهرجان دولي وليس مهرجان السينما العربية والإفريقية، لا توجد أية مقارنة.
إسقاط نظام الإخوان هل هو استئناف المسار الثوري أم عودة العسكر إلى الحكم؟
الثورة لم تتوقف ، ثورة 25 يناير طالبت بالحرية ثم سرقت ومعها سرقت الحرية التي طالب بها المصريون من طرف الإخوان المسلمين.
الإخوان وصلوا إلى الحكم بإرادة الشعب ؟
حتى هتلر وصل إلى الحكم بإرادة الناخبين الألمان ، مسألة التصويت ليست مقياسا محددا حين إختار النمساويون اليميني المتطرف « هايدر» سنة 2002 هدد الإتحاد الأوروبي بطرد النمسا فاستقال هايدر وقال «بلدي أهم من حزبي» ووعد بعدم الترشح مستقبلا، هذه هي الوطنية، المفروض ان الوطن أولا، لكن الوطن بالنسبة للإخوان لا قيمة له بالمرة هم ينطلقون من تصور سطحي وساذج هو الأممية الإسلامية بمعنى انهم يفضلون حكم مسلم ماليزي لمصر على حكم قبطي مسيحي لمصر فهذه سطحية وسذاجة شديدة فالرسول صلى الله عليه وسلم كان يقول «مكة أحب مكان إلى قلبي» لأنها كانت وطنه، حب الوطن فطرة إنسانية فهؤلاء الناس فكرهم ضد الفطرة الإنسانية.
ماذا عن حكم الجيش لمصر؟
الجيش يحكم مصر منذ سنة 1952 حتى الآن ولم يتوقف عن حكم مصر دقيقة واحدة وثورة 25 يناير كانت ضد الحكم الديني والعسكري معا وتصوري او حلمي ألا يرشح السيسي نفسه للرئاسة ( أجري هذا الحوار قبل ترشيح السيسي نفسه للانتخابات الرئاسية في مصر ) السيسي شخصية عظيمة بلا شك وهو من اعظم الشخصيات التي عرفتها مصر وهذه العظمة مستمدة من عظمة الشعب المصري الذي رفض الحكم الديني بعد سنة واحدة فيما قبله الإيرانيون ثلاثين سنة وهو أسوأ من حكم الإخوان. فالسيسي عبر عن إرادة الشعب الذي هو إبنه، فما قام به الجيش هو دور وطني وليس سعيا للحكم لأن الجيش يحكم بالفعل منذ سنة 1952 بمعنى انه القوة الأساسية منذ عقود.اما الأوروبيون والأمريكان الرافضون لما حدث عندنا «فيخرسوا خالص» لأنه تم إنتخاب سلفادور إليندي إنتخابا حرا شفافا في الشيلي والأمريكان هم من دعم الانقلاب العسكري لبينوشي واليوم يتباكون على حكم الإخوان في مصر و«بينوشي» اعدم ثلاثين الف شخص في ليلة واحدة في ملعب سانتياغو «موش حيدونا دروس اليوم في الديمقراطية والحرية» قال نجيب محفوظ آفة حارتنا النسيان وحارتنا هي العالم وأمريكا تراهن على أننا شعوب قصيرة الذاكرة تنسى ما حدث لكن الحقيقة لا تتغير ، ما حدث في المنطقة العربية منذ 14جانفي 2011 في تونس غليان عبرت عنه كوندوليزا رايس بالفوضى الخلاقة وهي في رأيي عبقرية تلميذة عبقري هو كيسنجر، نحن نعيش هذه الفوضى الخلاقة التي تحدثت عنها «رايس» لأن الكبت الطويل يؤدي إلى الانفجار وهو إنفجار غير منظم سينتج عنه شيء، نحن أمام خيارين إما الفوضى الخلاقة او الفوضى القاتلة.
أولاد الكلب الذين تحدث عنهم شادي عبد السلام- مخرج فيلم المومياء- في رسالته إليك قبل أربعين عاما، هل مازالوا بيننا؟-عند ظهور فيلم المومياء هاجم النقاد شادي عبد السلام ولم يسانده من بينهم سوى سمير فريد؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.