*من مبعوثنا إلى دبي- مالك السعيد كرّم مهرجان دبي السينمائي في حفل افتتاح دورته العاشرة مساء الجمعة 6ديسمبر السينمائية التونسية مفيدة التلاتلي التي تم إختيار فيلمها"صمت القصور" ضمن أفضل عشرة أفلام عربية وحلّ في المرتبة الخامسة، وشمل التكريم كلاّ من السينمائي السوري محمد ملص والمصري محمد خان وأحمد بدير وعزت العلايلي ورمسيس مرزوق وطارق التلمساني ويسرا وخالد الصديق(الكويت) وكارمن لبّس(لبنان)، أي أنه من بين عشرة مكرمين من العالم العربي إختار المنظمون ستّة من مصر بين ممثلين ومخرجين ومديري تصوير(2) ومع إحترامنا لهؤلاء فإن عدم اختيار أي من سينمائيي المغرب والجزائر وفلسطين وحتى العراق يبعث على الحيرة فهل يمكن مقارنة منجز طارق التلمساني مثلا بما قدمه الجزائري مرزاق علواش للسينما العربية؟ نحن نحبّ مصر وكثير منا يعشق السينما المصرية بما في ذلك أفلام محمد سعد وأحمد السقا وحتى ثامر حسني وآخرين من نجوم هذا العصر، ولكن إلى متى نرتهن بنموذج السينما المصرية؟ وهل يعقل أن يكون عزت العلايلي المنقطع عن الشاشة الكبيرة منذ سنوات ويسرا ضيفين على مهرجان مراكش(المغرب) قبل أيام ومنها مباشرة إلى دبي ليتم تكريمهما؟ ألا يوجد في مصر غير عزت العزيز على قلوبنا والستّ يسرا التي مازالت تقاوم أثار السنين على جسدها ... وفي حفل الإفتتاح أسند مهرجان دبي جائزة تكريم إنجازات الفنانين لكل من الممثل الأمريكي مارتن شين والناقد المصري سمير فريد الذي يشغل منذ بضعة اشهر رئاسة مهرجان القاهرة السينمائي و لعلنا لا نبالغ إن قلنا إنه لا يمكن الحديث عن السينما العربية دون الإشارة إلى سمير فريد الذي إفتك لنفسه مكانا منذ منتصف الستينات وساهم في تأسيس أول مهرجان قومي للأفلام القصيرة والتسجيلية بمصر عام 1970، وكذلك المهرجان القومي للأفلام الطويلة عام 1971، وشارك في العديد من لجان التحكيم السينمائية الدولية منذ 1972، وهو عضو في “الاتحاد الدولي للصحافة السينمائية” (فيبريسكي منذ 1971) وهذه هي المرة الأولى التي يلتفت فيها مهرجان دبي لناقد سينمائي وفي ذلك إشارة لأولي الألباب ولكن يغيب عنهم الصواب ، فالمهرجانات العربية وخاصة مهرجاننا التونسي أب المهرجانات العربية والإفريقية يرى في النقاد والصحافيين المهتمين بالشأن السينمائي خصوما وأعداء فيستثنون من الدعوات ويبعدون من مواقع الإسهام في القرار إلا من رضي عنهم السيد الوزير او قريب الوزير او حامل قبقاب الوزير أو حامل السطل الذي يتوضأ منه الوزير (من لمس تشابها مع أشخاص حقيقيين يتحمل مسؤوليته) وقد صدر لسمير فريد ستون كتابا مؤلفا ومترجما وفاز بميدالية مهرجان كان الذهبية (لا صلة لها بميداليات 7نوفمبر التي تحدث عنها الكتاب الأسود الصادر عن رئاسة الجمهورية بجلالة قدرها) سنة 2000 مع عشرين صحافيا من مختلف دول العالم ونال في بلده مصر جائزة الدولة للتفوق عام 2002 هكذا هم الصحافيون والنقاد في مصر وغير مصر يكرمون بجوائز الدولة أما نحن فتدرج أسماؤنا في كتاب الرئاسة الأسود.... وبالمناسبة ننصح وزير الثقافة مهدي مبروك مادام هو على رأس الوزارة –خشية أن يأتي وزير غيره يرفض النصح – أن يصلح خطأ لا يشرف تونس في حق سمير فريد الذي قاطع أيام قرطاج السينمائية منذ تعرضت غرفته للتفتيش من طرف أياد مجهولة؟ وكنت لاقيت سمير فريد العام الماضي في دبي وسألته هل إعتذر لك أحد؟ فرد علي بأدب جمّ:وهل يعتذر المسؤولون العرب؟ فلتكن بادرة حسن نية منك السيد الوزير لتستعيد أيام قرطاج السينمائية صديقا عزيزا لتونس ...