ملعب الطيب المهيري التحكيم: سليم الجديدي تشكيلتا الفريقين النادي الصفاقسي: الجريدي – الدربالي (اللواتي)– معلول – بن صالح – بولعابي – ساسي – كمون – الحناشي – منصر(شلوف) – بن يوسف – كوياتي(سعيود) الترجي الرياضي: بن شريفية – المباركي – شمام – الذوادي – بن منصور – الراقد – المولهي – الدراجي (المحيرصي)– أفول – العكايشي – الجويني(الغرسلاوي)(المساكني) الأهداف هاريسون أفول ( دق 52) الإنذارات خالد الغرسلاوي – هاريسون أفول - خليل شمام – معز بن شريفية (الترجي الرياضي) بات الترجي الرياضي التونسي على مقربة من استعادة لقب البطولة بعد أن نجح في حسم قمة الجولة الثامنة إيابا التي جمعته عشية أمس في صفاقس بالنادي الصفاقسي لصالحه بهدف الغاني هاريسون أفول.كلاسيكو الأمس لم يف بكل وعوده من حيث الفرجة واللعب الجميل وعرف الترجي بفضل خبرة لاعبيه ودهاء مدربه الخروج بنتيجته وترفيع الفارق الذي يفصله عن وصيفه إلى تسع نقاط كاملة.في المقابل لم ينجح لاعبو ال «css» في التعامل مع ضغط المباراة وانقادوا إلى هزيمة جديدة قلصت بشكل كبير من حظوظهم في المحافظة على نسر البطولة. ضربة موجعة الدقيقة الأولى من المباراة حملت معها خبرا سيئا لعشاق الترجي الرياضي التونسي بعد أن تعرض المهاجم الشاب هيثم الجويني إلى إصابة حادة على مستوى الركبة بعد كرة مشتركة مع محمد علي منصر.ضربة موجعة أجبرت كرول على تعويضه بزميله خالد الغرسلاوي مع تغيير تكتيكي بتحويل تمركز العكايشي من لاعب رواق إلى مهاجم صريح واضطلاع الغرسلاوي بخطة مهاجم على الرواق الأيمن. سيطرة عقيمة أهمية الرهان والتأثير الكبير لنتيجة المباراة على بقية مشوار البطولة،جعلتنا نتابع بداية مباراة رتيبة وبطيئة طالت فيها فترة جس النبض من الجانبين.وبمرور الوقت ومع التغيير الاضطراري بدخول الغرسلاوي مكان الجويني المصاب والذي لخبط حسابات كرول أخذ النادي الصفاقسي الأسبقية وبدأ في فرض طريقة لعبه على المنافس الذي لم يظهر بتاتا في الهجوم واكتفى بغلق المنافذ المؤدية إلى مرمى بن شريفية.زملاء علي معلول حاولوا التنويع في عملياتهم الهجومية باعتماد التوغلات الجانبية والتي لم تكن كثيرة للأمانة وبالتسديدات من مختلف المسافات وعبر ساسي وبن يوسف وكمون ولكنها لم تكن بالجرأة الكافية لتنال من شباك منافسهم.النادي الصفاقسي كان الطرف الأفضل خلال الفترة الاولى وكسب لاعبوه جل الحوارات الثنائية مع منافسيهم ولكن اللمسة الأخيرة غابت عنهم بسبب التسرع والتمركز الجيد لدفاع الترجي الرياضي الذي نجح في الحد من خطورة كوياتي وبن يوسف والحناشي الذي كان قريبا من افتتاح النتيجة في اللحظات الأخيرة من الشوط ولكن رأسيته مرت محاذية لمرمى الترجي لينتهي الشوط الأول على تعادل سلبي.شوط لم يرتق إلى طموحات جماهير الفريقين وخرج فيه الحكم سليم الجديدي نجما بكل المقاييس بفضل برودة أعصابه وقوة شخصيته وسيطرته المطلقة على كامل محيط معشب الطيب المهيري. لمسة «كرول» المدرب السابق للنادي الصفاقسي والحالي للترجي الرياضي التونسي يعي جيدا أن نتيجة التعادل تخدم بصفة كبيرة مصلحة فريقه وتبقي على مسافة الأمان بينه وبين وصيفه وتقربه من اللقب وهو ما جعله يدخل المباراة بتكتيك دفاعي شل من خلاله مفاتيح لعب منافسه والتي تعتمد بالأساس على توغلات علي المعلول وفخر الدين بن يوسف وبدرجة أقل الظهير الأيمن زياد الدربالي الأمر الذي قلص بشكل كبير من فاعلية خط هجوم ال «css».كرول أسدى تعليماته لكل من خليل شمام وإيهاب المباركي بعدم الصعود للهجوم وحتى أفول والغرسلاوي قاما بدور كبير في الناحية الدفاعية لتقليص المساحات على وسط ميدان النادي الصفاقسي المتكون من ساسي وكمون ومنصر والحناشي.معرفة كرول الجيدة بخصال لاعبي النادي الصفاقسي سهلت عليه محاصرتهم والتقليل من خطورتهم.خطة الهولندي نجحت بصفة كبيرة في الشوط الأول ولكنها في المقابل أثرت على الجانب الهجومي لفريقه الذي لم يشكل أية خطورة على مرمى الجريدي طوال الفترة الأولى.كرول اختار طريقة المباغتة في الفترة الثانية ونجح في النيل من شباك فريقه السابق على اثر هجمة مرتدة ليعود بعدها لغلق المنافذ على منافسه ويعود من صفاقس بفوز وزنه من ذهب. واقعية الترجي قلنا إن هجوم الترجي لم يظهر طوال الفترة الأولى ولم يقلق بتاتا راحة الجريدي ولكنه وفي الدقيقة 52 وفي أول عملية منسقة نجح في الوصول إلى مرمى منافسه وتسجيل هدف الأسبقية عبر الغاني هاريسون أفول الذي توج مجهودا فرديا كبيرا لخالد الغرسلاوي الذي تجاوز بمهارة عالية زياد الدربالي ووزع بدقة للغاني الذي كان خاليا من كل رقابة ولم يجد صعوبة في مغالطة الجريدي. ردة فعل محتشمة هدف أفول المباغت أثر كثيرا على معنويات لاعبي النادي الصفاقسي الذين حاولوا العودة في النتيجة ولكن عملياتهم الهجومية لم تمثل خطرا كبيرا على بن شريفية.حمادي الدو دفع بثلاث تغييرات هجومية بإقحام شلوف واللواتي وسعيود مكان منصر وكوياتي والدربالي في محاولة لإعطاء نفس هجومي لكتيبته ولكن دار لقمان ظلت على حالها بسبب خبرة لاعبي الترجي وحسن مجاراتهم لنسق المباراة وتسرع أبناء الدو ونرفزتهم المفرطة والتي صعبت عليهم العودة في النتيجة.هجوم النادي الصفاقسي تحرك في نهاية المباراة وخلق عدة فرص سانحة ولكن صمود دفاع الترجي وتألق حارسه معز بن شريفية حرماه من التعديل ليتكبد الفريق هزيمته السادسة هذا الموسم ويفقد حظوظه في الحفاظ على لقب البطولة.في المقابل عاد الترجي بفوز ثمين وضعه على طريق استعادة اللقب. إضافة «بن شريفية» الانتصار الثمين الذي عاد به الترجي من صفاقس والذي قربه بشكل كبير من نيل البطولة ساهم فيه بشكل كبير دهاء مدربه كرول وقراءته الجيدة للمباراة وكذلك لانضباط وخبرة لاعبيه وخاصة لامتلاكه حارسا عملاقا نجح في الوقوف في وجه هجوم النادي الصفاقسي وذاد عن مرماه باستبسال كبير.بن شريفية حرم «الروج» من هدف التعديل وعاد ليمنع الفرجاني ساسي من زيارة مرماه في كرة بدت صعبة المنال ولكن خليفة الواعر كان له رأي آخر وتصدى للكرة فهنيئا للترجي ولكرة القدم التونسية بهذا الحارس العملاق. حوار الأستاذ والتلميذ صحيح أن نتائج المباريات تحددها بدرجة أولى أرجل اللاعبين ولكن لا أحد يمكنه أن ينكر دور المدربين.ومباراة اليوم كشفت بوضوح افتقار النادي الصفاقسي لمدرب كبير قادر على قيادة هذا الجيل الرائع إلى التتويج بالألقاب. حمادي الدو فشل مرة أخرى في كسب أهم مباراة في الموسم كما سبق له أن خسر حوار كأس السوبر ضد أهلي يعيش أسوء فتراته وذلك لسوء تصرفه في الزاد البشري وفي قراءة المنافسين.الدو فشل في التغلب على أستاذه كرول الذي أظهر مرة أخرى دهاء تكتيكيا كبيرا عجز الدو على فك «شيفرته» رغم الأسلحة التي بحوزته.كرول برهن مجددا أنه كفاءة كبيرة وانه عنوان للانتصارات والتتويجات. هوامش وجوه كثيرة في الموعد عديد وجوه النادي الصفاقسي ومسانديه سجلوا حضورهم بملعب الطيب المهيري لدعم النادي وشد ازره ومن بين هؤلاء رأينا منصف خماخم وحمادي بسباس وعلي القلصي وعبد الرزاق قاسم. «الزحاف» و«بوزيد» معا في المقصورة لئن جلس رئيس النادي الصفاقسي لطفي عبد الناظر في مكانه الاعتيادي بالمنصة الرئيسية فإن الرئيس الاسبق صلاح الزحاف العضو بالمجلس الوطني التأسيسي دخل صحبة زميله بالمجلس التأسيسي جلال بوزيد وجلسا بإحدى مقصورات الملعب. تعزيزات أمنية بجانب مقعد الترجي الرياضي مثلما كانت الاجراءات الامنية مشددة للغاية بملعب الطيب المهيري ومحيطه فإن محيط بنك احتياط الترجي الرياضي شهد تواجد اعداد هامة من الامنيين تفاديا لأي اشكال ولا سيما مع غضب انصار الابيض والاسود الشديد على الترجي الرياضي واطاره الفني. عدد قليل من الترجيين تابع بعض مناصري الترجي الرياضي المباراة من ملعب الطيب المهيري وجلسوا بالمدرج عدد 12 وعددهم كان في حدود المائة وكان تواجدهم وسط تواجد امني. «ليكنز» يتابع مدرب المنتخب الوطني لكرة القدم البلجيكي ليكانز حضر الى ملعب الطيب المهيري وتابع المباراة من احدى المقصورات وتحديدا مقصورة الرئيس الاسبق صلاح الزحاف وكان الى جانبهما المكلف بالاعلام بالجامعة قيس رقاز ورئيس الرابطة المحترفة لكرة القدم محمد السلامي والنائب بالمجلس التأسيسي جلال بوزيد وسفيان السلامي والمختار ناجي وقدحاولنا اجراء حديث مع ليكانز غير ان قيس رقاز اعتذر لافتا الى ان المدرب الوطني سيعقد ندوة صحفية قد تكون يوم الجمعة القادم للحديث الى الاعلاميين. قوارير منهمرة اثارت بعض قرارات الحكم سليم الجديدي استياء انصار النادي الصفاقسي وفي الدقيقة 71 كان الغضب كبيرا من جانب الاحباء الذين قام البعض منهم بإلقاء عدة قوارير للمياه المعدنية على ارضية الميدان. قوة أمنية كبيرة عند المغادرة غادر الترجي الرياضي ملعب الطيب المهيري في ظل طوق امني كبير وشديد وحراسة من كل الجوانب والجهات امنتها عديد الوحدات والسيارات الامنية التي امنت الحماية بالكامل لحافلة وبعثة الترجي الرياضي. «عبد الناظر» يتّهم الجريء ويحمّل مسؤولية الهزيمة إلى «الجديدي» رئيس النادي الصفاقسي لطفي عبد الناظر بدا واضحا عدم رضاه عن نتيجة المباراة واتهم بشكل مباشر رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم وديع الجريء بالتحامل على فريقه وتمهيد الطريق لفوز الترجي من خلال الدفع الى تعيين الجديدي الذي رفضته هيئة النادي الصفاقسي وانصاع الى رغبة الترجيين الذين رفضوا حكما ثانيا كان مرشحا هو الآخر لادارة المباراة واعتبر عبد الناظر ان هناك اطرافا تعمل على ان تمنح الترجي لقب البطولة وبالتالي «ما عادش ثمة كرة نظيفة والا تنافس فوق الميدان» محملا مسؤولية الهزيمة الى صافرة الجديدي. «الجديدي» ينفي في تصريحات له الى الاعلاميين بعد المقابلة نفى الحكم سليم الجديدي أيّة مسؤولية له في هزيمة النادي الصفاقسي وأعلن رضاه عن صفارته وأنه بذل صحبة مساعديه كل الجهد من أجل إعطاء كل ذي حق حقه حسب قوله. الغاني هاريسون أفول كان رجل المباراة دون منازع حيث أتقن مهامه الدفاعية ونجح في تضييق المساحات على علي معلول والحناشي كما كان حاضرا في الناحية الهجومية ونجح في تسجيل هدف الانتصار الذي قد يكون الهدف الأغلى في البطولة بما انه وضع فريقه في طريق مفتوح نحو اللقب. رغم قيمة الرهان وسخونة الأجواء التي رافقت المباراة فإن سليم الجديدي نجح في قيادة المباراة إلى شاطئ الأمان وكان علامة مضيئة بفضل برودة أعصابه وقوة شخصيته وقربه من كل العمليات.الجديدي قدم مباراة بلا أخطاء وكان طرفا فاعلا في إنجاح هذا العرس وأقام الدليل على انه أفضل حكم على الساحة. فتحي بوجناح