ماذا قدّمت للنّجم حتى أفكر في الاحتراف؟ عندما ما نتحدث عن نجوم البطولة التونسية يأتي اسم اللاعب الشاب للنجم الرياضي الساحلي علية البريقي في مقدمة الذين تعلّق عليهم آمال كبير لحاضر ومستقبل الكرة الوطنية وهو إلى جانب ذلك يتميّز بخصال تتجاوز الفنية والبدنية لتشمل النواحي السلوكية من حيث توازن الشخصية على الميدان وخارجه في تعبيرة أصيلة عن نشأة تربوية ورياضية صميمة... ولأنه جزء مهم من حالة النجاح والتألق التي يعيشها النجم الرياضي الساحلي اختارت «التونسية» أن تسبر أغوار عليّة البريقي في سياق الحوار التالي... في البدء ماذا يمكن أن نعرف عن بطاقة الهوية؟ عليّة البريقي من مواليد سوسة يوم غرة جانفي من 1992 بدأت مسيرتي الكروية من مدارس النجم الرياضي الساحلي وتدرجت بمختلف الأصناف مع نخبة من المدّربين الذين أدين لهم بالفضل في تكويني وهم سمير قريبع سفيان الوردي كمال السهيلي سامي المصلي مصطفى قعيدة فرحات بوقديدة محمد المكشر وقيس الزواغي. متى كان التحاقك بفريق الأكابر؟ حدث ذلك سنة 2011 إبان فترة توقف البطولة بعد اندلاع الثورة وكان المدرب المنذر الكبير أوّل من ألحقني يصنف الأكابر. هل أنت في الأصل ظهير أيمن وبمن كنت متأثرا في خطواتك الأولى؟ في الأصل أنا لاعب وسط ميدان وكنت ومازالت متأثرا بلاعبين كبار من طراز زبيّر بيّة وزياد الجزيري وعماد بن يونس. عندما التحقت بالأكابر .... هل وجدت الأجواء المساعدة على التأقلم؟ بعد الخماسية التاريخية أمام الترجي الرياضي يوم 9 جانفي 2011 ألحقني المدرب المنذر الكبيّر بمجموعة الأكابر وبقدوم المدرب خالد بن ساسي لعبت شوطا ضد النادي الصفاقسي قبل أن أعود إلى صنف الآمال وقد وجدت وقتها كل الرعاية والتشجيع من المدرب قيس الزواغي الذي كان مؤمنا بإمكاناتي وشجعني كثيرا حتى أثبت جدارتي بالعودة إلى الأكابر مثلما حفّزني كذلك المدرب المنذر الكبيّر. أن تحتل موقعا أساسيا في التشكيلة وتصبح من الركائز رغم قوّة المنافسة مع تغيير خطتك.. كيف نجحت في ذلك ؟ عندما كنت في صنف الأواسط أتذكر أنني كنت على وشك مغادرة النجم الساحلي بسبب إشكال حدث أنذاك ولكن وقوف المدرب قيس الزواغي واللاعب الدولي السابق منتصر عمار الذي كان مسؤولا وقتها أعاد الأمور إلى نصابها لأواصل المشوار مع فريقي ... أمّا عن الخطّة التي تتغيرّ أحيانا فليس لدي أي مشكل في الإضطلاع بأكثر من خطة بما أنّني شغلت عديد المواقع في أصناف الشبان بل في كل موسم تجدني في خطة وهو مكسب كبير ربحت منه الكثير في ما بعد والحمد للّه لم تعد تمثل أيّة خطة وأتعاطي مع كل مركز يضعني فيه المدّرب بسهولة. أفضل من درّب عليّة البريقي قبل بلوغه صنف الأكابر؟ أنا مدين لكل مدرب في مختلف الأصناف التي مررت بها وخاصة قيس الزواغي الذي وضعني في خطة ظهير أيمن في صنف الآمال إضافة إلى المدرب سامي المصلي الذي استفدنا منه كثيرا كأبناء جيل واحد. نسخة النجم مع روجي لومار تفرض السؤال عن الأشياء التي غيّرها هذا الفرنسي؟ عديد الأشياء تغيّرت إثر قدوم مدرب عالمي في حجم روجي لومار أهمّها العقليّة والشخصية التكتيكية للفريق خاصة عندما نلعب خارج ميداننا بتوخي نفس هجومي نستطيع من خلاله أن نصل إلى مناطق منافسينا بأربعة لاعبين ونسجّل الأهداف . ماذا تقول عن التوليفة الحالية بين أكثر من جيل وحقيقة الإنسجام الظاهر بين مكونات المجموعة ؟ للأمانة عودة سيف غزال إلى النجم الساحلي كانت مفيدة للغاية ودعمت المناخ الممتاز داخل الفريق... ومن يطلع على أجوائنا الداخلية يكتشف بأن العلاقة بين الجميع تقوم على التقدير والإحترام المتبادل وحتى عندما نمزح مع بعضنا البعض لا يكون ذلك إلا في حدود معنية ... وتلك نقطة من نقاط قوّة النجم الساحلي . رامي البدوي قال بأن جيلكم سيكون جيل ألقاب فهل تعتقد بأن مقومات هذا الرأي موجودة؟ هذا صحيح ... خاصة بعد أن أصبحنا أقوى من ذي قبل بعد أن شككوا فينا الموسم الفارط واعتبروا بأن وجودنا في مرحلة البلاي أوف سيكون صوريا ولكننا قدمنا مباريات ممتازة وكنّا قريبين من اللقب... واليوم وفي ظل وفرة العناصر الضامنة للنجاح من حيث الإطار الجيّد الذي ننشط فيه والمناخ النقي في الفريق بإستطاعتنا أن نذهب بطموحاتنا إلى بعيد عن جدارة واستحقاق. ترواحت الأراء في تقييم مردودك من ظهير أيمن إلى متوسط ميدان .. فأين تجد نفسك أفضل؟ أفضل أن أكون ظهير أيمن ... ولكن عندما يستوجب الأمر أن ألعب في خطّة أخرى لا أجد أي إشكال في ذلك . قليل النقاشات والإنذارات على الميدان ... هل هي صفة أم مكتسبة؟ مع المدّرب سامي المصلي في صنف الأداني تعلمنا ألا نهتم إلاّ بالكرة والأشياء الأخرى لا تعنينا. كنت معكم في بريتوريا وتبيّن لي بأن أجواءكم نظيفة للغاية ... فهل أنّ الظاهر يختلف عن الباطن؟ منذ الصغر تربينا في مناخ عائلي والفريق الذي يضم نخبة من لاعبي الخبرة والتجربة مع الشبان و لديه إطار فني في قيمة روجي لومار مع طاقم إداري جيّد لا يمكن أن يكون مناخه إلاّ نظيفا وحتى إن حدث أيّ إشكال فذلك هو المطبخ الداخلي وكل شيء يناقش في إطار العائلة المتراصة الصفوف. تحمل صفة الهدّاف الذي لا يتغيّر عليه الهواء في مناطق الجزاء .. بماذا تعلّق؟ لا أنكر بأنني وجدت صعوبات مع المدرب الفرنسي السابق دينيس لافاني الذي يحبّذ عدم صعودي إلى الهجوم ولكن في ما بعد تغيّرت المعطيات وأصبح يتركني على راحتي لأكون على موعد مع الشباك كلّما سنحت الفرصة. رباعيتكم الأخيرة في شباك سوبر سبور أعطت الإنطباع أنّ «الكاف» من الأهداف الرئيسية .. أليس كذلك؟ لم يكن منافسنا ضعيفا ... بل نحن كنا في يومنا بعد أن ارتحنا لأرضية الميدان والأجواء الممتازة التي توفرت لنا في بريتوريا بما جعلنا نؤكد حقيقة مستوانا لمزيد المضي في مسابقة اشتاق الجميع للقبها ونحن عاقدون العزم على الظفر بأول تتويج افريقي لنا كجيل جديد . هل تعتبر بأن المنتدبين في الشتاء الفارط كانوا موفقين في تحقيق المطلوب منهم؟ ليس هناك أصدق من الميدان حيث استطاع جميعهم أن يندمجوا في جو المجموعة والدخول في صميم الموضوع بلا مقدمات ناهيك أن يوسف المويهبي قال لي بعد أوّل مباراة يخوضها معنا وكنت يومها ظهير أيمن وفي نفس الرواق معه :« تقولش علينا لاعبين برشة مع بعضنا». ألا ترى بأن فرصتك الكاملة مع المنتخب الوطني قد تأخرت بعض الشيء؟ طبيعي جدا أن أطمح لأكون أساسيا في المنتخب ولا أومن بغير العمل لبلوغ هذا الطموح .. ولكن فوجئت يوم مقابلتنا الودية ضد الكونغوبرازقبل بعدم إقحامي عندما كان سامح الدربالي مصابا واختار الإطار الفني وقتها لاعب وسط ميدان ليشغل خطة ظهير أيمن .. وفي كل الأحوال الفرص قادمة وسوف لن أدخر أي جهد لنيلها عن جدارة واستحقاق. هل تفكر في الإحتراف؟ في تقديري هذا الموضوع غير قابل للنقاش الآن ... لأنني مطالب أوّلا بإعطاء حق جمعيتي بما أنني لم أقدم شيئا للنجم إلى حد الآن مع مزيد اكتساب ما يكفي من النضج حتى أضمن النجاح الذي أطمح إليه في تجربتي الإحترافية. في ختام هذا الحديث ... لوكانت لديك رسالة لمن تريد توجيهها؟ إلى جمهورنا العزيز الذي لا يدخر أي جهد في تشجيعنا وكم من مباراة فزنا بها بفضل الدفع المعنوي للجمهور الذي نعده بمواصلة المسيرة على نفس الوتيرة من التألق وغزارة العطاء حتى نعود إلى سنوات الألقاب والتتويجات انسجاما مع تاريخ النجم الساحلي وحاضره كفريق ألقاب.