أجرى رئيس الحكومة السيّد مهدي جمعة أول أمس سلسلة من اللّقاءات بمقر الكونغرس الأمريكي، بالكابيتول، بولاية واشنطن حيث التقى بوفد رفيع المستوى من أعضاء مجلس النواب الأمريكي يتقدمهم زعيم كتلة الأغلبيّة الجمهوريّة «إيريك كانتور» وزعيم الأقليّة الديمقراطيّة «ويب ستيني هوير». والتقى رئيس الحكومة عددا من أعضاء اللّجان بمجلس الشيوخ الأمريكي حيث انعقد بالمناسبة اجتماع للجنة الشؤون الخارجيّة بمجلس الشيوخ حضرها عدد من الشّيوخ من بينهم «جون ماكين» كما حضر عن الجانب التّونسي وزير الشؤون الخارجيّة السيّد منجي الحامدي والمستشار الدبلوماسي لرئيس الحكومة السيد حاتم عطاء اللّه وسفير تونسبواشنطن. وفي تصريح صحفي، أفاد وزير الشؤون الخارجيّة السّيد منجي حامدي أنّ رئيس الحكومة التقى في مناسبة أولى رئيس كتلة الحزب الجمهوري ورئيس كتلة الحزب الديمقراطي بمجلس الشّيوخ الأمريكي وأنّ اللقاء تطرّق إلى مجريات الوضع في تونس حيث استعرض السيد مهدي جمعة مستجدّات الوضع الإقتصادي والأمني والسياسي ببلادنا مبرزا التحسّن المسجّل خاصّة بعد الحوار الوطني. وذكر الوزير أنّ كلّ أعضاء مجلس النواب الأمريكي الحاضرين أبدوا إعجابهم بنتائج الحوار الوطني والتجربة التونسيّة مثمنين مجهودات كلّ الأطراف الفاعلة في تونس وخاصّة ممثلي المجتمع المدني والأحزاب السياسيّة وأعربوا عن استعدادهم لمساعدة تونس على المدى القريب خاصّة في ما يتصل بضمان القرض وأيضا في المسائل الأمنيّة وكذلك استعدادهم للمساعدة في المسائل بعيدة المدى من خلال تعميق التعاون وتمتين العلاقات الإستراتيجيّة في كلّ الميادين. وأعلن السّيد منجي الحامدي عن انطلاق الحوار الإستراتيجي التونسي الأمريكي الذي يتضمّن كثيرا من الأبعاد الإقتصادية والتجاريّة والتكنولوجيّة وأخرى خاصّة بالتعليم العالي والبحث العلمي وكثير من الإتفاقيّات الهامّة التي ستنبثق عنه حيث أشار وزير الشؤون الخارجيّة إلى أنّه تمّ الإتفاق، بحضور مساعد وزير الشؤون الخارجيّة الأمريكيّة السيد ويليام بيرنز،على إطلاق الحوار الإستراتيجي وعلى بداية التعاون الفعلي بين تونس والولايات المتحدة في مجالات هامة تخصّ الاقتصاد والمعرفة ودفع التبادل التجاري بين البلدين. وذكر الوزير أن أعضاء من مجلس الشيوخ الأمريكي أعربوا عن إعجابهم الكبير بالتجربة التونسية مثمنين خاصّة الحوار الوطنيّ باعتبارها تجربة تونسيّة صميمة تعكس خصوصية التونسيين وتميّزهم بقيم السّلم والوفاق ونبذ الفوضى مؤكدا أن أعضاء المجلس أعربوا أيضا عن أملهم في أن تستأنس بلدان أخرى بها. وأكد وزير الشؤون الخارجيّة أنّ اللّقاءات تناولت كذلك المسائل الأمنيّة وموضوع مكافحة الإرهاب حيث تمّ الإتفاق على تكثيف التعاون في المجالات الأمنية والإقتصاديّة وأنّ النتائج العمليّة التي أثمرتها الزيارة واللّقاءات التي تخلّلتها هي الإتفاق على تعزيز التبادل التجاري بين البلدين ودعم التعاون التكنولوجي وتمتين التعاون في مجال التعليم العالي وتيسير الإجراءات أمام الطلبة التونسيين الراغبين في متابعة دراستهم بالولايات المتحدة الأمريكيّة.