أكد وزير الشباب والرياضة والمرأة والأسرة "صابر بوعطي" ضرورة إرساء سياسة وطنية رياضية تعتمد على تشريك مختلف الأطراف من هياكل رياضية وجماعات عمومية وخبراء ومختصين في المجال الرياضي وذلك بهدف تشخيص واقع الرياضة وإيجاد الحلول والآليات الكفيلة بتطويرها ودعمها من أجل بناء منظومة رياضية وطنية جديدة ناجعة وشاملة ترتكز أساسا على توحيد وتحيين النصوص التشريعية وايلاء الرياضة الأبعاد التنموية والصحية والتشغيلية الكفيلة بتحقيق التنمية البشرية الحقيقية. وتم بالمناسبة خلال إشراف الوزير على ندوة المندوبين الجهويين للشباب والرياضة التي التأمت صباح اليوم الخميس 17 أفريل 2014 بدار الجامعات الرياضية تحت عنوان "الواقع العام والسياسات الرياضية"، وذلك بحضور أعضاء لجنة المتابعة التي ستسهر على تنفيذ الإستراتيجية الوطنية الرياضية والمتكونة من خبراء وأخصائيين في المجال الرياضي، التأكيد على ضرورة وضع خارطة طريق رياضية ناجعة وواضحة الأهداف والرؤى للنهوض بالرياضة ودعم أهدافها التربوية والاجتماعية والصحية والتنموية. كما تمت الدعوة إلى تنظيم حوار جدي وبحث عميق بمشاركة أهل الاختصاص والخبراء في علوم الرياضة وشخصيات رياضية والإنصات إلى اكبر عدد ممكن من المواطنين بهدف رصد واقع الرياضة والتربية البدنية في بلادنا وحث كل الأجيال باختلاف فئاتها وأجناسها على ممارسة الرياضة خاصة في ظل وجود إحصائيات ومؤشرات أثبتت التراجع أو العزوف الكلي للتونسي عن ممارسة الرياضة حيث لا يتجاوز نسبة التونسيين الذين يمارسون الرياضة 3% تتراوح أعمارهم بين 10 و30 سنة أي بمعدل مواطن فقط من بين 30 تقريبا في ظل غياب شبه كلي للمرأة وبصفة خاصة المرأة الريفية. وتهدف هذه الإستراتيجية الوطنية الرياضية إلى تشخيص واقع ممارسة الرياضة لاسيما منه وبصفة خاصة على المستويين المحلي والجهوي بإشراف المندوبين الجهويين للشباب والرياضة وذلك بتنظيم حلقات نقاش في حوالي 264 معتمدية تتوزع على كامل تراب الجمهورية ويشمل هذا التشخيص واقع الرياضة في هذه الربوع على مستوى البنية التحتية والتجهيزات والموارد البشرية والتمويل خاصة منها في تلك المناطق النائية التي تؤمّها غالبا عائلات محدودة الدخل حتى لا تكون الرياضة حكرا على فئة دون أخرى. كما ستشمل ورشة الإصلاح الرياضي كل أصناف الرياضات، المدنية منها والجمعياتية والمدرسية التي تمثل الرافد الأساسي للرياضة والإطار الأمثل لتكوين الشبان وترسيخ مبدأ المواطنة وقيم الروح الرياضية والتنافس النزيه لديهم بعيدا عن كل مظاهر العنف والتطرف التي تهدد الأجيال والمجتمعات بأسرها. هذا وقد انتظم على هامش ندوة المندوبين الجهويين حفل تكريم لعدد من إطارات وأعوان وزارة الشباب والرياضة والمرأة والأسرة المحالين على شرف المهنة حيث أثنى صابر بوعطي بهذه المناسبة على الجهود الكبيرة التي بذلتها هذه الإطارات في سبيل خدمة قطاعي الشباب والرياضة التونسية وعلى تفانيهم في العمل وفي تحمّل المسؤولية المناطة بعهدتهم على امتداد سنوات عدّة.