k التونسية (تونس) قال توفيق الجلاصي وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكنولوجيا المعلومات والاتصال إن التعليم العالي في تونس أصبح عبارة عن ترفيه ومجهولا وبلا هوية إلى جانب غياب التفاعل بين الأساتذة والطلبة. واستغرب من غياب الاختبارات التقييمية حتى الشفاهية منها خلال سير الدروس والتي يمكن أن تساعد على التقييم الجدي والفعلي لمستوى الطالب وتخول للأستاذ الجامعي تقييم جدوى دروسه ونجاعتها. وبينّ الوزير أول أمس لدى إشرافه على اختتام الندوة العلمية حول «مشروع دعم وانجاز منظومة إمد ( إجازة ماستار دكتور)» أن العدد المكثف للطلبة في الجامعات أضحى عائقا أمام عنصر الجودة في الجامعة التونسية. كما بيّن أمام عدد كبير من الأساتذة الجامعيين والباحثين وأعضاء اللجنة الوطنية لإصلاح التعليم العالي والبحث العلمي أن الحكومة الحالية ستعمل على إصلاح التعليم العالي الذي انطلق مع الحكومات السابقة وإعداد الأرضية الجيدة للحكومة القادمة لتواصل عملية الإصلاح الذي اقر انه لن يكون في المدى القريب بل على المدى المتوسط والبعيد من اجل استعادة الجامعة التونسية بريقها وإشعاعها. وشدد توفيق الجلاصي على وجوب تشريك الطلبة في كل عملية إصلاح وفي كل اللجان التي تشتغل على إصلاح مختلف المنظومات من منطلق أنهم المستهدفون الأول بالإصلاح. مستوى ضعيف لتلاميذ الباكالوريا ولئن اقر عضو الحكومة بالمستوى الهزيل للعديد من الطلبة فإنه أرجع ذلك إلى المستوى الضعيف والتكوين الهش لتلاميذ الباكالوريا بما انعكس سلبا على الدراسة الجامعية داعيا إلى ضرورة إعادة النظر في شهادة الباكالوريا في اتجاه الترفيع في المستوى العلمي للتلاميذ وإيصال طلبة متسلحين بزاد علمي ومعرفي يخوّل لهم التألق والتفوق في الدراسة الجامعية. وانتقد بشدة نظام الامتحانات المعتمد حاليا في شهادة الباكالوريا من خلال إدراج نسبة 25 بالمائة عند احتساب المعدل النهائي في امتحان الباكالوريا الذي أثّر وفق رأيه على المستوى العلمي للتلاميذ وأشار في هذا الصدد إلى ان حوالي 40بالمائة من الناجحين في الباكالوريا انتفعوا بنسبة ال25بالمائة معتبرا أن هذه المسألة غير مقبولة. حذف نسبة ال بالمائة 25 وأعلن الوزير أنه تقرر بعد التشاور والاتفاق مع وزير التربية فتحي الجراي على أن يتم بصورة تدريجية حذف نسبة 25بالمائة المعتمدة حاليا في احتساب معدل امتحان الباكالوريا مشددا على أن عدم احتساب هذه النسبة سيكون بداية من السنة الدراسية المقبلة. وكشف أن الإعلان الرسمي والنهائي عن هذا القرار سيكون في شهر جويلية القادم أي اثر الانتهاء من إجراء امتحانات الباكالوريا في الدورتين الرئيسية والمراقبة. وقال الجلاصى أمام عدد من الأساتذة الجامعيين الذين رحبوا بالقرار أنه تقدم باقتراح إلى رئيس الحكومة يقضي بأن يتم حذف نسبة ال 25 بالمائة على دفعتين وذلك بالنزول بها إلى 12 بالمائة في جوان 2015 وإلغائها نهائيا في جوان 2016 مشيرا إلى أن رئيس الحكومة المؤقتة سيتولى الحسم في هذه المسألة. وأكد الوزير أن حذف هذه النسبة المعتمدة في احتساب معدل امتحان الباكالوريا يندرج في إطار إصلاح منظومة التعليم العالي وان ذلك سيساهم في وصول الطلبة إلى الجامعة متسلحين بتكوين جيد وبمستوى علمي طيب واصفا المستوى الحالي للطلبة ب «غير المقبول والكارثي». وأضاف الوزير ان حذف نسبة ال 25بالمائة سيساعد في التقليص من العدد الكبير للناجحين في امتحان الباكالوريا وهو ما سيساهم في الرفع من جودة التعليم في الجامعات التونسية وفق رأيه. لا نجاح إلا بتشريك المؤسسات الاقتصادية وشدد الوزير لدى تطرقه إلى مشروع إصلاح منظومة «إمد» على وجوب تشريك الأعراف وأصحاب المؤسسات الاقتصادية في مختلف اللجان التي تشتغل على إصلاح نظام التعليم الحالي في تونس موضحا أن أصحاب المؤسسات هم الأكثر دراية باحتياجات السوق وبمتطلبات المؤسسات. وعبّر الجلاصي عن استغرابه من تفاقم بطالة حاملي الشهائد العليا في تونس لا سيما في اختصاصات من المفروض وفق تقديره ألاّ يعرف أصحابها البطالة على غرار اختصاص الإعلامية والاتصالات و«الملتيميديا» مشيرا إلى أنه تم إحصاء ما لا يقل عن 11 ألف عاطل عن العمل في هذه الاختصاصات إضافة إلى بطالة أطباء الاختصاص. توجهات ومقترحات وتم خلال هذه الندوة عرض حصيلة أعمال ورشات العمل والتوصيات المنبثقة عنها ومن أهمها اقتراح الرجوع إلى نظام الإجازة في بعض الاختصاصات والتمديد في فترة الدراسة من 3 إلى 4 سنوات في عدد من الاختصاصات على غرار القانون. كما تم اقتراح تكوين قاعدة بيانات معلوماتية يضع فيها الطلبة سيرهم الذاتية لتسهيل تشغيلهم وإعادة التفكير في مضامين بعض وحدات التعليم العالي لتحسين تشغيلية المتخرجين منها علاوة على الحرص على تأمين تكوين جامعي يضمن للخريجين التواجد في سوق الشغل العالمية. كما طالب المشاركون في الندوة من باحثين وأساتذة جامعيين بضرورة التفكير في نظام التقييم البيداغوجي ونظام الامتحانات المعمول به حاليا في الجامعات والمدارس العليا مثيرين أيضا مسألة ضعف المستوى التعليمي للحاصلين على شهادة الباكالوريا بما يؤثر لاحقا على رصيدهم المعرفي داخل الجامعة.