شارف الموسم الرياضي على نهايته وباح صراع أعلى الترتيب بكامل عناوينه حيث بات الترجي التونسي على مشارف اللقب فيما ضمن النادي الصفاقسي منطقيا مركز الوصيف وبالتالي تغيّرت الادوار بين الفريقين قياسا بما دونته الارقام الموسم الفارط...الحديث عن الترجي التونسي والنادي الصفاقسي أصبح مثيرا للغاية و يسيل الكثير من الحبر خاصة مع حرب التصريحات والتصريحات المضادة التي تنطلق تارة من هنا وطورا من هناك بعد انضمام المدرّب السابق للنادي الصفاقسي الهولندي رود كرول الى مركبّ الحديقة «ب» وما خلفته هذه الصفقة من ردود فعل عنيفة خاصة في عاصمة الجنوب... التخمينات في كلّ ما يتعلق بكواليس الفريقين صارت أهمّ من مواجهات الناديين على أرضية الميدان وبالتالي فسح المجال لكلّ التأويلات المتعلقّة بباب الإنتدابات نحو هذا الشاطئ أو ذاك... الجديد في هذا الموضوع هو بعض الأحاديث الجانبية التي تتحدّث عن وجود رغبة جديّة من هيئة لطفي عبد الناظر لانتداب المدير الرياضي لفريق الترجي الفرنسي سيباستيان دوسابر... أخبار تبقى قابلة للنفي أو التأكيد طالما ان سوق المدرّبين أصبحت غير خاضعة للغة العقل والاخلاقيات تكريسا لمنظومة الاحتراف التي يتشدّق بها البعض كما انّ الفرضية تبقى واردة جدّا على اعتبار ان فريق عاصمة الجنوب قد يكون المستفيد الابرز من هذه الصفقة ان كتب لها رؤية النور على اعتبار القيمة الفنية للمدرّب الفرنسي وكذلك لاعتبارات أخرى غير رياضية منها ردّ الصاع صاعين لهيئة الترجي بعد تحويل وجهة «كرول»... وللبحث أكثر في تفاصيل الموضوع وبما انّ هيئتي المدّب وعبد الناظر تعوّدا امتهان فنّ المراوغة في ما يتعلّق ببعض التفاصيل والجزئيات التي تتعلّق بالفريقين خيّرنا الاتصال مباشرة بالمدرّب الفرنسي لاستجلاء الامر رغم يقيننا من استمرار الفيتو المرفوع في وجه الصحفيين بسبب قانون الانتقاء الذي يمارسه الملحق الاعلامي لفريق باب السويقة المنذر الشواشي الذي لا يتواصل إلاّ مع آل البيت ويوصد كلّ الابواب في وجوه الخارجين عن بيت الطاعة... دوسابر كان كعادته متخلقا الى أبعد الحدود ولم يرفض الردّ على مكالمتنا بل توغّل معنا في الموضوع ولو باقتضاب حيث أعاد علينا اسطوانة المنذر الشواشي والتعليمات التي يسنها الترجي في منظومته الاحترافية الجديدة لكنه في المقابل كشف عن جانب كبير من مستقبله حيث أكّد انه باق في منصبه مع الترجي كمدير رياضي وأنّه لن يغادر تحت ايّة تعلاّت كما انه غير معني بما يقال ويشاع من حوله مضيفا انّ الحديث عن عرض النادي الصفاقسي مجرّد شائعات موجّهة تقودها بعض الاطراف المعروفة في محاولة بائسة منها لدفعه خارج مرّكب الترجي... سيباستيان دوسابر امتنع عن مدّنا بإضافات أكثر حيث ختم كلامه بأنّه يرفض مزيد التعليق على هذه الشائعات مؤكّدا في الآن ذاته استعداده التام لكشف العديد من الحقائق الصادمة في صورة أجبر على الخروج عن صمته... كلام دوسابر أكّد لنا من جديد حقيقة التوترّ الحاصل في علاقته بمحيطه القريب في الترجي وهنا نتحدّث عن المدرّب الاوّل للفريق وبعض الأسماء الاخرى الفاعلة في حديقة الترجي والتي لم تتعوّد لعب دور الكومبارس وكانت بالأمس القريب تصول وتجول في بلاط المدّب...والاكيد ان نسمات الحرب الباردة قد تتحوّل قريبا الى مواجهة معلنة في ظلّ إصرار رئيس الترجي حمدي المدّب على الجمع بين الاسمين (كرول و دوسابر) وما تشكله هذه الخطوة من تكريس جديد غريب عن عادات الترجي وهي سياسة الأحلاف والتكتلات...