قد يجد المسافر عبر خطوط TUNISAIR نفسه وهو يدخل بهو الرحلات الداخلية أمام خدمات لا تبتعد كثيرا عن خدمات محطات النقل الريفي،وقد صادف أن واكبنا سوء الخدمات عن قرب عندما سافرنا الأسبوع الفارط وتحديدا يوم الخميس باتجاه جزيرة الأحلام «جربة». فبعد فتح باب التسجيل كان التأخير هو السمة المميزة للرحلة ووفق شهادات بعض الحاضرين فإن التأخير بات يتكررّ باستمرار في اغلب الرحلات الجوية الداخلية وهو ما حصل تقريبا في أغلب الرّحلات التي إنطلقت يومها حيث اضطر بعض المسافرين الى الإنتظار ساعة أوساعتين. مباشرة بعد إتمام عملية تسجيل الحقائب والمرور بالمنطقة الحدودية وجد مسافرو خط «جرجيس» أنفسهم مجبرين على الخروج من بهو الإنتظار مجددا لأن الطائرة ستتأخرّ بثلاث ساعات وكان التوتر باديا على التونسيين والسيّاح الأجانب بسبب «اللّخبطة» التي كانت تحصل ولم «يهضموا» سوء التنظيم وأسباب التأخير. سيدة تونسية جلست بجانبي كانت تحاول الإتّصال بالنزل في «جرجيس» تقول انها حجزت عن طريق وكالة أسفار ودفعت ثمن إقامة كاملة وانها عوض ان تكون قد وصلت إلى النزل في حدود الساعة الثامنة فإنها ستصل متأخرة أي في الحادية عشر ليلا وربما بعد ،إتّصلت بالنزل على أمل انّ يوفر لها وجبة العشاء ،وقالت انّ معها وفدا وإنها محرجة جدا من هذا التأخير ،وأضافت أّنها وجدت نفسها مجبرة على البقاء في المطار ولا يمكنها العودة مجددا إلى بيتها وكشفت انها ستضطر إلى الإنتظار 3 ساعات أي الى حين موعد قدوم الطائرة. أحد السيّاح تساءل هل انّه وصل متأخرا؟ أم ماذا يحصل في المطار ؟فأجابه بعض المسافرين انّ الطائرة هي التي ستصل متأخرة؟. مواطن تونسي قدم من تركيا قال انّ «التأخير هو السمة المميزة لأغلب الخدمات في تونس ،وأضاف انه قد يقبل تأخرّ سيارة أجرة أو حافلة ولكنه لم يستوعب كيف يمكن لطائرة ان تتأخرّ عن موعدها؟. وكشف احد الأشخاص ممّن تعودوا السفر عبر الخطوط الداخلية انّ التأخير بات شبه عادي في الرحلات الداخلية وخاصة باتجاه «جربة» وأنه نادرا ما تكون المواعيد دقيقة والطائرات في مواعيدها ،وأضاف انه يسافر بصفة منتظمة إلى «جربة» وان نفس المسألة تتكرّر،وقال ان الخدمات المقدّمة لا ترتقي إلى المستوى المطلوب،وكشف انّ فترة الذروة على الأبواب وانه ينتظر قدوم آلاف السياح لموسم الحجّ بالغريبة فكيف سيكون نسق الرحلات ساعتها؟، واعتبر انّ القيام بأشغال أو صيانة الطائرات لا يعني تعطيل المسافرين بهذا الشكل . في مطار «جربة» باتجاه العاصمة ،كان موعد الطائرة في حدود الثامنة والنصف ليلا لكن تمّ إعلامنا بتأخر الطائرة والتي حلّت (مشكورة) في حدود الحادية عشر ليلا لتغادر مع منتصف الليل أي اننا وصلنا إلى العاصمة حوالي الواحدة بعد منتصف الليل، وقد اضطررنا للإنتظار قرابة 5 ساعات وسط المطار وكانت حالة الإعياء والإرهاق بادية على أغلب المسافرين . الخيبة الكبرى كانت مباشرة بعد مشاهدة الطائرة وهي من الطراز القديم حيث كان ضجيج المحرّكات يصم الآذان مما جعلها رحلة مميزة بأتم المقاييس . فهل بهذا المستوى من الخدمات الجوّية سنصل إلى تحقيق الجودة وجلب ملايين السيّاح الى تونس؟.