أعربت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية عن قلقها البالغ من تصاعد أعمال العنف في ليبيا وإقدام مجموعات مسلحة على استهداف مقرّات مؤسسات وطنية في محاولة لزعزعة الجهود المبذولة لاستكمال بناء الدولة وضرب السلم الأهلية والاستقرار في البلاد. وندد الأمين العام، للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي في بيان له أمس، بالاعتداءات المتكررة والمتصاعدة خلال الأيام القليلة الماضية على مسؤولين ليبيين وعناصر الجيش والشرطة في أنحاء البلاد، رافضاً بشكل كامل استخدام العنف كوسيلة للتعبير عن الآراء السياسية داعيا جميع الليبيين بمختلف توجهاتهم السياسية إلى انتهاج الحوار لمعالجة القضايا الوطنية الملحة وإنجاز المصالحة الوطنية الليبية وبناء مؤسسات الدولة والحفاظ على مكاسب «ثورة فبراير» ومواصلة تضافر الجهود لتحقيق تطلعات الشعب الليبي. أمّا الاتحاد الأوروبي فقد دعا جميع الأطراف الليبية إلى الاحتكام للمنطق والتخلي عن أسلوب العنف والركون إلى الوسائل السياسية والحوار والتمسك بحسن سير العملية السياسية في البلاد حيث أعرب الناطق باسمه مايكل مان، عن قلق المجموعة الأوروبية البالغ تجاه تدهور الوضعين الأمني والسياسي في ليبيا، معبّرا عن أسفه لإزهاق الأرواح في بنغازي وطرابلس مؤكّدا أنّ الاتحاد الأوروبي ملتزم بالوقوف إلى جانب الشعب الليبي، داعيا كلّ الأطراف الليبية للبحث عن توافق في ما بينها، وضمان نجاح العملية الانتقالية. من جهة أخرى أفاد مصدر ديبلوماسي أوروبي ل«بوابة الوسط»: أن الدول الأوروبية بدأت مشاورات داخلية في ما بينها، لمعاينة التدهور الخطير وغير المسبوق في الموقفين الأمني والسياسي في ليبيا مضيفا أن إيطاليا تتحرك لدفع الأوروبيين نحو التزام أكثر وضوحًا في معاينة الشأن الليبي، وأنّها حذّرت شركاءها من التدهور المحتمل للظروف الأمنية في المتوسط، مؤكّدا أنّه من المتوقع أن تقوم الولاياتالمتحدة، اليوم وفق المصدر نفسه وخلال اجتماع لرؤساء هيئات أركان دول الناتو في بروكسيل، بمطالبة دول الجنوب الأوروبي بالرفع من قدراتها العسكرية لمواجهة التطورات في منطقة المتوسط، على خلفية الأوضاع في ليبيا وتنامي مخاطر التطرف عامة من جهة أخرى.