حقق ترجي جرجيس يوم الإثنين الماضي عودته للنخبة بعد موسم واحد بالرابطة 2 ولئن كانت هذه العودة منتظرة إلا أنها لم تكن بالسهولة التي كان يتصورها البعض. الترجي الجرجيسي يصعد للنخبة للمرة الرابعة في تاريخه. لقد صعد ترجي الجنوب للمرة الأولى في أعقاب موسم 1991 - 1992 ورغم حداثة عهده بالقسم الوطني آنذاك تمكن من الصمود طيلة عشرة مواسم كاملة فقد اكتسب الفريق خبرة بسرعة مع الكبار وهو الذي كان في العشريات التي سبقت الثمانينات لا يتجاوز القسم الثالث وبدأ نجمه يسطع مع مطلع الثمانينات حيث ارتقى للقسم الثاني مجموعة الوسط والجنوب ثم في أواخر تلك العشرية صعد لما كان يسمى بالقسم الشرفي الموحد . عند نزوله في أعقاب الموسم 2002 - 2003 لم يدم بقاؤه بالقسم الشرفي سوى موسم عاد على إثره للقسم الوطني وفاز في موسم 2004 - 2005 بكأس تونس وغادر النخبة في أعقاب موسم 2007 - 2008 وعاد كذلك بسرعة حيث لم يبق بالرابطة 2 سوى موسم وحيد وها أنه يحقق نفس الإنجاز ليعود لمكانه الطبيعي بعد نزوله في الموسم من قسم النخبة على إثر لقاء الباراج ضد قوافل قفصة وهزيمته بضربات الجزاء. مشروع لم يتحقق عند تولي الدكتور علي الوريمي رئاسة ترجي جرجيس أعد مشروعا يمتد على أربع سنوات وكان في البرنامج اللعب من أجل مرتبة تمكن الفريق من المشاركات الإقليمية ولكن لم يكتب لهذا المشروع أن ينجح بل الأدهى والأمرٌ أن الفريق وجد نفسه هذا الموسم بالرابطة 2. كان من الصعب التأقلم مع هذا الوضع ولكن خبرة المواسم الفارطة وتعود «العكارة» على أجواء الرابطة 1 وحسن التدبير كلها عوامل اجتمعت لتساعد على العودة السريعة. هذه العودة اقترنت ببعض الصعوبات وخلافا لما كنا نتوقعه كان ترجي جرجيس آخر الصاعدين مثلما كان آخر المترشحين لمرحلة التتويج. أزمتان وتدارك عرف الفريق خلال مسيرته هذا الموسم عدة هزات وهو ما جعله يعرف بعض الصعوبات ولكنه تجاوزها في كل مرة و هي تتعلق بأزمة المدرب وأزمة النتائج وحصلت مرتين. بالنسبة للمدرب وقع تجديد التجربة مع لسعد معمر الذي عوض كمال الزواغي في الموسم الفارط وانطلقت التحضيرات في موعدها وحسب ما هو مبرمج له ولكن المفاجأة نزلت كالصاعقة قبل انطلاق الموسم بأسبوع حيث استقال لسعد معمر وعوضه نورالدين بورقيبة الذي انتهى مشواره مع الفريق بعد ثماني جولات كانت نتائجها طيبة في البداية بتحقيق 4 انتصارات متتالية ثم تراجعت ليصبح الفريق في المركز الرابع وقد أشرف محمد سريب ( المدير الفني ) على لقاء الجولة الختامية ضد جمعية أريانة ليحل محله منصف مشارك وهذا الأخير كان مساعدا للسعد معمر حين فاز الفريق بالكاس سنة 2005 ثم انتقل للسعودية لفترة طويلة نسبيا ( 9 سنوات ). أما أزمة النتائج فحصلت للمرة الأولى بعد سلسلة اربعة انتصارات متتالية ثم فجأة توقفت السلسلة ولم يعد الفريق لطريق الانتصارات سوى في الجولة الثالثة إيابا ولم ينهزم بعدها سوى في الجولة الأخيرة ضد جمعية أريانة. ثم خلال مرحلة التتويج بدأ الفريق بفوز هام على الملعب الصفاقسي ثم انقاد لثلاث هزائم متتالية كادت تعصف بمصير زملاء صادق الوريمي ولولا الثقة الكاملة للمدرب منصف مشارك في لاعبيه وقدرتهم على التدارك ولولا صبر الهيئة المديرة ثم ثقة اللاعبين بانفسهم لحاد الفريق عن مساره الطبيعي, إضافة إلى ذلك كان الجمهور يساند دوما فريقه حتى في اصعب الفترات. وفي النهاية تحقق الصعود قبل جولة من نهاية السباق وهذا الصعود حسب تعبير منصف مشارك له طعم خاص فقد أتى بعد عدة مصاعب وغصرات. فألف مبروك. ميركاتو ساخن خلال ميركاتو الشتاء وقعت غربلة كبيرة للرصيد البشري حيث غادر الفريق ثمانية لاعبين بالتمام والكمال لأسباب مختلفة حيث رحل كل من عبد الرحمان بعبورة ومالك بحر وزياد الشاوش وسالم مشارك ولقمان بلخاج وباسم بوظفرة وحاتم سلامة وسيف الدين العيساوي وحل محلهم خمسة لاعبين جدد وهم : أمين الصفاقسي وأشرف النصري ومحمود الدريدي والعماري البرقوقي وعلاء الدريدي وقد كانت إضافتهم متأكدة وأعطوا وجها جديدا للفريق. هيئة متجانسة علي الوريمي سهر الليالي ولم يرتح له بال إلا بعد إعلان نصر الله الجوادي عن نهاية لقاء ترجي جرجيس ومستقبل قابس يوم الاثنين الماضي والذي تأكد على إثره الترجي من الصعود بصفة رسمية وعلي الوريمي كان دائما إلى جانب الفريق يشرف على كل كبيرة وصغيرة وكان إلى جانبه دوما أمين المال فتحي الجزيري والكاتب القار عبد الوهاب مشارك إضافة للمرافقين حمزة ليشيقر ومحمد بن سعيد ومجدي الخويلدي وخليل الشلندي الذي انسحب بعد جولات لأسباب خاصة. الإطار الفني والطبي المدرب : منصف مشارك ( خلف نور الدين بورقيبة ولسعد معمر ) المدرب المساعد : محمد الميلادي المعد البدني : نضال زروق مدرب الحراس : لسعد الغربي المدير الفني : محمد سريب طبيب الفريق : سامي الودرني أخصائي العلاج الطبيعي : حبيب مشارك اللاعبون : حراسة المرمى : عبد الرحمان بعبورة وأشرف كرير وحمزة عدالة وأيمن الخنيسي الدفاع : رامي بوشنيبة وحسين الربيع وبلقاسم الغذيوي ومحمد علي الجويني ومالك بحر وزياد الشاوش وأمين الصفاقسي وطلال سريب . وسط الميدان :صادق الوريمي و سالم مشارك ولقمان بلحاج ومحمود الدريدي ومجدي الجزيري وسليم العيادي وباسم بوظفرة وحاتم سلامة وحمودة عبد السلام وأيمن الشارني وأشرف النصري. الهجوم : جاك بيسان وعلاء الدريدي ورفيق كبو والعماري البرقوقي وجيلاني عبد السلام.