أكّد صباح أمس الطيب البكوش أمين عام حركة «نداء تونس» أن رئيسها الباجي قائد السبسي قرّر تأجيل المؤتمر التأسيسي الأول للحزب الذي كان من المقرر عقده بتاريخ 15 جوان الجاري إلى وقت لاحق وذلك بعد اطلاعه على مختلف المواقف والآراء خلال اجتماع الهيئة التأسيسية أول أمس. وأقر الطيب البكوش على هامش الاجتماع الحواري الذي نظمته الحركة بالعاصمة تحت شعار «نداء تونس تعددّ الروافد ومستقبل مشترك» أن تأجيل المؤتمر أصبح ضرورة لأنه لابدّ من الاستعداد الجيد لهذا الاستحقاق على حد تعبيره قائلا «لقد تعددت الآراء حول مسألة تأجيل المؤتمر من عدمه وقام رئيس الحركة بالحسم في الموضوع الذي رأى انه يمكن عقده بتاريخ 15 جوان المقبل ولم نضبط بعد تاريخا آخر لكن اتفقنا على ضرورة أن نستعد جيدا لهذا الاستحقاق منذ الآن». واعتبر البكوش أن الاختلافات في الرأي صلب الحزب طبيعية مقرا بأن القرارات والمواقف الموحدة التي تخدم مصلحة الحركة في الآخر هي المهمة مضيفا «لا يمكن أن يكون هناك صراع بين الروافد في حركة «نداء تونس» وإن وجد صراع فهو بين من يريد الرجوع إلى الوراء». وحول المرجعيات الفكرية والسياسية لحركة «نداء تونس» تحدث البكوش عن الصبغة الإصلاحية التي شملت سياسة وتفكير الحبيب بورقيبة قائلا «لقد قامت سياسة بورقيبة على بناء الدولة الحديثة ولها ايجابيات وجب تثمينها لكن هذا لا ينفي وجود سلبيات وجب العمل على تجنبها وعدم تكرارها مثل هيمنة عقلية الحزب الواحد والفكر الواحد أو الاستبداد بالرأي والمحاكمات السياسية». قادرون على تغيير الموازين من جهته قال رضا بلحاج المدير التنفيذي لحركة نداء تونس ل «التونسية» إنّ قوة حركة «نداء تونس» تكمن في جمعها للعديد من الروافد مثل الرافد الدستوري والنقابي واليساري والمستقل وان ذلك يشكل قوة دفع وصنع قوة «النداء» على حد تعبيره متابعا «يطمح المواطن التونسي إلى حزب تتعدد داخله المدارس التي تكون في العادة سببا في ثراء برنامجه وتشكل قوة دفع له ولهذا السبب أقول إن «نداء تونس» اليوم قادر على تغيير الموازين في المشهد السياسي». وحول وجود خلافات وانشقاقات صلب الحركة قال رضا بلحاج ل «التونسية» إن حزبهم متماسك وأن الاختلاف في الآراء ووجود النقاشات داخله مسألة طبيعية وفق تعبيره مضيفا «هناك خلافات ونقاشات عادية عملنا على تجاوزها واختلاف الآراء جعل من حركتنا موحدة وثرية تعددت الروافد داخلها لكن المصير واحد». وقد حضر الاجتماع العديد من السّياسيين والمثقّفين والأكاديميين وكانت للعديد منهم مداخلات مختلفة مثل المؤرخ لطفي عيسى والتي تطرق فيها إلى معنى الالتزام السياسي مشيرا إلى أن الأحزاب الكبرى عملت على «شخصنة» السلطة مستشهدا بالحزب الدستوري سنة 1961 ملاحظا أن القضية اليوم تكمن في كيفية توزيع الأدوار الحقيقية داخل الأحزاب الكبرى التي لها رمزية في البلاد. من جهته تحدث المفكر حمادي الرديسي عن دور المثقفين في الحياة السياسية فيما تطرق المؤرخ عبد الحميد لرقش للحديث عن الإرث البورقيبي معتبرا أن المستقبل فيه استكمال للمشروع البورقيبي ومقرا بأن المثقفين أصحاب المرجعيات الفكرية سيعقدون خلال الأيام القادمة ندوة صحفية حول «عودة بورقيبة» إلى الساحة السياسية اليوم. غادة مالكي