ضمّت جبهة «الاتحاد من اجل تونس» عند تشكيلها حزب «نداء تونس» و«الحزب الجمهوري» و«المسار الديمقراطي الاجتماعي» و«الحزب الاشتراكي اليساري» و«حزب العمل الوطني الديمقراطي». في وقت ما انسحب الحزب الجمهوري بعد ما لاحظ ان «نداء تونس» يريد السيطرة على بقية الأحزاب كما أشار الى ذلك رئيس الهيئة السياسية العليا للحزب احمد نجيب الشابي وظلت بقية الاحزاب تعمل تحت مظلة «الاتحاد من اجل تونس». لكن بعد قرار حزب «نداء تونس» ان تخوض بقية مكونات الاتحاد الانتخابات بقائمات مستقلة ومنفردة باسم «نداء تونس» ثارت ثائرة ممثلي هذه الاحزاب. «التونسية» اتصلت بهم وحصلت على انطباعاتهم وردود افعالهم بعد التطورات الاخيرة. قال محمد الكيلاني الامين العام للحزب الاشتراكي ان موقف حزب «نداء تونس» قد ألحق ضررا بالمشروع الديمقراطي مضيفا ان حزبه يأمل ان يتراجع الندائيون عن موقفهم وان يصححوا خطأهم لان الاتحاد هو الخيار الانتخابي لأغلبية الشعب. وأشار الى ان الأخطاء السياسية تعد من أخطر الأخطاء لأنها تحمل انعكاسات سيئة على المجتمع. وعبّر عن خشيته من ان تتكرر نتيجة انتخابات 23 أكتوبر التي أنتجت دولة جديدة اسمها «تونستان». وأضاف أن الخطأ الذي قام به الندائيون هو محاولة لتشتيت القوى الديمقراطية. وأفاد الكيلاني أن «النداء» أضرّ بنفسه قبل كل شيء وبالاتحاد من اجل تونس ايضا لانه كان يمثل غالبية التونسيين وكانت قيمته مجتمعية بالاساس. وأكد ان مصلحة تونس تستوجب توحيد القوى أكثر ما يُمكن. «النداء أخلّ بالتزامه» و بخصوص الموضوع ذاته اكد عبد الرزاق الهمامي الامين العام لحزب العمل الديمقراطي ان حزب النداء قد اخل بالتزامه مع الاحزاب المكونة للاتحاد واخل بالقيم التي راهنوا عليها وأنّه سيمضي للانتخابات بقائمات تحت اسم «نداء تونس» موضحا ان حزبه مازال يتشاور مع بقية شركائه في الاتحاد وسيتفاعل معهم وأنه سيبلور معهم صيغة تحالفية مؤكدا ان الطابع المدني العادل سينتصر عن طريق التحالف دون حزب «النداء». وأضاف أن حزبه لن يقف مكتوف الأيدي وأنه سيعمل على التحاق احزاب اخرى في الاتحاد لتكوين جبهة ديمقراطية. كما أكد أن الأحزاب المشاركة في الاتحاد ستواصل العمل، وستدخل الانتخابات التشريعية بقائمات باسم الاتحاد، مشيرا إلى أنه سيتم عقد اجتماع من أجل مزيد التشاور قصد إعلان تصور جديد مشترك. كما أضاف أن الساحة السياسية الجديدة ستُفاجأ بتحالف جديد. ضرورة توحيد القوى الديمقراطية من جهته أوضح جنيدي عبد الجواد القيادي بحزب «المسار الديمقراطي الاجتماعي» أن حزبه سينظر خلال مؤتمره القادم الذي سينعقد يومي 20 و21 جوان في المعطيات الجديدة مؤكدا ان حزب «نداء تونس» تخلّى عن مبادئ البيان التأسيسي للاتحاد من أجل تونس الذي ينص على أن الاتحاد جبهة سياسية انتخابية تقوم على ارضية مشتركة. وأشار الى ان تغيير موازين القوى لا يكون الا بالتغيير في اطار الوحدة مبينا ان حزبه يريد تكريس التعددية. وأوضح ان الهدف هو توحيد القوى الديمقراطية كي تكون سدا منيعا لمنع أيّة عودة لنظام الاستبداد. ووصف عبد الجواد قرار المجلس الوطني لنداء تونس بالقرار «الأحادي والخارج عن السياق» باعتباره مخالفا للبيان التأسيسي للاتحاد. و قد اتصلت «التونسية» بقياديي حزب «نداء تونس» منذر بلحاج علي ورضا بلحاج في محاولة لمعرفة تعاليقهما على ردود فعل الاحزاب المكونة للاتحاد فأكّدوا انهم حريصون على تجنب الدخول في اي جدل حول المسألة.