عقد صباح اليوم حزب المسار الديمقراطي الاجتماعي اجتماعه العام بمناسبة مرور عام على تأسيسه بقصر المؤتمرات بالعاصمة بحضور مكونات العائلة السياسية الديمقراطية على غرار قيادات الاتحاد من اجل تونس ورموز الجبهة الشعبية وأعضاء من التحالف الديمقراطي ... وعدد من مكونات المجتمع المدني. واجمع كافة الحاضرين من سياسيين وقواعد شعبية على ضرورة الاندماج في شكل جبهة ديمقراطية لمواجهة «الظلامية والرجعية» حسب تعبيرهم ومطالبين برص الصفوف «لقلب الطاولة» على «الترويكا» الحاكمة وتغيير موازين القوى في المشهد السياسي, على حد تعبيرهم. وقد غص قصر المؤتمرات بمئات المشاركين في الاجتماع العام لحزب المسار الذي دعيت إليه مختلف الأطياف السياسية الديمقراطية لتقاسم فرحة مرور عام على تأسيس المسار. وهيمنت هواجس توحيد العائلة الديمقراطية على الاحتفالات الجماهيرية، وحملت فعالياتها مذاقاً خاصاً بمناسبة اطفاء الشمعة الاولى في عيد ميلاد المسار. إلا أن السمة الأبرز في هذه الاحتفالات إلى جانب تنوعها، كانت «روح التضامن والايخاء» بين الفرقاء السياسيين الذين تبادلوا القبلات والتقطوا صورا تذكارية، وانصهرت أحلام ومطالب الحاضرين في خانة واحدة وهي تاسيس جبهة ديمقراطية تمتد من الجبهة الشعبية الى «الاتحاد من أجل تونس» لمواجهة «المد الرجعي» حسب تعبيرهم . وقد توشح الحاضرون بالأعلام الوطنية ورايات المسار وتغنوا بالجبهة الديمقراطية المرتقبة وأنشدوا القصائد، والأهازيج الثورية التي باتت كالملح في طعام المناسبات الحزبية والسياسية. وأضفت إطلالة «بسمة الخلفاوي» زوجة الفقيد بلعيد رونقا خاصا على الاجتماع العام. فما ان وطأت قدماها قاعة الاحتفال حتى تعالت الاصوات والهتافات، ورددت الحشود: «الشعب يعرف شكون قتل بلعيد»... وتهافت أنصار المسار والسياسيون الحاضرون على احتضان الخلفاوي... نخاف من ثورة ثانية وأكد «سمير الطيب»الناطق الرسمي باسم حزب «المسار الديمقراطي الاجتماعي» على هامش الاجتماع العام ان الوضع الذي تمر به بلادنا صعب ويستدعي التحرك السريع لانقاذ ما يمكن انقاذه، مضيفا ان الاجتماع العام ل«المسار» يندرج في هذا الاطار، وإن مقترحات عامة وتوصيات ستتمخض عنه سيتم رفعها الى الحكومة، قائلا: «ان الوضع صعب للغاية، ولا نزايد على الحكومة ان قلنا هذا، فهو صعب على الحكومة والشعب على حد السواء ...» وحمل الطيب السلطة مسؤولية ما آلت إليه أوضاع بلادنا نتيجة «تبجّح الحكومة بمنطق الاغلبية واقصائها للآراء المخالفة»، مضيفا : «كفانا من منطق «نحن الاغلبية»...». وأبدى الطيب تخوفه من اندلاع ثورة ثانية تكون وخيمة العواقب على بلادنا وشعبنا نتيجة تعنت الحكومة وإهمالها لمصالح شعبها، واستطرد : «هناك ما يقارب 2.4 مليون تونسي يعيشون تحت عتبة الفقر، ونخاف من ثورة ثانية ضد هذه الحكومة، لا نحبذ ثورة ثانية لان نتائجها ستكون سلبية...» تغيير موازين القوى من جانبه ابدى «رضا بلحاج» النّاطق الّرسمي لحركة «نداء تونس» ارتياحه مما اعتبره تلاحما إيجابيا بين مكونات العائلة الديمقراطية ومكونات المجتمع المدني، معربا عن امله في تكوين جبهة ديمقراطية لخوض الانتخابات القادمة تساهم في تغيير موازين القوى في المشهد السياسي، مضيفا : «نحن في طريق طويلة لتوحيد العائلة الديمقراطية ولم شملها ... وهذا الاجتماع العام هو لبنة في اتجاه توحيد الصف ...» وارجع بلحاج تدهور الوضع الاقتصادي والاجتماعي الى تحزيب الإدارات وانسداد الافق السياسي الذي خلق ضبابية حجبت رؤية مستقبل تونس، مضيفا: «عند اقتراب المواعيد الانتخابية سيقع التقارب بين «الاتحاد من اجل تونس» و«الجبهة الشعبية»... لكن هذا لا يعني وجود اتصالات رسمية وانما مجرد تقاطع في وجهات النظر...». «يا حبذا لو يلتحق المسار والجمهوري بالجبهة الشعبية» من جهته تمنى «المنجي الرحوي» القيادي في «الجبهة الشعبية» التحاق كل من حزبي المسار والجمهوري ب«الجبهة الشعبية» قائلا: «يا حبذا لو يلتحق المسار والجمهوري بنا...» كما نفى الرحوي وجود اتصالات بين «الاتحاد من اجل تونس» و«الجبهة الشعبية» بخصوص الاندماج، وختم قائلا: «ان حضورنا اليوم تلبية لدعوة حزب المسار فهو صديق لنا ونلتقي معه في عديد النقاط...». حق الشعب في محاسبة وعزل حكامه أما «جنيدي عبد الجواد» القيادي في المسار الديمقراطي الاجتماعي فقد كانت كلمته حماسية تفاعل معها الحاضرون بالتصفيق الحار، وأكد خلالها ان للشعب الحق في محاسبة وعزل حكامه. كما وجه انتقادات لاذعة الى الحكومة الحالية وعلى رأسها حركة «النهضة» متهما إيّاها باستغلال الدين وبيوت الله لتشديد الخناق على المجتمع وبالتنكر لوعودها الانتخابية، مضيفا انها «تعاملت مع الدولة بمنطق الغنيمة» وأنها: «حكومة كثيرة العدد وقليلة الانجازات... لقد عادت حليمة الى عادتها القديمة..». كما تساءل عبد الجواد عن سبب امتناع رئيس الحكومة عن المثول امام قاضي التحقيق للاستماع الى اقواله بخصوص جريمة اغتيال «بلعيد»، خاتما بالقول: «تونس في حاجة الى جبهة تقدمية ...». قطع الرؤوس من جانبه شجب «محمد الكيلاني» رئيس الحزب الاشتراكي اليساري بعض ممارسات الحكومة الحالية، مضيفا ان فوز «الترويكا» الحاكمة خطر على امن البلاد وعلى حياة المعارضين السياسيين قائلا: «سيقطعون الرؤوس في شارع الحبيب بورقيبة وباب سويقة في حال فوزهم بالانتخابات القادمة وانظروا ماذا حصل في بلاد فارس والعراق ...» داعيا الى ضرورة تشكيل جبهة ديمقراطية تلتقي عندها العائلة الديمقراطية . ومن جهتها دعت أرملة شكري بلعيد «بسمة الخلفاوي» الى ضرورة الاسراع بإنقاذ تونس مرددة: «يلزمنا ناقفوا لتونس» اقتداء بوصية المرحوم «شكري» مضيفة: «مطالبنا لا تفتك الا بالدماء.. ورغم الداء والاعداء سننتصر سننتصر...». الحكومة تضع العصا في العجلة أمّا «سعيد العايدي» القيادي بالحزب الجمهوري ووزير التشغيل والتكوين المهني السابق في حكومة السبسي فقد رأى أن العائلة الديمقراطية هي مستقبل تونس وأن قو تها تكمن في وحدتها مقدما الجبهة الديمقراطية كبديل جديد قادر على الابحار ببلادنا الى بر الأمان، مضيفا: «يقولون ان المعارضة تحط العصا في العجلة لكنه تبين ان «الترويكا» الحاكمة هي من تقوم بهذا، وقسمت الكراسي على اساس المحاصصة الحزبية خدمة للرجعية ولحركة النهضة...». التوحد لمواجهة المد الظلامي من جانبه كشف «زياد لخضر» الامين العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد ان هناك اطراف حكومية تسعى جاهدة الى ضرب «الجبهة الشعبية» واستئصالها من المشهد السياسي، وخطب قائلا: «يجب علينا توحيد صفوفنا لمواجهة المد الظلامي ... وندعو الجميع الى تحمل مسؤولياتهم لان العدو سيستغل اخطائنا ...».