نادية الجزائرية:«ابني هاتفني من تونس لكن الخطّ انقطع» منجية العجنقي:«ابن أخت بن علي قال لي: ولدك طاح في فمّ تمساح...» ناشد امس عدد من عائلات «الحراقة» التونسيينوالجزائرين اللاتي اختفى أبناؤها في تونس سنة 2008 وعددهم 43 سهام بن سدرين رئيسة هيئة الحقيقة والكرامة النظر في ملف أبنائهم والوفاء بوعودها تجاههم خاصّة أنّها «على إطلاع بالموضوع» وانها كانت قد طمأنت عددا منهم فترة تولّي الراجحي لحقيبة الداخلية بالقول «إنّ أبناءهم على قيد الحياة ومتواجدون في السجون التونسيّة وانّ الإفراج عنهم بات وشيكا» على حدّ تعبير بعض أفراد العائلات ل «التونسية». وفي هذا السياق أكدت منجيّة العجنقي والدة أيمن العجنقي أنّ بن سدرين زفّت إليهم بشرى وجود أبنائهم في تونس سنة 2011 مشيرة إلى أنّها كانت خارج المكتب عندما ذهبوا إليها وانها ترجتها وعدد من الأمهات التونسيات الإنتظار بمكتبها إلى حين عودتها لتخبرهنّ أنها توصّلت إلى حقيقة مفادها ان أبناءهن احياء وانها ستعمل على إخراجهم على حدّ قولها. وأوضحت السيّدة العجنقي أنّ ابنها أيمن كان قد قرّر قبل ذلك مغادرة البلاد بطريقة غير شرعيّة في اتجاه إيطاليا واختار أن تكون وجهته عبر الجزائر مشيرة إلى انّه دخل الجزائر بطريقة قانونيّة وأنّه فضّل الهجرة غير الشرعية بعدّ ان انسدّت أمامه كلّ المنافذ وبعد ان وقع ضحيّة تحيّل سيّدة من بني خلاد تدعى ن. س موضّحة أنّ هذه السيدة لهفت من ابنها مبلغ 6 آلاف دينار وتنكّرت له بعد ان أقنعته أنّها قادرة على تسفيره إلى إيطاليا بواسطة عقد عمل. «حكاية الموت ما عادش تجبدها على لسانك» وأشارت السيدة عجنقي إلى أنّ ابنها أيمن كان قد هاتفها لحظة وصوله إلى الجزائر سنة 2008 لكنّ اخباره انقطعت عنها منذ ذلك الحين مضيفة أنّها لم تكفّ يوما عن البحث عنه ما دامت كلّ البوادر تؤكّد انه على قيد الحياة موضّحة أنّ أمن الدولة استدعاها فترة حكم بن علي وأخبرها انّ الأبناء بخير وأنّهم قيد الحياة وان الأمر ليس بأيديهم قائلين لها بالحرف الواحد: «عيّطنالك خاطر انت قاعدة تشوّش حبّينا نقلك شد دارك وريض ولدك حي وما تعرفش وقتاش يدق عليك الباب... حكاية الموت ما عادش تجبدها على لسانك... الموضوع طلع الفوق وماعاد عندنا ما نعملو كان حرق عن طريق ليبيا كنّا إنجمو نلقاو حل لكنّه حرق عن طريق الجزائر والجزائر فيها شويّة إرهاب» مضيفة أنّ «طارق ابن اخت الرئيس المخلوع قال لها بالحرف الواحد «يا خالتي منجية ولدك طاح في فم تمساح اتو يخضّو يخضّو ويروّح وانا جيتك من الآخر ماعادش نحبك تكلمني وإلا تتصل بيّ.. أنساني ولدك صنّف كإرهابي». من جانبها قالت الجزائريّة نادية شمامي والدة مهدي زين العابدين الشمامي ل«التونسيّة» إنّ ابنها اتصل بها بعد 13 يوما من المغادرة واخبرها انه القي عليه القبض صحبة كافة المجموعة في المياه الإقليمية بتونس موضّحة انّ تلك كانت آخر كلماته قبل ان تنقطع المكالمة التي لم تدم أكثر من دقيقة. وأضافت السيّدة شمامي أنّ الأستاذ الحبيب الشعابي الذي تكفّل بالقضيّة قد اخبرهم أنّ الأبناء على قيد الحياة وانّه تمّ إلقاء القبض عليهم في جندوبة وتسليمهم للسلطات التونسيّة مؤكّدة أنّ الأستاذ (المحامي) عبد الفتاح مورو القيادي بحركة «النهضة» قد اقسم لهم انّ جميع الأبناء من تونسيين وجزائريين هم على قيد الحياة مشيرة إلى أنّه تحصّل على المعلومات عن طريق مصادر من أمن الدولة. «الدليل في وثيقة سريّة لدى الخارجيّة» وأفادت نادية شمامي أنّ أعضاء الحكومة وبعض نواب المجلس الوطني التأسيسي متأكّدون من أنّ أبناءهم احياء يرزقون مستشهدة بتسجيلات صوتية لكلّ من عبد الفتاح مورو وسمير بن عمر والمرحوم فوزي بن مراد وسهام بن سدرين يؤكّدون فيها للعائلات أنّ ابناءهم بخير. وقد جاء في رواية مورو المسجّلة أنّ الأبناء بخير لكنّه يبحث عن دليل مكتوب يؤكّد صحّة ذلك مضيفا انّ الرئيس الأول للمحكمة كان قد اخبره شخصيا انّه توجد برقية سريّة توجّهت بها الحكومة التونسيّة إلى الحكومة الجزائرية تطرّقت إلى موضوع الحارقين التونسيينوالجزائريين موضّحا أنّ لدى الخارجية دليل على مصير ابنائهم. أمّا سهام بن سدرين فقد جاء في شهادتها أنّه إلى حدود 2010 تمّ استنطاق المختفين في المحاكم التونسيّة وأنها طالبت بعد الثورة من الداخلية النظر في الملف وان تعامل الوزارة كان ايجابيا في بادئ الأمر وقالت بن سدرين في شهادتها الصوتية ان الداخلية أعلمتهم انه قبض على الشبان ك «حراقة» في المياه الإقليمية بطبرقة لكنّ احد المتواجدين على متن القارب اطلق النار على قوات الأمن ممّا حوّل التعامل مع الملف من ملف على علاقة بالهجرة غير الشرعية إلى ملف له علاقة بالإرهاب مضيفة انّ تعامل الداخلية مع الموضوع تغيّر منذ افريل 2011 وأنها أخبرتهم أنه لم يعد لها صلة بالملف. من جهتها قالت والدة معز الورغي في تسجيل لها إنّ الداخلية اتصلت بالعائلة واستفسرتهم عن كلّ ما يتعلّق بابنها دون ان تكون هي قد لجأت إليها لتتساءل «من أين للداخلية معرفة انّ ابنها مختف والحال انها لم تتصل بالجهات الأمنية للإبلاغ عنه؟» مؤكّدة انّ توفيق الديماسي كان قد استدعى العائلات شخصيا واخبرها أنّ الابناء على قيد الحياة مضيفة انّ وزير الداخلية آنذاك فرحات الراجحي أخبر هو الآخر عائلات الضحايا عبر سهام بن سدرين بالشيء نفسه وأكد لها انّ الأبناء بخير وربما يكونون في سجون سرية. ليلى بن إبراهيم