أدت من 14 إلى 24 جوان الجاري بعثة من صندوق النقد الدولي زيارة رسمية إلى تونس قادها أمين ماتي التقت خلالها بعديد كبار المسؤولين في الحكومة التونسية. واختتمت هذه الزيارة باجتماع انعقد عشية أول أمس بمقر البنك المركزي التونسي تم خلاله مواصلة التباحث في بعض النقاط التي اعتبرها ممثلو صندوق النقد الدولي محورية تتعلّق خصوصا بضبط روزنامة خاصة بمواصلة الإصلاحات الاقتصادية التي تعهدت بها حكومة مهدي جمعة. ووفق المعطيات التي تحصلنا عليها من مصادر مسؤولة تابعت زيارة وفد صندوق النقد الدولي فإن الوفد قبل مغادرته أمس تونس اعتبر أن الزيارة ايجابية وان البعثة قد توصي بإعطاء موافقته المبدئية لمنح تونس القسط الخامس من القرض الائتماني الاحتياطي والمقدر ب220 مليون دولار في انتظار عرض تقرير البعثة على مجلس إدارة الصندوق الذي سيجتمع في مطلع شهر جويلية في انتظار إرفاق التقرير النهائي للبعثة بمعلومات إضافية. ومن ضمن المحاور التي تم الخوض فيها خلال هذه الزيارة طلبا بعثة صندوق النقد الدولي الإسراع بالتدقيق الخاص بالبنك الوطني الفلاحي الذي تأخر نسبيا مقارنة بالبنكين العموميين الأخيرين علاوة على العمل على تفعيل خطة العمل الخاصة بإعادة هيكلة البنوك العمومية ومن ضمنها التعجيل بضخ الموارد المالية الخاصة بإعادة رسملة هذه البنوك. وبيّن الطرف التونسي أنه تمّ تخصيص الموارد المالية الخاصة بهذه العملية في قانون المالية التكميلي لسنة 2013 والقانون الأصلي لسنة 2014 من خلال تخصيص ألف(1000) مليون دينار لإعادة رسملة البنوك العمومية التونسية. كما ألحّ وفد صندوق النقد الدولي على وجوب الإسراع بإقرار الإصلاحات الاقتصادية المعلن عنها في اجل لا يتجاوز شهر أكتوبر القادم ودعوة الجانب التونسي إلى التحكم في نسبة عجز الميزانية المرشحة أن تبلغ 10 بالمائة مقابل تقديرات في حدود 6.7 بالمائة خلال كامل سنة 2014. وأسرّ المصدر ذاته أنّ بعثة صندوق النقد الدولي وخلال محادثاتها مع المسؤولين التونسيين طالبت بالترفيع في أسعار السجائر والخمور بغرض تعبئة موارد مالية إضافية وأنّ الجانب التونسي اعتبر ان الترفيع في هذه المواد قد ينمي أكثر ظاهرة التهريب بما قد يسهم في تراجع الموارد المالية للدولة. من جهة أخرى اعلم الجانب التونسي البعثة انه تقرر الترفيع في زيادة المحروقات التي ستدخل حيز التطبيق في شهر جويلية بمعدل 100 مليم للتر الواحد من البنزين مع عدم المساس بالفئات الضعيفة في كل ما يهم بترول الإنارة وقوارير الغاز.