كنا قد تحدثنا امس وبصفة دقيقة عن الاسباب المباشرة الكامنة وراء خيبة الفريق الاخيرة وكيفية ضياع اللقب وقد تناولنا بالدرس فشل الخطة الفنية التي اعتمدها الاطار الفني وعدم قيامه بما يلزم من اجل تدارك الموقف اثناء المباراة اضافة الى غياب الفورمة عن بعض اللاعبين ولكن في مقال اليوم فاننا سوف نتناول بالدرس بعض الاسباب غير المباشرة والتي ساهمت بدورها في النكسة وتعتبر غير مباشرة لانها غير مرتبطة بسير المباراة فوق ارضية الميدان وانما تتعلق بامور اخرى خارجها سوف نجد انفسنا مجبرين على الاصداع بها وذلك من باب وضع النقاط على الحروف اولا وحتى يعتبر اولوا الالباب ثانيا وخاصة منهم اللاعبين والهيئة المديرة لكي لا يجد الجمهور نفسه حينها امام خيبة كبيرة اخرى يكون فيها الثمن باهظا جدا للجميع . قبل انطلاق مباراة النهائي الاخيرة بين النادي الرياضي الصفاقسي والنجم الساحلي تحدث البعض دون وعي عن منحة مالية كبيرة في انتظار لاعبي النادي الرياضي الصفاقسي في حال فوزهم باللقب ولكن الحقيقة غير ذلك حيث كان الاتفاق بينهم وبين الهيئة المديرة في خصوص امور المنحة مختلفا تماما حيث وعدتهم الهيئة المديرة بمبلغ 10 آلاف دينار في صورة الحصول على اللقب وذلك قبل النهائي بكثير الا ان اللاعبين رفضوا ذلك جملة وتفصيلا راغبين في تقسيم هذه المنحة على 4 مراحل اي انهم يتمتعون بمبلغ 2500 دينار اثر كل دور لان ظنهم ذهب بهم الى احتمال ضياع المنحة كاملة اذا اخفقوا في احد الادوار وقد كان لهم ما ارادوا حيث نالوا مبلغا قبل مباراة الشبيبة القيروانية والاربعاء الفارط قبل الدور النهائي ولكن الغريب في الامر هنا هو ان الاموال بالنسبة للاعبين تاتي قبل اللقب فقد كان همهم الوحيد هو ضمان الاموال وليس ضمان اللقب وان كان ذلك من حقهم لكن يجب ان تكون العزيمة التي تمتعوا بها لاحراز اللقب اقوى بكثير من عزيمتهم الفولاذية لاحراز مستحقاتهم. التحضير وسط اجواء مكهربة تحدثنا بما يكفي عن دور اللاعبين في النكسة ولكن هنالك بعض الاسباب غير المباشرة ايضا التي ساهمت فيها والتي تتعلق خاصة بالاطار الفني والاطار الاداري حيث كانت الاجواء جد مشحونة قبل المباراة بيومين نتيجة بعض المشاحنات بين المدير الرياضي للفريق الذي اصبح دوره سلبيا الى ابعد الحدود في الفريق سواء في تعامله مع المجموعة التي اصبحت تتندر بالاموال التي يتقاضاها واصبحت لا تكترث لاوامره جملة وتفصيلا وبين المدرب حمادي الدو الذي شغلته بعض الاخبار التي تتعلق بامكانية استبداله بمدرب آخر وقد كان ذلك هو محور اللقاء الذي جمع بين الطرفين حيث اراد الدو الاستفسار عن صحة الاخبار التي وقع ترويجها وقد كان الحديث غير ودي بالمرة مما عكر الاجواء بصفة كبيرة وسط غياب ربان حقيقي قادر على فرض الانضباط على الجميع دون استثناء لان الامر لا يتعلق بمباراة عادية وانما هي مباراة تتويج موسم كامل من التضحيات الجسام التي قام بها الجميع ولكن ما يجب التاكيد عليه هنا هو ان كل هذه المهاترات كان يجب ان تكون اثر نهاية مباراة الكاس وليس قبلها حتى تتوفر الارضية الملائمة للحصول عليها حيث كان من الممكن حينها للمدرب الدو ان يفاوض الفريق من موقع قوة اثر احرازه على اللقب وفي المقابل فقد قامت الهيئة المديرة ببعض الخروقات كالعادة والتي تتعلق بعدم التمتع بالسرية الكافية في التفاوض سواء مع اللاعبين المراد انتدابهم او المدربين والتي وصلت الى الآذان قبل حصول اي شيء رسمي وهنا مربط الفرس لانه يوجد احد المسؤولين الذي كل همه الظهور والتحدث الى وسائل الاعلام وخاصة التي تنتمي الى العاصمة في مقابل شح المعلومة بالنسبة لوسائل الاعلام من صفاقس . و للجمهور أيضا نصيب في النكسة اضافة الى كل الاسباب غير المباشرة التي ساهمت في نكسة النادي الرياضي الصفاقسي في مباراة الدور النهائي الفارطة فانه لا يفوتنا التذكير بما حصل فوق المدارج حيث ان كل من حضر اللقاء كان على يقين تام بأن الغلبة في تشجيع الفريق كانت واضحة وجلية وبشهادة احباء نادي عاصمة الجنوب انفسهم لفائدة جمهور النجم الرياضي الساحلي الذي كانت الاغلبية الساحقة منه من الذكور والشباب المتوقدين حماسا من اجل المساهمة في رفع راية فريقهم عاليا وقد لاحظنا اثناء تحولنا الى الملعب من صفاقس بان اغلب جمهور النجم تحوّل الى رادس وهمه الأول المؤازرة والتشجيع الى غاية صافرة النهاية وليس مشاهدة المباراة او التقاط صور تذكارية اثناءها وهذا ما يجب ان يستوعبه جيدا احباء فريق النادي الرياضي الصفاقسي الذي يتحدث الجميع فيه على ان الجمهور هو جمهور مناسبات اكثر من كونه جمهور مساندة وشد ازر وبالتالي فانه مثلما يتوجب على اللاعبين والاطار التسييري معالجة النقائص فانه يتوجب على جمهور النادي الرياضي الصفاقسي ايضا تدارك هذه النقطة .