واحد من أشهر أولياء الله الصالحين في تونس وأكثرهم قربا للناس وشعبية ، واسمه محرز بن خلف بن رزين، ينتهي نسبه إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه من ابنه عبد الرحمان، وقد أطردهم الخليفة العباس من مكةالمكرمة، فهربوا إلى تونس حسب سير الاعلام.و سيدي محرز من مواليد 951 ميلاديا وتوفي عام 1022، بعد حياة حافلة بالعلم والصلاح حتى جعله التونسيون في قلوبهم وأحبّه اليهود لأنه اشتهر بحمايتهم والدفاع عنهم، كما كان بيته في باب سويقة بقلب المدينة العتيقة ومجلسه في جامع الزيتونة ملجأ للمظلومين والمحتاجين حتى سماه الجميع «سيدي محرز سلطان المدينة». عرف عنه حبه للتعايش بين الأعراق والأديان وكان اليهود في عصره ممنوعين من المبيت أو السكن داخل أسوار مدينة تونس وكان عليهم أن يغادروها كل مساء إلى الملاّسين، فأمر بتمكينهم من مكان للسكن وهو حارة اليهود القريبة من جامعه وقبره. كما عرف محرز بن خلف بإعطاء «عهد التسامح» للمسيحيين واليهود في تونس ، وقد نشر مفهوم التسامح بين سكان البلاد، وكان شعاره الآية القرآنية الكريمة: «لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم»، لذلك كان ملجأ المسيحيين المضطهدين من إخوانهم في العقيدة في أوروبا. وكان إماما عالما فقيها فصيحا ، وكان مقصدا للعلماء لذلك رفعه التونسيون إلى مرتبة الولي الصالح.