أكد أمس أنور بن حسن عضو بالهيئة العليا للانتخابات أن عدد الناخبين بالسجل الوطني للمشاركة في الانتخابات القادمة قد بلغ 90 ألف بعد أسبوعين من انطلاق عمليات التسجيل معتبرا انه رقم هزيل جدا وأن المواطن التونسي فقد ثقته في جميع الأطياف السياسية ومقرّا بأن استعادتها تتطلب تكاثف جهود الجميع وفق تعبيره. ودعا أنور بن حسين خلال ندوة إطلاق مشروع «عين على الانتخابات» الذي بعثه مركز دراسة الإسلام والديمقراطية وائتلاف «أوفياء لمراقبة نزاهة الانتخابات», جميع الأحزاب إلى تحمل مسؤوليتها وإلى حث المواطنين على المشاركة في الانتخابات على حد قوله مطالبا مشغلي الاتصالات الثلاثة («أوريدو» و«اتصالات تونس» و«أورونج تونس») بالمشاركة في الحملة بإرسال إرساليات قصيرة إلى مشتركيها لحثهم على التسجيل. من جهته تحدث رضوان مصمودي رئيس مركز دراسة الإسلام والديمقراطية عن مشروع «عين على الانتخابات» قائلا انه يعنى بمراقبة العملية الانتخابية بكامل مراحلها بداية من عملية التسجيل التي انطلقت منذ أسبوعين، متابعا «نطلق اليوم مشروع «عين» ومشروعا ثانيا والمتمثل في «تعرفشي» بالاشتراك مع الكشافة للتحسيس بضرورة التسجيل ولدفع الشباب والمرأة الريفية خاصة للتسجيل فالانتخابات القادمة ستكون حاسمة ومصيرية بالنسبة للانتقال الديمقراطي في تونس». وقال رئيس مركز دراسات الإسلام والديمقراطية إن مشروع «عين على الانتخابات» يهدف إلى مراقبة الانتخابات بدءا بعملية التسجيل وصولا إلى مرحلة التصويت وأنه سيركز على تفعيل مشاركة الشباب في الانتخابات وتحسيسه بضرورة المشاركة خاصة أن نسبة مشاركته في الانتخابات الماضية كانت ضعيفة ولم تتجاوز 15 بالمائة على حد تعبيره. وأضاف «نريد أن يقوم الشباب بالتسجيل في السجل الوطني للناخبين في مرحلة أولى وبمشروعنا الحالي سنعمل على حثهم وتحفيزهم على المشاركة في الاقتراع للانتخابات التشريعية والرئاسية القادمة». وتحدث المصمودي عن عزوف المواطنين عن التسجيل مرجعا ذلك إلى تزامن انطلاق حملة التسجيل مع شهر رمضان ومع العطلة الصيفية مشيرا في الآن ذاته إلى عدم ارتياح المواطنين وخاصة الشباب للأحزاب السياسية الموجودة على الساحة السياسية. أما محمد كمال الغربي رئيس ائتلاف «أوفياء لمراقبة نزاهة الانتخابات» فقد شدد على ضرورة التسجيل معتبرا أن رقم المسجلين في السجل الوطني منذ انطلاق عمليات التسجيل ضعيف جدا ولا يشجع على ولادة وتكريس ديمقراطية حقيقية في بلادنا وقال «ان عزوف المواطنين عن المشاركة قد يحمل البلاد إلى طريق مجهول ومن خلال هذا المشروع سنبذل كل ما في وسعنا لتحسيس المواطنين بأهمية التسجيل». وأضاف «لمشروع «عين على الانتخابات» هيئة تنسيق مركزية تمثل القيادة يرافقها فريق مركزي ومنسّقون في كل دائرة سيعملون على متابعة الانتخابات ورصد الاخلالات إن وجدت وعلى تنفيذ برنامج «عين» ككل وقد تم تكوين 300 ملاحظ سيشرفون في كل الدوائر الانتخابية على عملية ملاحظة عملية التسجيل من ناحية والقيام بالحملات التحسيسية مع بقية شركائهم كما أننا نعمل على تكوين 2000 ملاحظ للمساهمة في التحسيس والمشاركة في الاقتراع للانتخابات التشريعية والرئاسية وقمنا بطبع وتوزيع 10 آلاف معلقة و100000 ملصقة وتعليق 270 لافتة على الدوائر الانتخابية داخل التراب الوطني. وتحدث الغربي عن تسجيلهم لتقرير أولي عن عمليات التسجيل الحالية بعد 15 يوما من انطلاقها مشيرا إلى النقص الواضح في اللافتات والمعلقات في الشوارع والأماكن العامة وإلى عدم وجود علامات واضحة في جل الدوائر الانتخابية الدالة على مكاتب التسجيل فيها وإلى تدني نسبة الإقبال على التسجيل من طرف المواطنين داعيا إلى ضرورة إعادة النظر في الحملة التحسيسية للهيئة وإلى تكثيف أشكال التواصل مع المواطنين مع تنويع المضامين والرسائل التواصلية. كما طالب الغربي بضرورة تشريك المجتمع المدني والأحزاب السياسية ووسائل الإعلام في حملات التوعية وإلى إطلاق حملة تحسيسية لإعلام الناخبين بمواقع مراكز التسجيل في كل الدوائر الانتخابية مشددا على ضرورة وضع برامج ميدانية لتكثيف حملات التسجيل المتنقلة واعتماد التسجيل المباشر عن طريق خدمة الهاتف الجوال. غادة مالكي