k التونسية (تونس) مثل أمس أمام أنظار احدى الدوائر الجنائية بالمحكمة الابتدائية بتونس 2 شاب وجهت إليه تهمة اقتحام محل الغير والاعتداء بالعنف الشديد إذ عمد إلى إصابة صاحبة منزل بآلة حادة على مستوى يدها وحاول خنقها لولا تدخل ابن المتضررة في الوقت الحاسم لإنقاذها من موت محقق. وقد تمسك المتهم بأقواله السابقة أما الدفاع فقد طلب من هيئة المحكمة تغيير الوصف القانوني للأفعال واعتبار ان ما نسب إلى موكله يندرج في نطاق العنف المجرد الناجم عن حالة الخوف عندما عادت صاحبة المنزل إلي المكان مما جعله يخشى أن ينكشف أمره وتولى إصابتها على مستوى يدها عندما حاولت الإمساك به وانه عندها اضطر إلى خنقها مؤكدا ان الباعث على الاعتداء في صورة الحال هو الخوف. المحكمة وبعد سماع جميع الاطراف قررت حجز القضية للمفاوضة والتصريح بالحكم. أطوار هذه القضية انطلقت في شهر جوان 2013 اثر إلقاء أعوان الأمن القبض على احد المنحرفين المتورطين في قضية مخدرات. وبعرضه على الناظم الآلي اتضح أنه محل تفتيش من طرف العديد من مراكز الأمن وبمزيد تضييق الخناق عليه اعترف بارتكابه لسلسلة من الجرائم من بينها جريمة اعتداء بالعنف الشديد والسرقة ظل فاعلها مجهولا مدة خمسة أشهر. وبعرض المتهم على المتضررة تعرفت عليه منذ الوهلة فبيّن انه تسلل إلى منزلها من الباب الخلفي بعد أن أكد له شريكه انه سهل الفتح بمجرد دفعه وبعدما أمده بمجموعة من المعطيات التي لم تكن صائبة من ذلك زمن عودة صاحبة المنزل من العمل وهو ما أربكه وجودها واضطره إلى القيام بمحاولة للتخلص منها وذلك بخنقها حتى يخمد أنفاسها ويبقى في حل من المساءلة إلا أن تدخل ابنها حال دون ذلك. كما أدلى المتهم بهوية شريكه وهو ابن جار المتضررة مشيرا الى انه تصرف في المسروق بالبيع إلى أطراف مجهولة الهوية هويتها. وباستدعاء الطرف الثاني في القضية قال إنه لا علاقة له بهذه الجريمة كما نفى أية علاقة له بالمتهم الرئيسي ملاحظا أن حكاية مد المتهم بالمعلومات كذبة وأنها محاولة منه للزج به في قضية هو براء منها وان مسألة الباب الخلفي أمر لا يخفى على الجميع حيث انه غير مسيج بباب حديدي مما يجعل إمكانية فتحه أمرا سهلا ولا يتطلب مجهودا كما انه لا مصلحة له في الموضوع خاصة ان المتهم الرئيسي في شهادته أكد أنه تصرّف في المسروق بالبيع وانتفع به لخاصة نفسه. وبسماع أقوال ابن المتضررة أفاد انه أثناء عودته – يوم الجريمة - حوالي الساعة العاشرة والنصف ليلا إلى المنزل سمع حركة غير عادية فوق السطح ظنها في البداية جلبة بعض كلاب الجار لكن مع تكرار ذلك استشعر وجود خطر ما فهب لاستجلاء الأمر فصعد سريعا للتثبت من الأمر وعند وصوله الى الطابق الأول من المنزل في طريقه الى السطح عرّج على غرفة أمّه فوجدها ممدة فوق سريرها والجاني يلف رباطا حول عنقها والدماء تسيل منها. وقال الابن ان الجاني وبمجرد أن شعر بوجوده همّ بالفرار ورغم محاولة اللحاق به فإنّه لم يتمكن من القبض عليه لسرعته فضلا على خوفه من ردة فعله غير المتوقعة لأن السارق كان يحمل آلة حادة بيده لكنه نجح في تحديد ملامحه وهيئته وملابسه فضلا على نعله الذي تركه عالقا بمسرح الجريمة عند هروبه وبعرض الموقوف عليه تعرف عليه منذ أول وهلة. أما المتضررة وبعد أن تحسن وضعها الصحي فقد أفادت أنها كعادتها بعد عودتها من عملها ولجت المنزل فشعرت أن شيئا غريبا خاصة عندما وجدت أثاث البيت مبعثرا لكنها لم تبال حيث ظنت للوهلة الأولى أن سبب ذلك راجع لاحد أبنائها أثناء اللعب غير انه بمزيد البحث لاحظت أن خزانتها الخاصة مخلوعة فعلمت أن في الأمر شرّا مضيفة انها عندما همّت باطلاق عقيرتها بالصياح فاجأها أحد الأشخاص وهو شاب في عقده الثاني بطعنة بآلة حادة على مستوى يدها اليسرى ثم رماها فوق الفراش وشرع في خنقها برباط ولولا عودة ابنها الاكبر لكانت في عداد الموتى. وبعد ختم التحقيقات وجهت للمتهم تهمة اقتحام محل الغير والاعتداء بالعنف الشديد وقد أحيل ملف القضية على إحدى الدوائر الجنائية بالمحكمة الابتدائية بتونس 2 التي قررت حجز القضية للمفاوضة والتصريح بالحكم.