تجدد صبيحة يوم أمس الأربعاء القصف على مرتفعات وغابات «ورغة» غرب مدينة الكاف دون أن تظهر أية معلومات دقيقة عن احتمال التفطن إلى خلية إرهابية أو محاصرة مجموعة إرهابيين في هذه المنطقة وسط تكتم شديد من السلط الأمنية والعسكرية. وقالت هذه المصادر إن دوي القصف الذي ترددت أصداؤه صبيحة الأربعاء في المدينة كان من طائرات حربية مقاتلة وليس طائرات هيلوكبتر أو مدافع، وقد شوهدت طائرتان مقاتلتان تحلقان على علو منخفض منذ زوال أول أمس في المنطقة الجبلية والغابية الممتدة من الحزيم على طريق الكاف الطويرف وصولا إلى مرتفعات جرادو وفرشان وجبل للا عيشة، وهي المنطقة التي يرجح أن يكون الإرهابيون قد تحصنوا بها في المدة الأخيرة، كما فخخوا بعض مسالكها بما أدى إلى انفجار لغمين الأول ضد مدرعة للحرس الوطني وخلف 4 جرحى والثاني ضد عربة عسكرية وأدى إلى استشهاد 4 عسكريين. وتبدو السلط الأمنية والعسكرية مصممة هذه المرة أكثر مما مضى على محاصرة الإرهابيين في مثلث غابي يمتد من مدينة الكاف إلى الطويرف وساقية سيدي يوسف، وهو مثلث يزداد ضيقا كل مرة، حيث تزداد عمليات التمشيط والقصف دقة وتركيزا بعد أشهر طويلة من التذبذب. ويبدو أن السلط الأمنية والعسكرية قد اختارت الأسلوب الذي مكنها من القضاء على خلية جندوبة وهو التضييق عليهم في الجبل بالقصف والتمشيط وإغلاق المنافذ وخصوصا منع أفرادها من الحصول على المؤونة والأدوية والعمل على إنهاكهم. وفي ظل استمرار الحصار على هذه المنطقة، راجت معلومات مثيرة حول العثور على سلال تحتوي على مواد تموينية في مصب الفضلات الواقع غرب مدينة الكاف على طريق عين الزرقة نحو مدينة الطويرف، مما جعل بعض المصادر تذكر أن أشخاصا متآمرين ومتعاطفين مع الإرهابيين المحاصرين في الجبل هم الذين يتركون سلال التموين على أنها فضلات في طرف هذا المصب البعيد عن المدينة، لكي يأتي الإرهابيون على هيئة «برباشة فضلات» ويأخذونها. ولم نتمكن من تبين صدق هذه الرواية، بسبب التكتم الشديد الذي تلتزمه قوات الأمن الداخلي والجيش حول هذه المسألة، لكن مصادر عديدة تؤكد أن الإرهابيين قد استفادوا طويلا من شبكة أشخاص متعاطفين معهم كانوا يتحايلون على حلقات الحصار لكي يوفروا لهم المؤونة والأدوية، وأن بعض هؤلاء الأشخاص لا يزالون يعملون على اختراع طرق جديدة لنقل المؤونة إلى الإرهابيين. واكتفت مصادر في الحرس الوطني بالقول للتونسية مساء أول أمس إن مواجهة خلية الإرهابيين بتلال ورغة قد دخلت مرحلة حاسمة وأن حصار المنطقة لن يطول، سواء باستسلام أفراد الخلية بسبب الإنهاك والقصف المستمر والحصار المطبق أو بالقتل حين الوصول إلى مخابئهم.