«غريب أمر المندوبية الجهوية للتربية «تونس 2» وطريقة تعاملها مع منظوريها بلغة المصلحة والأرقام».. هكذا استهل الأستاذ سعيد المقدّم مدير المعهد الثانوي حي ابن خلدون بمعتمدية العمران الأعلى حديثه ل«التونسية» وهو يتكلّم بحرقة ولوعة تدمي القلوب تحت عنوان نكران الجميل.. «لم أكن أتوقّع إطلاقا أن يتعامل معي المندوب الجهوي للتربية تونس 2 عبد الوهاب حقّي بهذا الأسلوب الذي ضربني في الصّميم ونحن في شهر الصّيام حيث أرسل لي قرارا استعجاليا من أجل ترك المحل الإداري للمعهد بسبب تداعيه للسقوط... ولمّا استنكرت القرار كان الردّ أعنف وأقوى إذ اقترحت عليّ المندوبية الجهوية للتربية تونس 2، بأمر من مندوبها أن أسكن مع أسرتي في إحدى قاعات الدّرس.. هكذا وبكلّ بساطة تعاملوا معي». وللتذكير فإنّ الأستاذ سعيد المقدّم شغل في هذا المعهد الثانوي في البداية خطّة «ناظر» قبل دعوته والإلحاح عليه من قبل نفس المندوبية لتحمّل أعباء الإدارة وشغل منصب مدير المعهد بعد أن عاش صعوبات عديدة وحوادث مشينة خاصة خلال امتحانات الباكالوريا.. وكان اللجوء إليه بناء على خبرته وتجربته في الميدان ومدى حسن علاقته بالإطار التربوي والإداري والتلاميذ والأولياء.. وفعلا سار به على مدى موسمين دراسيين إلى شاطئ الأمان خاصة أنه وجد استقرارا عائليا بفضل المسكن الإداري الذي يقطنه وتواجده في المعهد قريبا من مكتبه وإدارته وهذا العامل الرئيسي شجعه على قبول الخطّة في وقت حسّاس حيث ربط مسار حياته تقريبا بالمنزل الإداري وتعوّد على نمط حياته الجديدة والتي كرّسها لخدمة المعهد من داخل مكتبه. «ومع مرور الأيّام لاحظت أن تصدّعات وانشقاقات طالت المنزل الإداري الذي أسكنه ممّا يعني أنها تتطلّب تدخلا عاجلا دفعني إلى التكفّل بذلك من مالي الخاص لإصلاحه وترميمه حيث كنت أشعر وكأنّ المحلّ يتبعني ويخصّني كجزء من حياتي.. وقد بلغت جملة المصاريف 3500 دينار دون أن أطالب بالتعويض إذ كاتبت المندوب الجهوي عبد الوهاب حقّي أدعوه إلى التدخل عن طريق مصالحه المختصة.. ولكن الجواب لم يصلني إطلاقا من باب على من تتلو كتابك يا سيّدي ... وفجأة وصل قرار إخلاء المسكن الإداري دون أن يمهلوني أو يعطوني الوقت الكافي ونحن في شهر الصّيام حتى أسترجع أنفاسي وأتدبّر أمري للبحث عن محل يقيني وعائلتي.. القرار صدمني وأشّر لي بأني كنت بضاعة لدى المندوب الجهوي ومحطة عبور لمؤسسة تربوية كانت تحتاج في وقت معقّد إلى مدير محنّك.. المندوب الجهوي «قضى بي شورو ثم وقت الشدّة تجاهلني». الأستاذ سعيد المقدّم يقيم الآن في إحدى قاعات الطابق الأول من المعهد هروبا من قاعات الطابق السفلي خوفا من «أولاد الحلال» و«خفافيش الظلام» في وضعية مُزرية لا تليق برجل تربية وتعليم خاصة أن ابنه الصّغير يأخذ علاجا دوريا لمرض القلب». رسالة واضحة وضوح الشمس لا تتطلب التأويل تؤشّر إلى وضعيات عديدة يعيشها المربّون على غرار وضعية مدير المعهد الثانوي بحي ابن خلدون الأستاذ سعيد المقدّم، نتفاعل معها لعلّها تصل إلى أهل الذكر... أصحاب القرار في وزارة التربية والجمعيات التربوية لعلّها تتدخل عاجلا لفتح هذا الملف المؤثر خاصة أنّ المتضرّر يعترف بكلّ تواضع بأنه لولا المنزل الإداري لما قبل مهمّة كلّها تعب وإرهاق وتكسير راس.. وللحديث بقيّة.