يعتبر المعهد الثانوي بغار الدماء من أكبر وأقدم المعاهد بجهة جندوبة لكن رغم الدور التربوي الهام الذي يقوم به إلا أنه يعاني من عديد النقائص التي حدت من قدرته على اداء مهمته غير ان مندوبية التربية تدخلت في الوقت المناسب. المعهد الثانوي غار الدماء يضم قرابة 1600 تلميذ منهم 650 مقيما وبه قرابة 130 أستاذا ومع ذلك فهو يعاني عدة نقائص حاولت «الشروق» التعرف عليها عن كثب من خلال رأي الأساتذة العاملين بهذا المعهد ورأي المندوبية الجهوية للتربية بجندوبة .
صعوبات مادية وبشرية
من أولى المشاكل التي يعانيها هذا المعهد حسب الأساتذة والقيمين العاملين به هو قدم تجهيزات المبيت وتآكلها هذا إضافة لاحتراق جزء منه خلال السنة الفارطة ولم تنته أشغال الصيانة مما سبب معاناة للتلاميذ المقيمين واضطرار أكثرهم للكراء خارج المعهد لضمان ظروف إقامة أفضل ثم إن المبيت يعاني من قلة عدد القيمين ذلك أن عدد منهم يرفض العمل بالمبيت وقد كان لهذا الوضع انعكاسات أخرى حيث كثر الشجار بين التلاميذ وصل إلى حد استعمال الأسلحة البيضاء وما زاد الطين بلة هو التهديد المتواصل من الخارج واقتحامات للمبيت من طرف الغرباء .
أما النقيصة الثانية فتتمثل في النقص الفادح في التجهيزات من كراس وطاولات وسبورات وتواضع النظافة حيث حضرت الأوساخ بالقاعات .
الوضع كذلك انعكس على الأساتذة الذين يعيشون رعبا خاصة النساء منهم في ظل غياب الحماية وتكرر اقتحامات الدخلاء وهو وضع جعلهم يهددون بالدخول في إضراب في أكثر من مرة وهو ما جعل السلط الجهوية وعلى رأسهم والي الجهة والمندوب الجهوي للتربية وأعضاء المجلس الوطني التأسيسي ( أحمد المشرقي رابح الخرايفي منجي الرحوي ) والمعتمد الأول يزورون المعهد مؤخرا وتدارسوا مع الأساتذة والقيمين والإدارة الوضع ولكن دون تدخل وحلول حسب ما أكده الأساتذة .
المندوبية الجهوية للتربية توضح
الوضع الذي يعيشه المعهد الثانوي غار الدماء بمختلف مكوناته شبه مأساوي وقد كانت «الشروق» عاينت عديد النقائص , وقد اتصلنا بالمندوبية الجهوية للتربية للاستفسار عن الحلول العاجلة لمثل تلك الأوضاع فأكد السيد عبد اللطيف السلطاني المندوب الجهوي للتربية أنه تم انتداب 03 قيمين وسيتم تعويض قيم عام للقسم الخارجي بعد نقلة القيم العام القديم خلال مناظرة 2013 .
هذا وقد عقدت المندوبية جلسة بتاريخ 06 ديسمبر 2012 حضرها القيمون والمدير والناظر والقيم العام لإعادة توزيع العمل على القيمين بين الداخلي والخارجي ونجحنا في الوصول لحل الإشكالية هذا إضافة لتكليف فريق يتكون من 04 مسؤولين رؤساء مصالح وتمت معاينة دقيقة للأوضاع بالمعهد لتشخيص النقائص ووقع اتخاذ مجموعة من القرارات .
أما السيد كمال المومني رئيس مصلحة البناءات والصيانة بالمندوبية فقد أكد أنه تمت صفقة قياسية لتهيئة وصيانة المبيت الذي أحرق وتقدر الكلفة بحوالي 130 ألف دينار وستنتهي الأشغال آخر الثلاثي الأول .كما تم تحويل مجموعة صحية إلى قاعة للتربية التقنية وبناء مركب صحي جديد بكلفة 45 ألف دينار وتم كذلك تكليف مهندس معماري من طرف المندوبية الجهوية للتربية قصد إعداد دراسة شاملة لكامل مكونات المعهد وذلك على حساب ميزانية 2013 وسيتم تخصيص 600 ألف دينار للصيانة العامة وأما عن التجهيزات فقد أكد السيد المومني أنه تم تزويد المعهد ب140 حشية – 50 سريرا – 60 كرسيا – 50 طاولة – 14 خزانة – 02 مكاتب للقيمين – تجهيزات مطبخ لكن وللأسف فإن هذه التجهيزات كانت عرضة للاعتداءات والتكسير جراء نقص القيمين .
وختم السيد المومني بالتأكيد على أن المندوبية الجهوية للتربية تعهدت بصيانة المجموعات الصحية للمبيت في طوابقه الثلاثة .