مصير الترجي الرياضي في مغامرته الإفريقية لهذه السنة يلعب في صفاقس وبالتحديد ليلة يوم 26 جويلية القادم بملعب الطيب المهيري بالذات بمناسبة نزوله ضيفا على النادي الصفاقسي في رابع جولات دور المجموعات لكأس رابطة الأبطال الإفريقية، فهذا الكلاسيكو يعد المحطة المصيرية في مسيرة الأحمر والأصفر القارية والمنعرج الحقيقي لنجاح الفريق من عدمه في هدفه الأول والأساسي في هذه السنة... النتيجة النهائية لهذه المواجهة «التونسية التونسية» في رابطة الأبطال الإفريقية ستكون مؤثرة بشكل مباشر وكبير على حظوظ أبناء باب سويقة في هذه التظاهرة وعلى هذا الأساس يجد الفريق نفسه أمام ضرورة التألق في هذا الموعد وتحقيق النتيجة التي تضمن له البقاء في المنافسة من أجل التأهل إلى الدور نصف النهائي ... إذن ومن أجل هذا الهدف فإن كل الإهتمامات والإستعدادات تنصب خلال هذه الفترة وبالتحديد منذ انطلاق التحضيرات الصيفية على هذا الموعد المصيري وتشمل هذه الإستعدادات كل النواحي ومختلف الجوانب دون استثناء انطلاقا من الأمور الفنية مرورا إلى المسائل الإدارية... على المستوى الفني فقد وضع المدرب سيباستيان دو سابر برنامجا يهدف أساسا إلى تجهيز اللاعبين لهذا اللقاء وإعداد العدة للخطة التكتيكية المثلى التي تسمح للفريق بالتألق في هذه المباراة والخروج بالنتيجة التي تضمن له المحافظة على حظوظه كاملة في لعب الأدوار الأولى في مجموعته واقتلاع أحد المكانين الذي يضمن العبور إلى المربع الذهبي ، إضافة إلى ذلك فإن الإنتدابات التي قام بها الفريق أو التي يسعى إلى القيام بها تندرج ضمن الحرص على تعزيز صفوفه لمجابهة ما تبقى من مقابلات قارية بفريق متكامل وعتيد قادر على رفع التحديات وتحقيق نتيجة إيجابية تدفع الترجي الرياضي إلى الأمام في هذه التظاهرة وتيسّر له طريقه نحو الدور قبل الأخير. هذا التركيز الكبير على موعد 26 جويلية يعتبر عاديا جدا وأمرا طبيعيا بما أن نجاح فريق باب سويقة في مغامرته الإفريقية يمر عبر صفاقس وعبر تحقيق نتيجة إيجابية في هذا اللقاء ولا بد بالتالي من تمهيد كل الظروف الملائمة بظهور الفريق في أحسن وجه وجاهزا على كل النواحي وذلك بضبط تحضيرات مدروسة والقيام بتعزيزات في المستوى تقضي على النقائص والسلبيات وتدعم نقاط القوة والإيجابيات... على ذكر الإنتدابات فإن السؤال الذي يفرض نفسه في هذا الشأن قبل تسعة أيام فقط من موعد ملعب المهيري هو هل أن المنتدبين الجدد سيكونون على أتم الإستعداد لتقديم الإضافة المطلوبة منهم ولإفادة الفريق في أهم لقاء له على الإطلاق في المستقبل القريب. «اليعقوبي» غير جاهز التساؤل المطروح في شأن الإنتدابات الأخيرة ومدى جاهزيتها للموعد المصيري ليوم 26 جويلية تفرض علينا النظر في كل تعزيز على حده وتقييم استعداداته الحالية وما يستوجبه من برنامج لتأهيله بدنيا في مرحلة أولى ثم لانضمامه إلى المجموعة في مرحلة ثانية، نبدأ بالمدافع محمد علي اليعقوبي الذي يعد دون منازع أفضل صفقة للترجي الرياضي في هذه الصائفة لقيمة اللاعب من جهة ولحاجة الفريق إلى تعزيز في محور دفاعه من جهة أخرى ، ابن القيروان لن يكون جاهزا لموقعة صفاقس وهذا أمر ثابت وأكيد بما أنه بعيد عن مستواه ، فالأسبوعان اللذان يسبقان هذا الموعد لن يكونا كافيين لليعقوبي لاستعادة كامل مؤهلاته البدنية وبالتالي الظهور بالآداء المطلوب في مقابلة هامة وحاسمة... لقد طالت فترة ابتعاد المدافع الجديد للأحمر والأصفر عن الملاعب والتمارين وفقد بالتالي إمكانياته البدنية المعهودة وهذا ما يستوجب إخضاعه في البداية إلى برنامج تأهيلي خاص على انفراد لفترة ما يخضع في أعقابها لاختبار بدني لمعاينة التطور الذي سجله في هذا الجانب ثم اتخاذ قرار تمديد المرحلة التحضيرية على انفراد أو ضمه إلى المجموعة... المدرب سيباستيان دو سابر ليس أمامه خيار في مثل هذه الوضعيات سوى التعويل على اللاعبين الأكثر جاهزية والقادرين على اللعب بنسق عال وإفادة الفريق في لقاء في غاية من الأهمية وسيقرر إذن تشريك العناصر الموجودة معه منذ بداية التحضيرات والتي خاضت اللقاءات الودية وهو أمر بديهي لا يمكن أن يختلف في شأنه معه أحد. «كوليبالي» ضروري ... ولكن؟ نمر الآن إلى متوسط الميدان فوساني كوليبالي الذي يعتبر من العناصر الضرورية في مباراة صفاقس يوم 26 جويلية... قد يستغرب البعض من تأكيدنا على أهمية تواجد هذا اللاعب في لقاء لم يبق على موعده سوى تسعة أيام غير أن سلبيات المجموعة حاليا ونقائصها تفسر بصفة آلية حكمنا ، فوسط ميدان الترجي الرياضي شبه فارغ ولا وجود لمن يمكنه معاضدة حسين الراقد في المهمة الدفاعية في هذا الخط، وبما أن الفريق يحتاج على ثنائي ارتكاز في لقاء كهذا يصبح تجهيز كوليبالي قانونيا في مرحلة أولى وبدنيا في مرحلة ثانية أمرا ضروريا لا بد من إتمامه بسرعة. لقد كان وسط الميدان أكبر نقاط ضعف الترجي الرياضي في المقابلة الودية ضد نجم المتلوي خصوصا في الشوط الأول وبان بالكاشف أن حسين الراقد غير قادر بمفرده على تأمين التغطية وعملية الربط بين الدفاع والهجوم مما يفرض وجود لاعب ثان إلى جانبه لمساندته وإعطاء التوازن المطلوب لخط الوسط والذي يعد أحد مفاتيح النجاح في مباراة صفاقس المصيرية. الإطار الفني يدرك دون أدنى شك مشكل خط الوسط وله ثقة في كوليبالي وقدرته على تأمين الدور وهو ما يفسر إخضاعه لبرنامج تحضيري خاص على انفراد وبعيدا عن الأعين منذ أسبوع ونصف والغاية طبعا تأهيله بدنيا لضمه إلى المجموعة في أقرب وقت ولم لا التعويل عليه والإستفادة من خدماته في أول لقاء رسمي. فهل تتم الإجراءات القانونية المتعلقة بتأهيل كوليبالي بسرعة ويصبح هذا اللاعب على ذمة المدرب دو سابر؟ هل يكون «ماريغا» في المستوى؟ تركنا المهاجم موسى ماريغا في نهاية ملف المنتدبين الجدد لأنه وبكل بساطة الوحيد من بين الوافدين على حديقة الرياضة «ب» الذي تأكدت مشاركته في قمة صفاقس يوم 26 جويلية ، فهذا اللاعب مؤهل قانونيا لتعزيز صفوف الأحمر والأصفر بعد تعاقده مع الفريق وإضافة اسمه إلى القائمة الإفريقية وهو كذلك مؤهل بدنيا بما أنه يشارك في التدريبات منذ انطلاقها وخاض اللقائين الوديين اللذين أجراهما الترجي الرياضي إلى حد الآن. المالي سجل في المقابلتين الوديتين وهو مؤشر إيجابي لكن اللقاءات الرسمية تبقى الفيصل والمعيار الوحيد الذي نحكم فيه عن قيمة أي لاعب وما يضيفه لفريقه الجديد ، وهنا لن تكون مهمة ماريغا سهلة بالمرة لأنه سيكون مطالبا بتقديم الإضافة منذ البداية والنجاح في أول لقاء رسمي له باللونين الأحمر والأصفر بالنظر الى قيمة الرهان ولأنه مدعو ثانيا لتعويض لاعب له اسمه في الترجي الرياضي ويبقى قيمة ثابتة رغم تراجع آدائه في الفترة الأخيرة ونقصد يانيك نجانغ طبعا ... فهل يقدر المالي على تعويض الكاميروني فعلا ؟ ... سؤال لن تجيبنا عليه سوى موقعة ملعب الطيب المهيري لنعرف حينها إن كان ماريغا يستحق فعلا مكان نجانغ ؟ وإن كان انتدابه مفيدا أم لا ؟ «آفول» سيكون في الموعد نبقى مع اللاعبين الذين التحقوا بتمارين الترجي الرياضي بصفة متأخرة لنتطرق إلى الدولي الغاني هاريسون آفول الذي تأكد لدينا بصفة لا تترك مجالا للشك أنه سيكون في الموعد يوم 26 جويلية ضمن التشكيلة الأساسية التي ستواجه الصفاقسي في مباراة حسم المصير القاري بالنسبة لأبناء باب سويقة... فالبلاك ستار ينهي اليوم مرحلة الإعداد البدني على انفراد التي ضبطها المعد البدني جلال الهرقلي وينضم غدا إلى المجموعة وقد يشارك لفترة ما من اللقاء الودي القادم ضد شبيبة بجاية السبت القادم ثم سيشارك زملاءه كامل تحضيراتهم خلال الأسبوع المقبل مما سيجعله جاهزا للقيام بدوره كالعادة ضمن تركيبة الأحمر والأصفر بعد تخلفه عن اللقاءات الثلاثة الأخيرة في رابطة الأبطال الإفريقية وتأثر مستوى الفريق بشكل واضح جراء غيابه مما يجعل عودته مهمة ومفيدة للآداء الجماعي للترجي الرياضي.